كثير من الشباب الذي لم يسعفه الحظ في الظفر بمنصب عمل أو شغل يعكس حرفة ورثها عن الذين سبقوه أو اكتسبها عن طريق تكوين أو تربص في مجال يختاره هو. على هذا الشباب التفكير وإيجاد حل يخلصه من البطالة، ويدخله الحياة العملية والمهنية.كان لنا في هذا الاستطلاع المتواضع مع ''شباب بلادي'' رأيه في كيفية التخلص من هذا الشبح المخيف.كمال ٢٨ سنة من الأبيار: وجدناه بمستشفى القبة يصطحب أمه المريضة مهنتنا جعلنا نتقرب منه بدون أي تحفظ لنجد فيه ضالتنا، الموضوع الذي نريد التطرق إليه، ''البطالة وتأثيرها على شباب بلادي''. الشاب له نظرة تشاؤمية، حيث أكد وبنبرة اليائس أن الشباب سواء المتخرج من الجامعة أو المتحصل على شهادات من مراكز التكوين، أو حتى حرفة اكتسبها من المحيط الذي يعيش فيه معرّض للبطالة التي لا ترحم في كثير من الأحيان . مستشهدا بالحالة التي يعيشها يوميا مع هذا الشبح القاتل.
اعترف كمال أن هناك مناصب عمل جديدة مخصصة للشباب في السنوات الأخيرة في عدة مجالات، إلا أن حظه السيء منعه من الاستفادة منها رغم أنه متحصل على شهادة جامعية في التجارة الدولية، حيث كان يفشل في كل مسابقة يجريها في عدة مؤسسات، حتى الخاصة كانت تسد أبوابها في وجهه عند كل محاولة كان يعرض فيها سيرته الذاتية، كونها تفتقد الخبرة الذي يقول عنها ''من المستحيل أن أكسبها من السنوات التي ذهبت هباء بين البحث عن عمل والركون في البيت''، فكيف للشاب أن يعتمد على نفسه في إيجاد عمل دون أن تفتح له بابا واحدة.
مونية ٣٠ سنة موظفة'' :تسعة أشهر بقيت بدون عمل بعد إنهاء تربصي وحصولي على شهادة تقني في الإعلام الآلي. لا أنكر أن مساعدة أحد الأقارب في إيجاد عمل بإحدى المؤسسات العمومية هو سبب ما أنا فيه الآن، هذا ما جعلني أجتهد بنفس الإرادة التي درست بها لأحقق ذاتي حتى لا أبقى رهينة المساعدة التي قدمت لي. حققت حلمي في الظفر بمنصب عمل ألغى كل الخوف الذي كان يسكنني ويوهمني أنني سأبقى بطّالة والآن ما عليّ إلا أن أثبت إمكانياتي ومؤهلاتي للسير قدما إلى الأمام.
أكدت مونية أنها لازالت شابة والطريق مفتوح أمامها لبناء شخصيتها ومكانتها المهنية، مادام التكوين يوفّر تربصات كثيرة فأنا لا أريد التوقف عند حصولي على عمل، بل أتجه إلى كل تربص أو تكوين يزيد من كفاءتي ويكسبني تقنيات جديدة في الإعلام الآلي، في خضم التكنولوجيا التي باتت تتطور يوما بعد يوم .
زوبير ٢٥ سنة من دواودة: لا يحمل أي شهادة أو مؤهل علمي أو حتى حرفة تسمح له بعمل أو شغل، ومع هذا يؤكد لنا أنه لا يستخدم في قاموس حياته مصطلح ''البطالة'' أو كلمة ''مانخدمش''، ويعتمد على نفسه لجلب رزقه بأية طريقة، المهم أن تكون من ''خبزة لحلال'' كما قال، وتبقى المهن الموسمية دائما الملجأ الذي يتجه إليه الشباب مثل زوبير، وعن عدم تقنينها يقول، إنه ليس هو والشباب مثله المسؤولين عن هذا كما أنه ليس الوحيد في هذا العمل لكن إذا عمّت خفت، المهم أنني لا أتعدى على الغير أو على ممتلكاتهم والمشكل يتكفل به أصحاب الشأن ويفصل فيه من تخول له صلاحياته. أما نحن جزء من هذا المجتمع نحاول السير وفق معطياته.
الشاب كان صريحا معنا إلى حد الاعترف أنه لم يندم على مغادرته مقاعد الدراسة في سن مبكرة، عكس الكثير من الشباب الذين تركوا بصماتهم على صفحة ''شباب بلادي''، حيث أكد إنه من المستحيل أن يملك كل الشباب خاصة وكافة الناس عامة، شهادات عليا أو مؤهلات علمية، حيث إنّ هناك أنواع من العمل تحتاج إلى القوة البدنية، ويرفض الكثير من حاملي الشهادات القيام بها، إذن كل حسب قدراته، المهم أننا نعمل ونكون قيمة مضافة في وطننا ونكسب رزقنا من عرق جبيننا .