سُئل لماذا تكتب ولمن تكتب؟ فأجاب: أكتب وأواصل الكتابة لأعلم جيلي والأجيال القادمة كيف نُحِب، وأنا أكتب ليس لأظهر شجاعتي على عذرية الورق، بل لأظهر رسالات إنسان أو شعب يعيش في مكان ما في هذا العصر المعلول، المشلول، ولكي تكتب يجب أن يكون لك قلب وقلم وكومة من المعرفة.
هو الشاعر عبد الرؤوف المجادي ابن مدينة سكيكدة، المولود في ٢٣ أفريل ١٩٩١، يزاول دراسته العليا بجامعة ٢٠ أوت ١٩٥٥ بسكيكدة، تخصص حقوق، قصته مع الشعر بدأت في السنوات الأخيرة من مرحلة المتوسط، عندما كان يكتب خواطر في الحب والبيروقراطية، وعن ذلك صرح لنا قائلا «أنا عاشق من النوع الأول للوطن والحياة، يمكن أن أقول أنني لن أستطيع أن أعيش مع نبض الحياة منضبط، لذلك اخترت وعن قناعة زاوية اللهب الشعري، لأحرق أعصابي على الورقة وأحترق معها، لذلك لكي تكتب يجب أن يكون لك قلب وقلم وكومة من المعرفة».
وعن أعماله الشعرية ومشاركاته في مختلف النشاطات واللقاءات الأدبية، أوضح «لدي قصائد شعرية منوعة بين العمودي والتفعيلة والنثري تتناول الغزل والوطن والأخلاق، شاركت بها في تظاهرات أدبية اعتبرها قليلة لكنها مميزة، حيث شاركت في مهرجان الشاطئ الشعري الذي ينظم كل صيف في مدينة القل، وكان لي احتكاك مع شعراء مرموقين من داخل وخارج الجزائر، كما كانت لي مشاركة في مهرجان نظمته مديرية الثقافة لولاية سكيكدة، ويوميات تاريخية في ذكرى ١ نوفمبر ١٩٥٤. أما أفضلها هي مشاركتي المميزة في الحصة التلفزيونية «ليلة الشعراء»، التي تنتجها محطة ورقلة، وكنت أصغر شاعر جزائري يستضاف فيها، أما المشاركات غير الأدبية كانت في أيام الثانويات في ذكرى يوم العلم ١٦ أفريل».
أنا بصدد دخول
عالم التأليف
ذكر المجادي، أن المشكلة التي يضجر منها كل مبدع جزائري، هي عدم توفر المجالات والوسائل التي تسمح له بنشر أعماله، مشيرا إلى أن بعض أعماله الشعرية نشرت في بعض الجرائد الوطنية ومجلات إلكترونية كمجلة القلم وأصوات الشمال، إضافة إلى صفحته الشعرية على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، التي اعتبرها مصدره الرسمي، مضيفا «كغيرنا من المبدعين نجلس على مشجب ننتظر يد العون من وزارة الثقافة أو دور النشر لنشر أعمالنا».
أما عن طموحاته ومشاريعه، فأكد «طموحي أن أصل إلى حدائق وحرائق الشعر، وأنا بصدد دخول عالم التأليف، لدي أصدقاء شعراء وكتاب وصحفيين، وسأكون ضمن قافلتهم أجول أقطار الجزائر شعرا ونبلغ رسالة الإنسانية». موجها رسالة للأدباء والقائمين على قطاع الثقافة، قائلا «لدينا ثقافتنا التي حارب من أجلها علماؤنا وشعراؤنا أمثال عبد الحميد بن باديس ومالك بن نبي ومحمد العيد آل خليفة ومفدي زكريا وغيرهم، ونحن لسنا سوى مكملين في النهج الذي رسموه، فحقنوننا من أثار ثقافة المزمار، من يرى أنه ليس أهلا لمنصب في أي مجال ثقافي وإبداعي أن يترك منصبه لمن هو أجدر، لأن التاريخ لا يرحم الجهال».
وختم عبد الرؤوف المجادي حديثه بدعوة الشباب إلى الاندماج في الحياة وترك السئم، لأننا ـ كما أوضح ـ لسنا أصحاب هذه الأرض بل عابري سبيل، مضيفا «أدعوهم إلى الإطلاع على الأدب ومطالعة الكتب، لأننا صنفنا كأمة لا تقرأ، وكيف تريدون أن تفتحوا العالم وتغيّروه وأنتم لم تفتحوا كتابا، والأشخاص الذين يخالفونني الرأي أقول لهم ليس المال أساس الحياة».