كان الشاعر عبد الرؤوف المجادي، أحسن سفير للكلمة الراقية عندما مثل الجزائر بأرض الكنانة مصر في مسابقة القلم الحر للإبداع بقصيدة تحمل عنوان «لست كافرا وإنما هو الحب»، ودامت سفريته قرابة 10 أياما، حيث توج بالمركز الرابع عربيا في الشعر الفصيح، وكان مفاجأة المهرجان حسب المشرفين على التظاهرة، كما جعلت فصاحته في اللغة العربية الكثير من المشاركين العرب يعترفون بتمكن الجزائريين من لغة الضاد.
بدأت قصة عبد الرؤوف المجادي، ابن مدينة سكيكدة، مع الشعر في السنوات الأخيرة من مرحلة المتوسط، عندما كان يكتب خواطر في الحب والقضايا الإنسانية، يدرس سنة أولى ماستر في القانون الجنائي بجامعة سكيكدة. يستغل المجادي المولود في 23 أفريل 1991 مرحلة فراغه في البحث عن الرسائل الإنسانية والاجتماعية من منبر إذاعة سكيكدة الجهوية، عبر برنامج يسعى لفتح آفاق للحوار والمساعدة قدر الإمكان مع الجمعيات الخيرية.
وعن تتويجه بالمركز الرابع عربيا في الشعر الفصيح في مسابقة القلم الحر للإبداع بقصيدة «لست كافرا و إنما هو الحب»، ذكر المجادي لـ»الشعب» أن سفره إلى مصر دام 10 أياما، قضى فيها أوقات امتزج فيها الإبداع بالاكتشاف، قائلا «مثلت بلدي أحسن تمثيل، وكنت حسب المصريين والعرب أحسن سفير للكلمة الراقية ومفاجأة المهرجان في طبعته الخامسة كأصغر شاعر، كما أن فصاحتي في اللغة العربية جعلت الكثير من المشاركين يزيلون بعض الصور النمطية عن الجزائريين بأنهم يتقنون الفرنسية أفضل من العربية».
وأضاف المجادي أن المسابقة جمعت شعراء وكتاب معروفين على الساحة العربية، أمطروا الحضور بقصائد قمة في المشاعر والاحساس الانساني، مؤكدا أن الاحتكاك بهم كان مفيدا من كل الجوانب، «وقدموا لي نصائح مهمة، كما طلبوا مني طبع ديوان شعري ودخول عالم المسرح كتابة وتمثيلا.
وقال المجادي، أن شعوره بالجائزة لا يوصف، «فأنا ككل الفائزين بهذه الجائزة أسعدتني كثيرا، خصوصا وأنها أول جائزة لي في مسيرتي الأدبية، كما أنها جائزة دولية وليست محلية»، مشيرا إلى أنه شارك في هذه الطبعة رفقة شاعر آخر من سكيكدة اسمه حمزة العلوي الذي سبق له وأن نال العديد من الجوائز الأدبية.
وحول نيته نشر دواوين شعرية وإصدار كتب في فن الرواية أو القصة، أكد الشاعر المتألق أنه حلم كل كاتب سواء كان ذائع الصيت أو متمرس أو مبتدئ، مشيرا إلى أن لديه بعض المسودات في الشعر والرواية والبحوث الاجتماعية، البعض منها غير كامل لضيق الوقت والتزاماته الجامعية، موضحا أنه سوف ينزع التردد ويحاول طبع أول ديوان له ويحقق إرادة أصدقائه الشعراء والمتتبعين له عبر صوت إذاعة سكيكدة أو صفحات الفايسبوك أو عبر موقعه الرسمي في محرك «غوغل»، الذي يحمل اسم «الكاتب الجزائري المجادي عبد الرؤوف».
جمعية «المجد للثقافة والسياحة البيئية» في طريقها للتأسيس
أما فيما يخص مشاريعه المستقبلية، فكشف أنها كثيرة لكنه حاليا يركز على تحصيل مرتبة مريحة من أجل دخول مسابقة الدكتوراه في القانون الجنائي، لإرضاء رغباته العلمية والاجتماعية وتحقيق حلم والدته بأن يكون ذلك الفتى البار والقدوة. كما كشف المجادي أنه على أهبة تأسيس جمعية ثقافية تحمل اسم «المجد للثقافة والسياحة البيئية»، بهدف لم شمل المجتمع المدني في ولاية سكيكدة، ولم لا على المستوى الوطني، كما يهدف من هذه الجمعية العمل على تحقيق مجتمع متمدن يؤمن بدور المواطنة وإنشاء فكرة المواطن الفعال.
ووجه المجادي في الأخير شكره لجريدة «الشعب»، التي برهنت ـ حسبه ـ على أنها حقا في خدمة الكلمة الراقية والفكرة البناءة، داعيا المسؤولين إلى إعطاء الدور الفعال للجمعيات الثقافية لبناء أسس الإبداع والثقافة داخل الوطن، والخروج من دائرة التنظيمات الثقافية المحتكرة للساحة المدعمة من السلطات العمومية.