اعتبر، توفيق دغموم، مدون إلكتروني وصاحب وكالة اشهارية، أن لجوء الشباب الى استعمال اسماء مستعارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعود لاعتبارات معنوية، نفسية واجتماعية مؤكدا أن البعض يخفي اسمه الحقيقي ليكون في مأمن عن المجاملة والخوف والحرج، وتجنبا لمشاكل مهنية او عائلية قد ينجرّ عن نشر اسمه، مضيفا أن الشباب الذي يستعمل اسماء مقتبسة من ألفاظ متداولة في محادثاتهم، تعبر في اغلب الأحيان عن شخصيتهم، في محاولة ايضا لخلق المزح والترفيه عبر هذه الوسائط، مشيرا الى ان البعض يستغل «الفايس بوك» مثلا للاشهار سواء لشركته أو للهواية والنشاط الذي يقوم به، فتجده يضع اسم نوع النشاط أو شركته... مع صور خاصة بذلك.
وعن تجربته في هذا الشأن يقول دغموم «املك تقريبا ٤ آلاف صديق عبر «الفايس بوك» حوالي ٤٠ بالمائة لهم اسماء مستعارة وغريبة، كل حسب طريقته، يكتبون في بعض الأحيان الاسم الأول عادي ويضيفون لها كلمات غريبة ومضحكة، متميزة مثل (طرف ضوء، سراق البيض، إضطرابات عقلية، هذا أنا ولاشكون، معنديش الوقت، الاربعون لصا، الفقر كلاني، موح جا يطل طاح، التحراش العشوائي، كاره حياتو، مجهول الهوية»، وأنا اضع اسم توفيق الى جانبها كلمة «عايش زكارة» للمزاح وحتى أثير انتباه الآخرين عبر «الفايس بوك»، مضيفا «البعض يرى في أن مستعملي هذه الاسماء غير متعلمين أو أشخاص غير سويين، لكن أنا أرى غير ذلك. فمثلا اغلب اصدقائي من مستعملي الاسماء المستعارة والغريبة جامعيين ومثقفين اتواصل معهم واتقاسم معهم صور لها الفائدة الجماعية وذات ابعاد ورسائل هادفة وتنمي فينا روح المطالعة والاكتشاف والبحث...
وذكر في نفس الوقت ان التخفي وراء اسماء مستعارة او اسماء نجوم مشهورين يتخده قراصنة الانترنت «هاكرز» للاستفزاز ومحاولة اكتشاف اسرار صفحات وحسابات الآخرين،
مشيرا الى انه مع دخول الانترنت كان الشباب يقبل كثيرا على الدردشة ومواقع تبادل الصور والتعليقات، التي كانت تقتصر على تواصل طرفين فقط، اما الآن فالأمور تغيرت مع بروز مواقع التواصل الاجتماعي التعارف فيها وتبادل الصور ومختلف المعلومات مفتوح على الأصدقاء، وفي نفس الوقت على من يتواصلون معهم، ما يجعل المتصفح في الكثير من الأحيان في حرج، ومن الطبيعي في هذه الحالة ان يرفض من يحملون اسماء مستعارة. مستطردا قائلا «رغم الحرية التي يجدها مستعملو هذه المواقع في نشر الصور والرسائل والفيديوهات، فإن بقاء الحساب يشتغل غير مضمون لأنه من الممكن ان يتسبب الأصدقاء في غلق الحساب، لذلك الحذر مطلوب من مستعملي اسماء مستعارة.
وختم يقول «رغم اني مقتنع ان اغلب الشباب الجزائري يملك ثقافة حسن استعمال هذه المواقع، الا ان الحذر مطلوب خصوصا وان هذه الوسائط ليست من اختراعنا ولسنا المتحكم فيها».
توفيق دغموم (مدون إلكتروني):
اعتبارات معنوية، نفسية واجتماعية وراء الظاهرة
م. مغلاوي
شوهد:2042 مرة