يفضل الكثير من الشباب التحفظ عن نشر أسمائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويستعملون أسماء مستعارة لأهداف متباينة، وهناك من يلجأ إلى وضع أسماء نجوم مشهورين، والبعض الآخر يستعمل أسماء غريبة كنوع من التخفي، لتفادي وتجنب مشاكل معينة وبحثا عن حرية أكبر في التواصل مع الآخرين.هذه الظاهرة تزداد يوم بعد يوم، والمتصفح لهذه المواقع يجد سيلا من الأسماء المستعارة والغريبة، تحمل معان يختارها شباب لدوافع مختلفة، وهناك من يملكون أكثر من صفحة عبر هذه الوسائط الاجتماعية بأسماء مقنعة، يتفاعلون مع ما ينشر من صور وأخبار دون تردد ويعبرّون بحرية اتاحتها لهم هذه المواقع.
واختلفت أراء الشباب الذي حاورناه حول الموضوع، إذ يرى عماد ٣٠ سنة، أن استعمال الأسماء المستعارة ليس وليد اليوم، فهذه الظاهرة كما قال بدأت مع ظهور الأنترنت لأن المواقع لا تفرض كتابة الأسماء الحقيقية، خاصة منها مواقع الدردشة فيتحفظ المقبلون عليها من باب التردد وعدم الثقة في المضمون والمحتوى، لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي حسب عماد لم يجد شباب حرجا في كتابة الاسماء الحقيقية مبررهم في ذلك انها اكثر جدية.
ويعتقد سيد احمد ٢٤ سنة، أن استعمال اسم مستعار ليس مشكلة أو تناقض مع اهداف مواقع التواصل الاجتماعي «وانا شخصيا لا اتردد في قبول او اضافة صديق عبر «الفايس بوك» يحمل اسما مستعارا، لكن تبقى محاولة معرفة حقيقة الشخص مهمة لأن مستعملي هذه المواقع يجدون ظالتهم في عدم ترك أي دليل عنهم».
هناك سبب يدفع البعض الى استعمال اسماء مستعارة هو التشكيك في طبيعة واهداف مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يؤكد عليه كمال ٢٨ سنة الذي اوضح انه يتجنب نشر معلوماته وبياناته وصوره الشخصية تجنبا لكل ابتزاز او مشكل عائلي او مهني.
من جهته عمار ٢١ سنة أعتبر أن من يحبذون التواصل بأسماء مستعارة يتواصلون ويناقشون مختلف المواضيع والقضايا دون «طابوهات» وشخصيا «لا يهمني كتابة الاسم الحقيقي من عدمه، ما يهمني اكثر هو التواصل البنّاء ومناقشة مختلف القضايا والمواضيع وتبادل المعلومات والصور المختلفة».
لكن البعض، يرى أن استعمال الأسماء المستعارة يناقض هدف الشبكات الاجتماعية، حيث ـ تقول سليمة ـ أن الهدف من هذه المواقع التعارف والبحث عن اصدقاء جدد أو زملاء الطفولة او الدراسة، لذلك، «أرى أنه من المفترض على أي مقبل على هذه المواقع ان يضع الاسم الحقيقي لتتقوى علاقات التواصل، لأن من يستعمل الاسماء المستعارة تنقص ثقة الآخرين فيه، وفي الغالب ترفض صداقته وأنا اتجنب اضافة امثال هؤلاء لقائمتي».
التخفي وراء أسماء مستعارة
عدم الثقة في مواقع التواصل الاجتماعي من بين الأسباب
محمد.م
شوهد:3823 مرة