المسرحي رفيق فطموش لـ”الشعب”:

الوالد له دور كبير في النجاحات التي حققتها

حاوره: محمد مغلاوي

يجمع رفيق فطموش بين الإخراج المسرحي والتمثيل والتأليف، من مواليد 16 فيفري 1995 ببرج منايل ولاية بومرداس، هو ابن المسرحي المعروف ومدير المسرح الجهوي لبجاية عمر فطموش، شارك وأخرج عدة مسرحيات تعالج مواضيع تلامس هموم ومشاكل الشباب. يؤكد في هذا الحوار على دور الوالد في نجاحاته المسرحية وتطلعه للقيام بأعمال تخدم المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة.
^ كيف كانت بداياتكم مع المسرح؟
^^ حب المسرح ورثته منذ الولادة عن الأب عمر فطموش، الذي هو الآن مدير المسرح الجهوي لبجاية، كان له تأثير كبير، ويمكن القول أنه المدرسة الأولى، تعلمت منه الكثير وكنا نتقاسم الأدوار بالبيت ويصطحبني دائما معه لحضور مختلف الأعمال المسرحية. أول دور لي كان في ملحمة “فاطمة لالا نسومر” عام 2002 على مستوى تعاونية مسرح السنجاب ببرج منايل ولاية بومرداس، كانت فرصتي الأولى لاكتشاف روعة المسرح المحترف بحكم أني عملت آنذاك مع محترفين، فأعجبت بكل ما له علاقة بالمسرح، وقررت أن أكمل المشوار في هذا الميدان.
في 2003 قمت رفقة أصدقاء بإنجاز مسرحية تعالج موضوع الشباب التائه في البحر، ولسوء الحظ لم نكمل العمل بعد زلزال بومرداس، في تلك السنة تعطل المشروع بسبب تضرر مسرح برج منايل فتأجل إلى غاية 2008، عاودنا إحياء المبادرة على مستوى تعاونية مسرح السنجاب بإنجاز ملحمة.
في 2009 قمت بكتابة أول نص مسرحي لمسرحية “صرخة أستاذ” تعالج مشاكل الأطفال بالمدرسة بطابع فكاهي، شاركنا بها في مهرجان مسرح الطفل بجيجل في نفس السنة. وفي 2010 كانت أول تجربة لي مع المسرح المحترف بالمسرح الجهوي ببجاية برائعة “رجال ياحلالف” للمرحوم عبد المالك قرموح، التي شاركنا بها في مهرجان المسرح المحترف في الدورة الخامسة، وفي 2011 بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية شاركت في مسرحية “مشدلي زواوي” التي أنجزها المسرح الجهوي لبجاية. وفي 2012 قمت بإخراج وكتابة نص مسرحية “الحملة” التي حققت نجاحا في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، وفي 2013 شاركت في مسرحية “وصمة عار” رفقة الشباب الطموح لبرج منايل الذين عملت معهم منذ 2009.
^ نجحتم في الجمع بين التمثيل والإخراج والتأليف مبكرا، كيف كان ذلك؟
^^ أولا أنا مازلت في بداية المشوار في عالم المسرح، فتحت لي الأبواب تعاونية مسرح السنجاب لاقتحام عالم الإخراج المسرحي وكتابة النصوص وسني لا يتجاوز 17 سنة، وهي ثقة أعتز بها من فرقة هي إسم كبير في المسرح الجزائري، أتمنى أن أساهم وأقدم الإضافة التي يطمح لها أعضاؤها.
^ يمكن اعتبار مسرحية “الحملة” انطلاقة جديدة لكم خاصة أن العمل حقق نجاحا باهرا وأبرزكم على الساحة المسرحية، أليس كذلك؟
^^ فعلا مسرحية “الحملة” التي أنجزت في 2012 كانت بمثابة روح جديدة أعطيناها الكثير من الوقت، لأن طموحنا كان المشاركة بعمل شبابي في المهرجان الوطني لمسرح الهواة فحققت النجاح الذي كنا نبحث عنه، خاصة أنها عالجت مواضيع الحرقة والمخدرات والتفكك الأسري.  
^ بعد هذا النجاح غبتم عن الساحة المسرحية نوعا ما، ما السبب في ذلك؟
^^ جميع أعضاء الفرقة طلبة لهم ارتباطات خاصة أثناء مرحلة الاختبارات، فالمسرح بالنسبة لهم هواية، لكن رغم ذلك فقد استطعنا في 2013 إنجاز مسرحية “وصمة عار” التي تعالج موضوع السيدا، كنا نتمنى المشاركة بهذا العمل في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم هذا العام، لكن انشغالنا بالتحضير لامتحانات شهادة البكالوريا حال دون ذلك.
^ هل من أعمال مسرحية جديدة في الأفق؟
^^ سطرنا برنامجا ثريا على مستوى تعاونية السنجاب هذه السنة، بعد فتحنا لقاعة مسرح الطفل بالتعاون مع المدارس، نحن الآن في مرحلة التسجيلات والافتتاح الرسمي للنشاطات سيكون يوم 3 أكتوبر القادم، بتقديم أنشطة ثقافية وعروض مسرحية للأطفال كل جمعة وسبت بالقاعة وكل ثلاثاء مساء ببعض المدارس مع مراعاة فترة الاختبارات في شهر ديسمبر، وفي أيام العطلة سيكون هناك أسبوع مكثف بتنظيم نشاطات ثقافية وتربوية مسرحية يومية للأطفال سنشارك بها في مهرجان خنشلة، مع فتح المجال لعروض فرق مسرحية من بعض الولايات، إلى جانب ذلك ستجوب مسرحية “وصمة عار” عدة ولايات ونشارك بها في مهرجانات قادمة منها المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، كما أنتجت تعاونية مسرح السنجاب مؤخرا مسرحية “وحش الغربة” هو عمل للكبار شاركنا به خارج المنافسة في الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف.
^ على ذكر الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، حضرتم الأعمال المقدمة، كيف تقيمونها؟
^^ حضرت المهرجان كمتفرج ولست في المستوى الذي يجعلني أقيم العروض التي قدمت، لكني تأسفت لحجب جائزة أحسن عرض متكامل من طرف لجنة التحكيم، التي رغم ذلك تبقى الجهة الأدرى بمستوى الأعمال التي شاركت في المسابقة.
^ الملاحظ أن أغلب أعمالكم تعالج مواضيع تخص فئة الشباب والأطفال، إلى ماذا يرجع ذلك؟
^^ نحن شباب نعيش يومياتنا في مجتمع أغلبه شباب يعاني من بعض الآفات الاجتماعية، نحاول أن نكون صورة لهذا الواقع بتقديم أعمال تحمل رسائل هادفة تخدم المجتمع ككل والشباب على الخصوص، في ظل التطور التكنولوجي الهائل والتحولات التي يعرفها شبابنا، فمسرحية “الحملة” مثلا تعالج مواضيع حساسة جدا لظواهر اجتماعية خطيرة ما فتئت تنتشر في السنوات الأخيرة هي تعاطي المخدرات والتفكك الأسري، أيضا مسرحية “وصمة عار” تتطرق للسيدا الذي ما يزال طابو في مجتمعنا، وكانت جرأة كبيرة لكتابة نص مسرحي لمعالجته من الجانب الاجتماعي.
^ ما هي المشاكل التي قد يجدها أي مسرحي شاب في بداية مساره الفني؟
^^ أهم عائق هو غياب التشجيع والدعم من طرف السلطات المحلية أو الثقافية، بفتح الفضاءات والقاعات، إذ يجد الشاب في كل مرة الأبواب موصدة في وجهه تمنعه من تفجير طاقته وقدرته الفنية، لذلك من الضروري أن يلقى الشباب المبدع الاهتمام والدعم ليقدم الإضافة في أي مجال فني. إضافة إلى ذلك غياب مراكز التكوين خاصة أننا نعلم بأن التكوين هو أساس نجاح أي فنان.
^ كيف تنظرون لمستوى المسرح الجزائري؟
^^ أرى أن المسرح الجزائري تراجع نوعا ما، وهي رؤية يقاسمني فيها المختصون والمهتمون، وأعتقد أن هذا التراجع يعود لنهاية جيل ذهبي قدم الكثير للمسرح الجزائري وخدمه في أحلك الظروف، ومع الأسف الجيل الحالي من المسرحيين غير مكونين بشكل جيد، ولم يستفيدوا من خبرة عمالقة المسرح الجزائري، وهو ما أثر كثيرا على مستوى الأعمال المسرحية في السنوات الأخيرة فحدث فراغ رهيب.
^ تحصلتم على شهادة البكالوريا هذا العام ما هو التخصص الذي اخترتموه؟
^^ اخترت مواصلة دراستي الجامعية في تخصص الأدب الفرنسي لأن المقاييس التي تدرس به لها علاقة بميدان بالمسرح.
^ كلمة أخيرة؟
^^ أشكر جريدة “الشعب” على هذا الاهتمام، أمنيتي أن يتطور المسرح الجزائري وأن أخدمه وأقدم الإضافة المرجوة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024