هناك مواهب فنية شابة لكنها تصطدم بغياب الاهتمام والدعم ونقــص الإمكانـيات

يعتقد الرسام محمد مزياني، أن مشاركته في مهرجان مدارس الفنون بمستغانم كانت تجربة جد مفيدة، ومحطة مهمة له للاحتكاك وتبادل الخبرات مع الفنانين والأساتذة الذين شاركوا في مختلف الورشات، اكتشف خلالها أمورا كثيرة سمحت له بإنجاز أعمال في المستوى.
يتحدث مزياني لـ«الشعب” عن مساره الفني والدراسي قائلا “أحببت الرسم منذ طفولتي، لذلك التحقت بملحقة الفنون الجميلة بعنابة واخترت تخصص الاتصال البصري لكونه تخصصا يشمل مقاييس متنوعة، تمنح للطالب معارف في مختلف الفنون، تخرجت منها سنة 2011”، مشيرا إلى أن المحيطين العائلي والمجتمعي ساعداه في تطوير قدراته الفنية بحكم انتمائه لأسرة فنية، مضيفا أن باستطاعته إنجاز أعمال في مختلف الفنون التشكيلية إلى جانب إتقانه لميدان الأنفوغرافيا.
وذكر ابن عنابة أنه بعد التخرج عمل ببعض الجرائد كمركب وبوكالات إشهارية لإنجاز ملصقات ونشريات وإعلانات، وقال أن مشاركاته في التظاهرات الفنية قليلة لأسباب خارجة عن إرادته، معتبرا حضوره بمهرجان مدارس الفنون الذي احتضنته مستغانم بالإيجابي، خاصة أنه شهد مشاركة عدة مواهب شبانية من مختلف الوطن، أشرف عليهم أساتذة لهم باع طويل في الميدان الفني، ومن المنتظر أن يشارك محمد مزياني في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.
واعتبر مزياني أن المشاكل التي يعاني منها الفنانون متعلقة أساسا بغياب الاهتمام والرعاية والتشجيع، وانعدام فرص تطوير المهارات الفنية خاصة فيما يتعلق بنقص الفضاءات الثقافية التي تسمح له بالبروز والظهور وتقديم الأفضل، مؤكدا أن الفنان الشاب الجزائري موهوب يسعى للحصول على تكوين جيد، لكنه يصطدم في كل مرة بنقص هياكل التأطير، إلى جانب كل هذا يرى مزياني أن المجتمع الجزائري بحكم ظروفه الاجتماعية لا يولي اهتماما للفن بصفة عامة والتشكيلي بصفة خاصة.
وأشار مزياني إلى تراجع سوق بيع اللوحات الفنية ونقص الطلبات والعروض على الرسامين، وهو ما أثر بشكل مباشر على وضع الفنان الاجتماعي، داعيا مسؤولي مديريات الثقافة إلى فتح المجال للمواهب الشابة وتنظيم نشاطات وعروض في الفن التشكيلي لتنشيط الفعل الثقافي وإبراز الفنانين على الساحة.