الفنان ابراهيم بن تازي لـ«الشعب”:

الفنان ابراهيم بن تازي لـ«الشعب”:

محمد مغلاوي

خطف إبراهيم بن تازي الأضواء بعد مشاركته في سيت كوم “قهوة ميمون”، من خلال أداءه المتميز لدور اللاعب ليونيل ميسي. درس اتصال الصورة بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم، وتحصّل على دبلوم تخصّص التصوير الفوتوغرافي في 2013 ليتفرّغ بعدها للتّدريس بنفس المدرسة.

جمع إبراهيم نذير بن تازي بين التصوير والرسم والتمثيل، وكرّس جل حياته للفن، شارك في عدة عروض ونشاطات ثقافية بمستغانم وخارجها. تعتبر مشاركته في سيت كوم “قهوة ميمون” محطّة غيّرت حياته، حيث ترك بصمته في هذا العمل وجعلته محل إعجاب جمهور واسع، وأينما حطّ وارتحل يجد المئات من المعجبين تتهافت من أجل أخذ صورا معه، كيف لا وهو شبيه اللاعب الدولي الأرجنتيني ميسي وقام بأداء دورا متميزا في ذلك العمل.    
وعن مشاركته في السيت كوم الذي أخرجه جعفر قاسم، أكّد إبراهيم نذير بن تازي لـ«الشعب”، أنّه لم يجد صعوبة في تأدية ذلك الدور بحكم خبرته في ميدان السمعي البصري، وعلاقة التخصص الذي درسه بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم بالتمثيل، مشيرا إلى أنّ ظهوره في العمل جاء بعد أن اتّصل به المخرج جعفر قاسم الذي كان يبحث عن شاب يمكنه القيام بدور اللاعب ميسي في إحدى حلقات قهوة ميمون. وكشف بن تازي أنّ المصور الذي كان يعمل عنده “منح صورتي للمخرج جعفر قاسم، واقترح عليه بأن أقوم بالدور الذي يبحث عنه، ولما شاهد قاسم صورتي لم يصدّق بأنّها صورة لشاب جزائري، وحتى يتأكّد فعلا بأنّني شبيه ميسي طلب على الفور من المصور رقم هاتفي، اتّصل بي واتّفقنا على كل التّفاصيل، بعدها اطّلعت على السيناريو وقمت بأداء الدور كما يجب، والحمد لله نال إعجاب فريق إنجاز السيت كوم، الذين أخبروني بأنّهم تفاجأوا عندما علموا بأنّ ظهوري في العمل هي أول مشاركة تلفزيوينة لي”، مضيفا أنّه تشرّف بالعمل تحت إشراف مخرج كبير مثل جعفر قاسم وأنه استفاد كثيرا، مضيفا أنّ الحلقة التي ظهر فيها حقّقت نجاحا كبيرا وكانت ردة فعل الجمهور لا تتصوّر، “فأينما ارتحلت أجد أمامي المئات من المواطنين كبيرهم وصغيرهم يتهافتون من أجل أخذ صورة معي، وأصبح الهاتف لا يتوقّف عن الرنين، كما وصلتني طلبات صداقة عديدة عبر صفحتي بالفايسبوك في أيام معدودات”، موضحا أنّه تعامل مع معجبيه بتواضع وردّ على طلباتهم بكل سرور.    
«بإمكاني أداء أدوار أخرى تلفزيونية كانت أو سينمائية”
وحول ما إذا كان وصلته عروضا فيما بعد، ذكر بن تازي أنّ اتّصالا وصله من سيناريست كانت تحضّر رفقة منتج من وهران لسيت كوم من أجل “أداء نفس الدور الذي أدّيته بقهوة ميمون مع اختلاف فقط في القصة، وبعد لقائي بالمنتج وحديثنا عن كل حيثيات العمل قبلت بالعرض دون شروط لأنّ الهدف كان إنجاز عمل محترف يعجب الجمهور داخل وخارج الوطن، لكن انقطع الاتصال بعدها لأسباب أجهلها لحد الآن”.  
واعتبر بن تازي أنّ تخصّصه والميدان الذي يشتغل فيه له علاقة وطيدة بميدان السمعي البصري، ولن يجد مشكلة أو صعوبة في المشاركة في أعمال تلفزيوينة أو سينمائية أو حتى مسرحية مستقبلا، وإذا وصلته عروضا فلن يرفضها، مشيرا إلى أنّه يميل كثيرا للمسرح ولا يفوّت أي فرصة تنظّم فيها مهرجانات بمستغانم إلاّ وحضرها، مضيفا أنّه يستغلّ مختلف العروض للاحتكاك بالمخرجين والممثلين، وتقديم بعض الملاحظات فيما يخص الألبسة أي كل ما له علاقة بتخصّصه سيميولوجية الصورة، مؤكّدا أنه يتشرّف بانتمائه لعائلة تحبّ الفن بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة.      
وأبرز بن تازي في حديثه أهمية التكوين في حياة أي فنان لأنّه مفتاح أي نجاح، مشيرا إلى أنّه لاحظ أنّ بعض الأعمال التلفزيونية والوثائقية لا تُحترم فيها معايير التصوير والإخراج الفني، وهذا راجع إلى نقص التكوين، “فامتلاك الأجهزة السمعية البصرية لا يعني أنّ المخرج أو المصوّر أو حتى الممثل سينجح في إنجاز عمل جيد، لأنّ الحصول على معارف واكتساب المهارات والتّقنيات مهمّة لإخراج عمل في المستوى”.
التّكوين يفتح للفنان آفاقا أوسع وأرحب
قال بن تازي بأنّه بدأ الرّسم منذ الصّغر، “والكل لاحظ ميلي نحو هذا الفن بمن فيهم الوالدان، فالتحقت بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم حتى اكتسب معارف أكثر في ميدان التصميم الغرافيكي والرسم والتصوير الفوتوغرافي وكنت من أفضل الطلبة، وهو ما ساعدني لأن أصبح أستاذا فيما بعد”، مشيرا إلى أنّه لا يبخل على طلبته بتقديم مختلف المعلومات والمعارف والنصائح داخل المدرسة وخارجها، معتبرا أنّ العمل كأستاذ مسؤولية كبيرة تجاه الطّلبة الذين سيكونون فناني المستقبل، مضيفا أنّ التّصوير الفوتوغرافي فن ودراسته بالمدرسة له ميزة خاصة لأنّه مرتبط ارتباطا أساسيا بتخصصات أخرى كالرسم، لذلك نجد أن أغلب الرّسامين يحملون معهم آلة تصوير.
وذكر بن تازي أنّ عمله كأستاذ لا يمنعه من المشاركة في المعارض الفنية التي تقام بمستغانم أو خارجها، ويحاول في كل مرة المشاركة في الدورات الفنية والتكوينية التي تنظّم من حين لآخر حتى يستفيد أكثر، مشيرا إلى أنّ كل الإمكانيات متوفّرة بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم، وما على الطالب ـ كما قال ـ إلاّ بذل الجهد من أجل النّجاح.
التّفكير والحسّ الإبداعي والفني غائبون في مجتمعنا
تأسّف بن تازي لغياب التفكير والحس الإبداعي والفني لدى أفراد مجتمعنا، فقد لاحظ أنّ اللّمسة الفنية تغيب عن سلوكات وتصرفات الكثير من المواطنين والموظفين، فعلى سبيل المثال المهندسون المعماريون لا يحترمون المعايير الفنية في إنجاز البنايات، كما تتميّز أحياؤنا بفوضى في التشييد والديكور وغيرها من الأمور، فالحياة كلّها فن، قال بن تازي.
ودعا بن تازي إلى فتح مدارس فنية متخصّصة على المستوى الوطني، ودعم وتشجيع الفنانين ومنح الفرص لمختلف المبدعين الشباب حتى لا يكونوا ضحية للشارع الذي لا يرحم، مؤكدا في نفس الوقت أنّ الشاب مطالب بالجد والعمل المتواصل لتحقيق مختلف الأهداف دون اتكال على الدولة، فالحصول على دبلوم ـ حسب بن تازي ـ لن يكون له معنى دون اكتساب مختلف المعارف والمهارات التي تجعله يواجه صعوبات الحياة بثقة، ويحصل على وظيفة في المستوى، وكل ذلك يتحقق بالجهد المضاعف والتعب اليومي والاتكال على النفس.
 واستغل بن تازي الفرصة للتعبير عن حزنه العميق لما يتعرّض له الفلسطينيون من مجازر نتيجة العدوان الهمجي الاسرائيلي، ودعا لأهل فلسطين وغزة بالنصر، وأن يرفع الحصار عنهم ليعيشوا أحرارا على أرضهم. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024