لا ينبغي لجريمة إحراق عصابات المستوطنين سيارات ومنازل المواطنين في جبل قراطيس في البيرة، أن تمرّ دون أن تُشعل الإشارة الحمراء، وتقرع جرس الإنذار في جميع دوائر صنع القرار.
الجريمة تحمل نُذُرَ شهوةٍ مُبيّتة، محمومة ومحمولة على أحلام التوسّع ونوازع السيطرة والانتقام، دون الحاجة إلى ذرائع تُستجلب تارة، وطوراً تتخلّق بدوافع الانتقام لإنتاج مشاهد مُستنسَخةٍ من حرب الإبادة في غزّة.
فالعقيدة الـمُحرّكة، والأدوات المستخدَمة، والأُصولية التوراتية الحاضنة، والحالة العربية المتداعية، والمواقف الدولية المتواطئة، تُشكّل البيئة المناسبة، واللحظة المواتية للقيام بمثل هذه الجريمة، حيث يتبادل المعتدون مع جنود الاحتلال الأدوار، ويُمارسون التقاسم الوظيفي في إشاعة الإرهاب والإرعاب، لتحقيق الأهداف المعلنة منها والمضمرة، المستمدّة من خطّة الحسم التي أشعل شرارتَها وأطلق رصاصتَها الأُولى سموتريتش في حوارة قبل نحو عامين، لتمتدّ ألسنتُها الحارقةُ إلى غزّة.
ما حدث فجر الإثنين الرابع من نوفمبر2024 في منطقة جبل قراطيس في مدينة البيرة، سيُسجَّل في رزنامة الإبادة بأنّه اليوم الذي انطلقت فيه طلقة البداية لحرب عصابات المستوطنين ضدّ السكان الأصليين في الضفّة، على نحوٍ لا يقلّ -إن لم يُماثل- عن الفصول الدموية الجارية في كلّ بيتٍ وحارةٍ وشارعٍ في قطاع غزّة. ليس ما يُكتب تشاؤماً، بقدر ما هو تحذيرٌ واجب، وقرعٌ لجدران الخزان، لما هو قادمٌ من سياسات المحو والحرق والتهجير المعلنة والنازفة دماً ودماراً في غزّة، وسط حالةٍ دوليةٍ شديدة السيولة والسلبية.
أوقِفوا حربَ الإبادة في غزّة وجرائمَ المستوطنين في الضفّة..!