حرية الصحافة في عيـون ممارسيها

الوصـول إلى مصدر المعلومة لايـزال عائقا

دليلة اوزيان

كيف ينظر ممارسو مهنة المتاعب الى حرية الصحافة في الجزائر ومجالات تطبيقها؟ هل هناك عراقيل تحد من فاعليتها ؟ ... هي الاشكالية حملناها اليهم على اعتبار ان اهل مكة ادرى بشعابها ....كما حملناها الى بعض اساتذة الاعلام لمعرفة ارائهم بهذا الخصوص، وقد تباينت بين متفائل، متشائم ومتحفظ.

عراقيل تحول دون وصول الصحفي الى مصدر المعلومات 

بكثير من التشاؤم ''ايوانوغان محمد'' من يومية الخبر قال عن ان مشكلة حرية الصحافة ليست في القوانين، لأن قانون ١٩٩٢ كفلها، ولكن المشكلة حسبه ''في الممارسة اليومية للصحفي التي تكشف عن وجود عراقيل لوصول الصحفي الى مصدر المعلومات حتى يؤدي رسالته على اكمل وجه، وهو ما يجعله يضطر في كثير من الأحيان الى الاعتماد على المصادر المجهولة، وهو ما يفقد المادة الاعلامية مصداقيتها''.
ويرى ايوانوغان ان غياب المعلومة يبقى حاجزا امام اداء الصحافيين لمهنتهم لتشكل بذلك عائقا كبيرا امام حرية التعبير، والحل في اعتقاده يكمن في وضع مؤسسات  رسمية تتواصل مع الصحافة بجدية وهي السبيل الوحيد للوصول الى الاحترافية الاعلامية المنشودة.
عدم وجود قانون أساسي أهم العراقيل
وبلغة لا تختلف كثيرا عن سابقتها، قال مدير عام يومية ''اليوم'' خالد لخذاري ان حرية الصحافة هي عبارة عن ''قلم اسير عند هوى ناشر... '' وتتحدد من وجهة نظره عراقيل تطبيق حرية الصحافة ميدانيا في عدم وجود قانون  اساسي للصحفي يحميه ويضمن له حقوقه، وأرجع ذلك الى عدم بلوغ الصحفيين مستوى تشكيل قوة تنظيم موحدة تدافع عن المهنة ويفرض اعتماد قانون اساسي لهم. مضيفا لها مشكل الوصول الى مصادر المعلومات، موضحا انه من خلال تجربته الخاصة كمسؤول اول على جريدة اليوم، يحاول التكيّف مع طبيعة الظروف بحيث يجسد ما امكن للقارئ حقه في المعلومة.
حرية مكفولة في الدستور وقوانين الجمهورية
نظرة الاساتذة في الاعلام والاتصال يضيف للموضوع الكثير من الدقة والتحليل، اذ أشاد بعضهم في تصريح لـ
''الشعب'' بمستوى ما بلغته الصحافة من حرية في الجزائر، وصل الى حد انتقاد مسؤولين كبار في الجهاز التنفيذي دون ان تتحرك آية جهة لمنعهم، ايمانا منها بان الديمقراطية وحرية الصحافة في الجزائر مكفولة في الدستور وقوانين الجمهورية.
 يعيب هؤلاء الأساتذة على الصحافيين  نقص الكفاءة قائلين انه مشكل جوهري يعيق اداء المهنة باحترافية، بسبب تفضيلهم الأعمال الجاهزة بدل الاجتهاد في الذهاب بعيدا بحثا عن المعلومات مهما كانت مصادرها، ومهما كلفتهم من متاعب، وهو الراي الذي عبر عنه اساتذة بمعهد العلوم السياسية والاعلام بالعاصمة.
تقول صباح ساكر استاذة في الاعلام: ''ان حرية الصحافة في الجزائر خطت خطوات عملاقة رغم الصعوبات التي واجهت الصحفيين خلال مسيرتهم الاعلامية وهذا بسبب تحسن المناخ الاعلامي مقارنة بالسنوات الماضية. ويرجع الامر حسبها ايضا الى تغير المعطيات السياسية في البلاد، ما سمح بتداول المعلومات ولو انها تحفظت عن تلك المتعلقة بالشأن الأمني  ضاربة مثالا بحادثة تيقنتورين التي تميزت بنقص في المعلومات لصعوبة الوصول اليها.
من جهتها  قالت الاستاذة نصيرة ـ ص استاذة بذات المعهد بأن حرية الصحافة في الجزائر ليست مسألة قوانين بقدر ماهي ممارسة ميدانية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024