تحتفل الأسرة الإعلامية في الجزائر باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة في ظل تحولات وطنية وإقليمية ودولية صعبة تطبعها الحروب والتوترات وكثرة الاضطرابات الاجتماعية.
لقد خلق هذا الواقع الكثير من الظروف التي لا تخدم حرية التعبير والصحافة التي يبقى هدفها السامي هو نقل الآراء والمواقف دون قيد ولا شرط، وتبرز السلطة الرابعة في الديمقراطيات كجهاز للرقابة وضمان الحق في الإعلام ونقل رأي الأقليات وتنوير الرأي العام، بينما تعاني في الدول المتخلفة من التحكم والسيطرة والقهر حتى باتت أداة في يد بعض الأنظمة الفاسدة التي دمرت الأهداف التي أنشئ من أجلها الإعلام.
وتسعى الجزائر إلى توفير الظروف الملائمة لممارسة مهنة الإعلام التي مرت بالكثير من المراحل الصعبة وخاصة في العشرية السوداء أين دفعت مختلف مؤسسات الإعلام أكثر من ١٠٠ ضحية بين صحافيين وتقنيين، وهم الذين رفضوا اللجوء السياسي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وحتى السويد وفنلندا وهو ما يجب أن نعيه اليوم.
فالمكاسب التي حققتها حرية التعبير والصحافة لم تأت من عدم بل جاءت نتيجة تضحيات، وهو ما يزيد من مسؤوليتنا تجاه المهنة والصالح العام.
إن المتتبع لواقع الإعلام والاتصال يطلع على تدهور أوضاع الصحفيين واتساع الهوة بين ملاك مؤسسات الإعلام والعمال التي خلقت جوا متوترا مليئا بالصراعات أنهك قدرة الموارد البشرية في السلطة الرابعة وجعلها تتنازل عن الحرية لنتحول إلى موظفين نعمل على الدعاية والتعتيم في وقت باتت فيه السماء مفتوحة.
نأمل من أن تكون الذكرى فرصة للتصالح وتطهير الصحافة من السلوكات المنافية لها والاهتمام بالمورد البشري واحترامه من خلال تقدير عمله والتفكير في الصالح العام .
محطة للتقييم وتصحيح الأخطاء
حكيم/ب
شوهد:1549 مرة