إتحادات ومنظّمات تشخّص واقع الطّالب اليوم

دعوة ملحّة على مرافقة التحولات الكبرى في الجزائر

جمال أوكيلي

ربط الجامعة بالمؤسّسة حتمية أساسها الحوار

دعا ممثّلو اتحادات ومنظّمات طلابية استضافتهم جريدة “الشعب”، الجامعيّين إلى مرافقة التحولات الكبرى التي تشهدها الجزائر على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثّقافية المتوجّهة لخدمة التّنمية الشّاملة في البلاد.
وتأتي هذه الدّعوة الملحة عقب ملاحظتهم بأنّ الطّلبة لا يعيرون الاهتمام لهذه الحركية ماعدا تفكيرهم في نيل النّقاط الجيدة للحصول على الشّهادة، وكيفية العثور على منصب شغل، وإن تعذّر ذلك يكون العودة إلى استكمال الدّراسات العليا.

هذا هو المربّع الذي يشغل بال الطّالب اليوم ممّا أثّر كثيرا على التحلي بروح المبادرة في التّفاعل مع العناوين القوية في جزائر اليوم، التي تحوّلت إلى ورشة مفتوحة.
وفي هذا السّياق، حاولنا إثارة هذه الإشكالية والتعرف على الأسباب الكامنة وراء هذا النّفور والعزوف من الإنخراط في هذا المسعى، انطلاقا من بديهية مفادها أنّ الجامعة مركز إشعاع تساير عملية الإصلاح في كل القطاعات الحيوية التي لها علاقة مباشرة بالمواطن بما فيها القرارات والإجراءات التي مسّت التعليم العالي.
والنّقاش لم يعد قائما أو مقتصرا أو منحصرا في دائرة ما يعرف بنظام “أل ـ أم ـ دي”، وإنما الأمر تعدّى ذلك بكثير باحثا عن محطّات حاسمة ليتوقّف عندها لتحسيس الطلبة بأن يكون لهم رأي سديد، واقتراح هادف من أجل ترقية أداء هذا الفضاء، ولا يتأتّى هذا إلاّ عن طريق فتح قنوات الحوار بين الطالب وهذه التنظيمات، والإدارة والوصاية قصد الوصول إلى الأهداف المرجوّة.
وفي هذا السياق، يقول العضو القيادي في الإتحاد العام للطلبة الجزائريين السيد زين الدين بومليط أنّ انشغالات الطلبة اليوم تكمن أساسا في افتكاك مقعد بيداغوجي على مستوى الماستر، وإن سمح له بذلك فإنّه لا يتوانى في الذهاب إلى تحضير الدكتوراه، بالإضافة إلى ما يقال عن الخبرة.
في هذا الجانب، أوضح بومليط أنّ ثنائية ربط الجامعة بالمؤسّسة تعدّ مهمّة جدا وحسّاسة إلى درجة أنّها تحتاج المزيد من الإثراء، لذلك فإنّ أولى مؤشّرات تلاقح بين الفضائين الاستراتيجيين هو إرساء قواعد حوار يؤدي حتما إلى شراكة، وهذا بالعودة إلى ما تقدّمه الجامعة من تخصّصات ذات الجدوى في ترجمة مآل المؤسسة الجزائرية، ورغبتها الشّديدة في الاستفادة من الكفاءات المتوفّرة القادرة على تحريك المنظومة الاقتصادية والتّنموية.
لذلك فإنّ الطّلبة يريدون أن يواصلوا دراساتهم أملا في أن يحوزوا على منصب لائق، وهذا بتجاوز إجازة الليسانس باتجاه شهادة أعلى تكون في مقام طموحاتهم، وقد تكون هذه الإرادة العميقة والقناعة الرّاسخة في مزاولة الدراسات العليا بمثابة خارطة طريق لآفاق واعدة لا تثبط عزائم هؤلاء، ولا تحبط معنوياتهم عندما يجدون أنفسهم وجها لوجه مع الواقع، وهذا ما يتخوّف منه الجميع. لذلك فإنّه من الضّروري تعزيز التوجه الخاص بتقريب المؤسّسة من الجامعة حتى وإن كان الأمر صعبا ومعقّدا أحيانا نظرا لغياب هذه الثّقافة أو هذه التّقاليد لأسباب معروفة تتعلّق بالآلة الاقتصادية، وحتى الإدارة التي لم تعد قادرة على استيعاب المتخرّجين بكل تلك الأعداد الهائلة.
وفي هذا الشّأن هناك محاولات محدودة مع اتصالات الجزائر وقطاع النّفط، إلاّ أنّه ما يمكن قوله هنا، أنّ هذا المسار المعوّل عليه كثيرا يعترضه في الكثير من الأحيان التردد وحتى التخوف.
 ..في اتّـجاه واحد
وفي نفس الاتجاه أضاف ربوح إلياس عضو في الاتحاد العام الطلابي الحر، أنّ ما نلاحظه اليوم هو أنّ الطالب اهتمامه منحصر في زاوية واحدة تخصّ دراسة لا أقل ولا أكثر. وفي مقابل ذلك أهمل الجانب المتعلّق بالحركية التي تشهدها البلاد على أكثر من صعيد، والأجدر أن يحتكّ هؤلاء بالتطورات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية للجزائر حتى يكتسبوا تجربة رائدة في تسيير مواقف معيّنة عندما يتوجّهون إلى الحياة المهنية. للأسف هذا الجو غير موجود، وإن وجد فهو يعني عيّنات من الطلبة.
أما سمير بوراس عضو في المكتب الوطني للتحالف الوطني من أجل التّجديد الطلابي، فقد شخّص الإكراهات التي ماتزال تعطّل انطلاقة الطالب، وهذا بتسجيل النقص في التأطير وواقع تطبيق نظام “أل ـ أم ـ دي”، الذي يستدعي توفر آليات تنفيذه في الميدان. وعليه فمن الضروري التّركيز على التخصص الجامعي حسب المناطق، وهذا ما ينطبق على الجنوب في الصّناعة البترولية، وكذلك إعادة الاعتبار لما يسمى بالأستاذ الوسيط لمرافقة الطلبة في كل مسارهم الدراسي، ولفتح آفاق لهذا الطّالب عملنا على اقتراح دخول الماستر بدون شروط، ومتابعة الدكتوراه بالمسابقة.
وتعمّق ڤفاف محمد الأمين المكلف بالإعلام بالمنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين في تحليل واقع الطّالب الجزائري، وهذا من خلال لهثه وراء النقطة والإنتقال والعمل عند التخرج، في حين هو بعيد كل البعد عن الحقائق السّاطعة التي يعيشها يوميا.
وبالرغم من هذه المعاينة الواقعية المحرجة حقا، إلاّ أنّ دور الاتحادات والمنظمات هو التكفل بالطلبة مهما كانت طبيعة مشاكلهم، وألا تغيب عن هؤلاء في مساعدتهم في التخفيف من حدة العراقيل التي يصطدمون بها.
وأثار عبد القادر هدروڤ عضو المكتب الوطني للإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين معاناة الطلبة المقيمين في  الأحياء الجامعية، الذين لا يتعدى هامش تحركاتهم قاعة الدراسة، المطعم، الغرفة..زيادة عن عدم الإعتراف بشهادتهم في الماستر كما حدث في البيض.
وأبدى كمال بوحزام عضو مكتب وطني للإتحاد العام للطلبة الجزائريين امتعاضه عن حصر فكر الطالب في منصب عمل فقط، واصفا ذلك بغير الطبيعي، وقد أثّر ذلك على نشاطه اليومي في التفاعل مع الأحداث الوطنية الكبرى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024