أكّد الأستاذ بوشيخي شيخ، المختص في التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس وحدة البحث في الحركة الوطنية والتجربة الإعلامية بوهران، أن “اتفاقيات إيفيان” صنعت أول “علاقة” بين الجزائر المستقلة وفرنسا، بعد 132 سنة من الاستعمار، مضيفا “أن بداية العلاقة الجديدة بين فرنسا والجزائر، مرّت بمرحلتين، الأولى: تمتد من 19 مارس إلى 5 جويلية 1962 وكانت عبارة عن فترة انتقالية، استنفد خلالها “شارل ديغول” كافة الجهود لحفظ ماء وجهه، “أرادها الرئيس الفرنسي، أن تكون بهذه الطريقة، لأنه كان يعلم علم اليقين، بأن الجزائريين إذا تم استفتاؤهم، سيصوتون على استقلال بلدهم.
والمرحلة الثانية، بعد ٥ جويلية، حيث كانت الجزائر آنذاك تتمتع باستقلالها التام”.
وقال البروفيسور بوشيخي من جامعة وهران، إنّ “أول علاقة رسمية بين الجزائر المستقلة وفرنسا، كانت بعد 5 جويلية 1962، حيث تم خلالها الاتفاق على بعض أوجه التعاون، مؤكّدا في ذات السياق “أن كثيرا من الجزائريين يعتبرون عيد النصر إعلانا للاستقلال الوطني الجزائري”.
وتابع قائلا: إن “خيار الحرب والسلم، حقيقة تاريخية وحتمية حضارية، عاشها الشعب الجزائري، بعد ما يزيد عن القرن وربع، قضاها تحت نير الاستعمار والعبودية.
إن عيد النصر، كان بداية لحرية التعبير ومتنفسا للشعوب المستعمرة، ولاتزال الذكرى تشعّ روحا وطنية، تتحلى بالإرادة الجزائرية”.
وفي ردّه على السؤوال حول جهل شباب اليوم بالموروث التاريخي للثورة التحريرية، بنى الأستاذ الجامعي جوابه على حقيقتين: الأولى، أنّ الضعف المسجّل في تمرير الرسالة، يعود إلى انعدام القدرة والإمكانات بعد سنة 1962، تاريخ خروج فرنسا، التي خلفت وراءها أكثر من 92 من المائة من الأميين، مقابل 8 من المائة متعلمين، أغلبهم لا يتعدى مستواه المرحلة الابتدائية. أما الثانية، يضيف المتحدث، فقد “أخفقنا جزئيا في إعطاء التاريخ حقه في الفترات القليلة السابقة، وعلينا تبني برنامجا وطنيا ناضجا وتصورا واضحا بمناهج جديدة، حتى تكتمل الرؤى، فيما يخص تاريخ الجزائر”. ليضيف: أن “المتتبع حاليا لواقع التاريخ الجزائري، يلاحظ أن هناك اهتماما بفعل تضافر جهود كافة الفعاليات بالجزائر، خصوصا بالجامعة والمؤسسات التربوية، بحيث برزت وقفات قيّمة خلال الفترة الأخيرة، تنادي أساسا بتمجيد تاريخ الجزائر وإبراز مآثره”. ودعا في سياق متّصل إلى “الاعتزاز بتاريخنا والحفاظ على إرث الشهداء”، مستدلا بوصيّة الشهيد ديدوش مراد قائد المنطقة الثانية في إحدى المعارك: “إذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا”، قالها في إحدى المعارك لرفقائه، محذّرا من لا يعرف التاريخ أنّه “يوشك أن يكرّر أخطاء الآخرين”.
المختص في التاريخ الحديث، بوشيخي شيخ:
ضرورة صون إرث الشهداء حفاظا على الذاكرة الوطنية
وهران : براهمية مسعودة
شوهد:921 مرة