ڤريفو: إصلاح خلل المنظومة التربوية لتكوين أبناء المستقبل
احتفاء بعيد المرأة المصادف لـ8 مارس من كل عام، استضافت “ورشة الشعب” 5 نساء مبدعات ناشطات في مختلف التخصصات، في نقاش مفتوح للإجابة على السؤال الكبير: كيف تلعب المرأة الجزائرية دورها أثناء الأزمات وتساهم في خدمة بلادها، خاصة في الظرف الراهن المتميز باضطراب محيط إقليمي ودولي.
المبادرة دأبت عليها “الشعب” في كل مناسبة ضمن العمل الإعلامي الجواري الذي اعتمدته بفتح قنوات اتصال وتواصل مع مختلف مكونات المجتمع وإعطاء الكلمة لأهل الاختصاص، للحديث عن قضايا تشغل بال الرأي العام بروح المسؤولية والموضوعية بعيدا عن التهويل والتجريح.
كانت الندوة أيضا، محطة استغلتها «الشعب» لتكريم رمزي لنساء أثبتن وجودهن من خلال أنشطة ومهام محل تقدير واعتراف.
قدمت النساء المنتميات للنخبة وصاحبات تجارب ثرية اكتسبنها من خلال ممارسة يومية، آراء متعددة صبت في هدف واحد، أن الجزائرية تجد نفسها مجندة تلقائيا وقت الشدة والحاجة ولا ترضى المساس بالجزائر مهما كان الثمن. وقد ظهر هذا جليا أثناء العشرية السوداء، حيث خرجت الجزائريات من مختلف الشرائح للتصدي للهمجية الإرهابية لتؤكدن ثانية استعدادهن للتضحية من أجل الوطن. وحرصت السيدات، ممثلات في زهور ونيسي الوزيرة الأسبق والأديبة، الروائية عائشة لمسين، إنعام بيوض مديرة المعهد العالي للترجمة التابع للجامعة العربية، بودالية بوشناق (السيدة ڤريفو)، وشويطر فاطمة الزهراء عضو المجلس الشعبي الولائي إيليزي وعضو الأكاديمية الجزائرية للتواصل والتنمية، التأكيد على التغيير الهادئ السلمي الذي يراعي الظرف ومستلزماته دون السقوط في الاغتراب ورفض الخصوصية والتمايز باعتبارها الهوية والانتماء.
واعتبرت السيدات، أن مثل هذا النقاش الذي فتحته “الشعب”، وحولت ورشتها إلى منبر فكري، أمراً في غاية الأهمية لمناقشة قضايا المرأة والمجتمع والوطن، باعتبارها حلقة واحدة متصلة في معادلة البناء الوطني.
وبحسب السيدة بودالية بوشناق “مليكة ڤريفو” المختصة في علم النفس اللساني وصاحبة دار النشر “منشورات اللون الـ7”، فإن عملية التغيير تبدأ من القاعدة، والتربية والتعليم منطلقها الأول، باعتبارها تخص تكوين النشء وتحضير جيل المستقبل.
وانتقدت السيدة ڤريفو وضعية المنظومة التربوية، لاسيما الطور الابتدائي قائلة، إنه لا يراعي متطلبات البلاد وما تريد إقامته بحكم تطبيق “برامج لا تمت بأيّ صلة للتربة الجزائرية وواقعها”. وقالت قريفو، مشرحة الوضع، مقدمة اقتراحات وحلولا تبدأ من الجزائريين وإليهم دون نقل تجار آخرين غريبة عن المجتمع لا تلبي حاجيات أفراده وأطفاله الذين يعيشون في دوامة. “إننا لا نتحكم في تربية أبنائنا. تربية الطفل صارت مسؤولية غير جزائرية والدليل انتشار كتابات سميت شبه مدرسي تقدم للبراءة”، هكذا قالت السيدة ڤريفو، مرافعة لإصلاح موطن الخلل، بجعل الطفل يستمتع بالقصة والموسيقى والرواية المنمية لعقله أكثر من الإفراط في فرض عليه ادب الجلوس”.
وبحسب السيدة ڤريفو، فإن الطفل حتى سن السابعة جامد في المنظومة التربوية الحالية، مثقل بأدوات أضرت بجسمه وبرامج لا تشجعه على اكتشاف محيطه، لكن تغرقه في كوابيس الخوف من الرسوب. هذا الخوف يتقاسمه الأولياء الذين يعيشون على أعصابهم أمام كثافة الدروس التي تحرم الطفل من التمتع بالحياة قبل الغوص في التحصيل التعليمي المعرفي العميق الموسع.
من هنا بات من الضروري مراجعة الموقف لإعطاء مهلة للبراءة لاكتشاف أسرار الحياة والتمتع بعالم الطفولة المكون لشخصيتهم التي تحضرهم للتفكير والبحث اعتمادا على الذات بدل الإملاءات المفرطة والوصاية.