استراتيجية وطنية لمواجهة التهديدات

دعا عبد العزيز مجاهد ـ قائد الأكاديمية العسكرية متعددة الأسلحة سابقا ومتقاعد حاليا ـ الجزائريين شعبا وحكومة إلى ضرورة التحلي بالوعي اللازم لتقوية الجبهة الداخلية والقضاء على مختلف النقائص التي لا تزال تعترض بلدنا من أجل التصدي إلى التهديدات التي من الممكن أن تطال الجزائر.
وقال مجاهد في تصريح لـ«الشعب» على هامش الندوة التي نظمت أمس بمنتدى «الشعب للدراسات الإستراتيجية» حول (التهديدات في منطقة الساحل....الرهانات والأفاق)، أن ما يحصل في الساحل الإفريقي مبرمج له من قبل وليس بالجديد سببه بعض العملاء الذين يسعون إلى تهيئة الأرضية المناسبة للقوات الأجنبية لكي تقوم بمخططاتها من اجل السيطرة على هذه المناطق التي تزخر بثروات طبيعية هائلة تحتاجها الدول المهيمنة لكي تعزز اقتصادها وتتخلص من الأزمة المالية الاقتصادية.
وأضاف محدثنا في ذات السياق قائلا : «من اجل التصدي إلى مثل هذه المؤامرات يجب على الحكومة والأحزاب السياسية والشعب وممثلي المجتمع المدني أن يعملوا على تقوية الجبهة الداخلية حتى تستطيع الدولة أن تردع كل من يطمح في الاستيلاء على ثرواتها ويعمل على تشتيت وتفرقة شعبها دينيا وعرقيا ومذهبيا»..
وأوضح مجاهد بأن التصدي لمختلف الأزمات يكون عن طريق خلق إستراتيجية وطنية والتحلي بروح المسؤولية من خلال توزيع السكان على مختلف ولايات الوطن بطريقة عادلة، مشيرا إلى أن ٩٠ بالمائة من الأراضي الجزائرية مهجورة حيث يقطن فيها سوى ١٠ بالمائة من السكان وبالتالي فإن القضاء على العديد من المشاكل التي لا تزال تعترض الجزائر ـ حسب محدثنا ـ من شأنه أن يساهم في التصدي لمختلف التهديدات.
وفيما يخص الوضع في مالي أكد الخبير أن قضية هذا البلد معقدة ولم تأت من العدم لان ما يحدث هناك ـ على حد قوله ـ جاء نتيجة لأسباب عديدة على غرار الافتقار لعدالة اجتماعية وسياسية واقتصادية بين السكان وبالتالي فإن موقف الجزائر بالنسبة لهذا الشأن ـ حسب ذات المتحدث ـ يبقى واضحا وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية واستخدام الحوار السلمي السياسي لحل النزاع والذي يبقى هو الكفيل من أجل الحفاظ على وحدة مالي.