قال الدكتور صالح موهوبي، أن الراحة المالية التي تعرفها الجزائر، هي سابقة في تاريخها تؤهلها للعب دور أكبر في إفريقيا.. وأضاف موهوبي في ندوة نظمها بمنتدى يومية «الشعب» حول الوضع في مالي، أن الجزائر قد تراجع دورها كثيرا في إفريقيا، رغم أنها تملك كل الإمكانيات ليكون لها دور مركزي في القارة وأكثر من ذلك ـ أضاف قائلا ـ أنه لا يمكن أن يحصل أو يتخذ أي قرار لا يكون للجزائر بصمتها فيه..
وفي سياق متصل، أكد موهوبي أن أي مشاركة للجزائر يشكل خطرا على الوحدة الوطنية للبلاد، وأن الجزائر يمكنها أن تتخذ قرارا سياديا في هذا الشأن، خاصة إذا تم تفعيل الرأي العام في المسألة وتجنيد المجتمع المدني في الرفض الجزائري للتدخل في مالي بحيث لا يمكن لأي قوّة في العالم ممارسة الضغوط علينا في هذا الاتجاه والشعب الجزائري كله مجنّد كرجل واحد ضدّ هذا الخيار، ولكنه تأسّف في الوقت نفسه أن الأزمة المالية لم تأخذ حقها من النقاش لا من قبل السلطة ولا الطبقة السياسية ولا من النخبة والجامعات، مؤكدا أن الديمقراطية تقتضي طرح كل المسائل على طاولة النقاش ومشاركة الجميع، خاصة إذا كانت المسألة تتعلق بمصير أمة، متسائلا لماذا لا نفتح نقاشا حول آداء الديبلوماسية الجزائرية بكل شفافية حتى نحدد أسباب تراجعها سواء في إفريقيا أو في غيرها من الدول وإعتماد معايير حديثة في اختيار الدبلوماسيين الجزائريين، والجزائر تزخر بالكفاءات والإطارات ـ كما قال ـ سواء في الداخل أو خارج الحدود، وأنه قد حان الوقت لوقف تهميش هذه النخبة وإشراكها في اتخاذ القرارات لاسيما المصيرية منها.
وفي معرض حديثه عن التواجد الجزائري في إفريقيا، قال الدكتور موهوبي ـ صاحب كتاب (نقاط الضعف الجزائرية) ـ أن القبول الذي تحظى به الجزائر لدى الشعوب الإفريقية، لاسيما النخبة منها، معدّدا تجارب شخصية عاشها مع الرسميين والنخبويين الأفارقة، حيث وجد الكثير من الإحترام لديهم للجزائر وشعبها، يمكن إستغلال هذا كذلك لكسب الأفارقة إلى جانبنا، ولكن قال نحن بالمقابل نغيب في كل مرة عن القارة، في حين تحضر وتتواجد بعض الدول التي لا تملك لا الإمكانيات ولا القدرات ولا حتى القبول، ولكنها إستطاعت أن تثبت وجودها في القارة السوداء وتمكنت من إستقطاب الدعم الإفريقي إلى جانبها.
وفي حديثه عن مكافحة الإرهاب في الساحل، قال بأن الجزائر عانت من الإرهاب وتعرفه جيدا وتمتلك من الخبرة ما يمكنها من مكافحة الظاهرة، ولكن ليس خارج الحدود الجزائرية، لأن مهمة الجيش الجزائري، الدفاع عن الوطن وعن الحدود، والجزائر لا يمكنها أن تسدّد الفواتير بالنيابة عن الآخرين، مؤكدا أن أي تدخل أو إقحام للجيش الجزائري في حرب خارج الحدود، هدفه هو إستنزاف وتثبيط قدرات هذا الجيش الذي يعرف مرحلة من الإحترافية والتطوير، وعلى الجيش أن يتفرّغ لهذه المهمة التي تتطلب الإستقرار والتفرّغ. وفي ردّه علي بعض الأسئلة المتعلقة بالحرب في مالي، أكد موهوبي أن الجزائر تستطيع أن ترفض حتى التدخل العسكري من أساسه في مالي، لأنها من حقها رفض وقوع حرب على حدودها إذا تحرّكت الدبلوماسية الجزائرية بفعالية واحترافية في هذا الإطار، يمكنها من الإنفلات من الضغوط من أي طرف كان، وأن هذه الحرب ستكون آثارها وخيمة على الجزائر، وأنها ـ أي الجزائر ـ هي المستهدف المباشر من المؤامرة التي تفتل خيوطها في السيناريو المالي.
التوتر في مالي خطر على أمن الجزائر
أمين بلعمري
شوهد:1665 مرة