أطماع مريبة تحت ذريعة الارهاب

مالي بحاجة الى التنمية وليس السلاح

فضيلة دفوس

لم يستبعد السيد صالح موهوبي امس بمنتدى «الشعب» في حديثه عن التهديدات والرهانات والافاق التي تشهدها منطقة الساحل، فعل المؤامرة والتكالب الغربي لبسط نفوذه على المنطقة، وتوقف عند مشكلة الارهاب المصطنعة التي يسوقها هذا الغرب ويجعلها ذريعة لفرض تدخل عسكري يخفي الكثير من الاهداف والاطماع ويحمل الكثير من المصائب والويلات.
وقال بان ذريعة الارهاب التي اصبحت بمثابة الاسطوانة المشروخة لم تعد تعني شيئا مادام مفهوم هذا الارهاب  غير محدد، ومادامت سياسة الكيل بمكيالين هي الممارسة عند الحكم على الافعال الارهابية، فالمقاومة المشروعة اصبحت مرادفة للارهاب والعرب والمسلمون دائما مستهدفون اما ما تمارسه اسرائيل من ارهاب دولة، فهو حق مشروع في الدفاع عن النفس.
ومن هذا المنطلق توصل السيد موهوبي الى ان الذرائع التي يسوقها الذين يقرعون طبول الحرب في مالي بعيدة كل البعد عن الحقيقة وغير منطقية، وهي حسبه مدفوعة بعاملين يهدفان الى خلق منطقة توتر وعدم استقرار في الساحل، اما العامل الاول فهي الاطماع الخفية لما تكتنزه المنطقة من ثروات طبيعية ومعدنية على وجه الخصوص، فالساحل كما اضاف ليست صحراء قاحلة جرداء تحتضن افقر دول العالم بل هو عبارة عن ارض تنام على ثروات لا تنضب.
وهناك كما اضاف  ثروات نادرة تسيل لعاب الغرب لانها تدخل في اكثر الصناعات تطورا وعلى رأسها الصناعات الحربية.
وبالارتباط مع هذا العامل هناك عامل ثان يتجسد في صراع النفوذ على المنطقة بين القوى الكبرى، فالكل يسعى الى تثبيت اقدامه ومنافسة وزحزحة القادم الاقتصادي العملاق الصين، رغم ان هذه الاخيرة لم تظهر عدائية لاحد.
وهذا الصراع والتنافس مدفوع باطماع اقتصادية اما التباكي على وضع الماليين وعلى وحدة اراضيهم، فهي مجرد دموع تماسيح لا اكثر ولا اقل وبعد غوصه في مسببات الحرص الغربي على فرض تدخل عسكري في مالي توصل السيد صالح موهوبي الى ما يعتبره نفاقا من طرف هذا الغرب الذي حول ازمة مالي في لحظة الى مشكلة عالمية رغم انها قائمة منذ الاستقلال قبل نصف قرن، فدولة مالي كانت دائما تعاني الفقر، وتواجه مشكلة داخلية بين الشمال والجنوب وعاشت دوما لا استقرار سياسي بفعل اصرار سكان الشمال وهم من الطوارق الامازيغ على الانفصال كرد فعل على ما يعانونه من تهميش سياسي واجحاف في الحصول على التنمية، لهذا كما اضاف ضيف «الشعب» كان حريا بالغرب ان يخلق مشروع «مارشال» لتنمية الساحل كله قصد تفكيك كل القنابل الاقتصادية والاجتماعية الموقوتة الموجودة بالمنطقة.
والحل كما يتصوره السيد صالح موهوبي لن يكون افضل من اقرار نهضة وحركة تنموية اقتصادية واجتماعية في كل ربوع مالي خاصة في الشمال الذي يحس بغبن شديد.
وشدد السيد موهوبي على خطورة الازمة في مالي على الجزائر وحذر من التورط العسكري فيها، ونصح بان افضل ما يجب على الجزائر ان تفعله هو تأمين حدودها وتطوير قدراتها العسكرية والدفاعية، وتحريك آلتها الدبلوماسية بفعالية اكثر لاقناع الماليين بحل مشكلتهم بانفسهم بما فيها الارهاب، فبلادنا كما اوضح ضيف «الشعب» قاومت المجموعات الدموية بمفردها ولم تطلب تدخلا عسكريا، واستطاعت ان تتغلب على الارهاب وتحافظ على وحدتها الترابية والشعبية وهو المطلوب من الشعب المالي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024