عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني..علي شعواتي لـ«الشعب»:

الجزائريـون متميّزون بموائد الإفطار ومطاعم الرحمـة

سعاد .ب

صورة إنسانيـة مشرقة وجميلة للتكافل الاجتماعــي وقت الحاجة والشـدّة

 أكّد عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني، ورئيس جمعية كافل اليتيم علي شعواتي، أهمية دور الحركة الجمعوية في تعزيز قيم التضامن والتكافل على مدار السنة والذي يبرز أكثر في المناسبات المهمة، مشيرا إلى أنّ هذه القيم متجذّرة في المجتمع الجزائري، من خلال مشاركة الأفراد من مختلف الأعمار في تقديم المساعدة ويد العون متى كانت الحاجة لذلك، ما يعطي صورة إنسانية مشرفة وجميلة للتكافل الاجتماعي بالجزائر.

 أوضح علي شعواتي في تصريح لـ «الشّعب» أنّ المجتمع المدني الجزائري بمختلف أطيافه فرض حضوره القوي في الميدان في كل المناسبات كشهر رمضان وحتى أثناء الأزمات على غرار الفيضانات، الزلازل، الحرائق، وقد ضرب مثلا في العطاء والتضامن خلال الأزمة الصحية التي مرّت بها الجزائر «كوفيد»، وكل ذلك النشاط كان دائما جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة في مختلف المستويات.
وبخصوص رمضان، يرى المتحدّث أنّ الشهر الفضيل له خصوصية في الجزائر، لهذا تركّز مختلف الجمعيات على الأنشطة التي من شأنها مساعدة الناس وتدخل الفرحة إلى قلوبهم وتخفّف عنهم، من خلال توزيع الطرود أو المساعدات الغذائية على المحتاجين وذوي الدخل الضعيف أو الفئات الهشة، تقديم الملابس للأيتام المتكفّل بهم والمسجّلين على مستوى الجمعيات عبر الوطن وهو ما تقوم به أيضا جمعية «كافل اليتيم»، حيث تحرص على توزيع ألبسة العيد للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات حتى 15 سنة، ناهيك عن تنظيم حفلات ختان للأطفال والتكفّل بهم من الناحية الطبية، وتنظيم زيارات لدور العجزة سواء خلال رمضان أو حتى يوم العيد من خلال مشاركة أجواء الفرح وتقديم المباركات الهدايا، وكذا بعض المبادرات الثقافية والفنية من خلال سهرات رمضان.
وأشار عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني أنّ الجزائر أصبحت متميّزة في العالم كله وفي العالم العربي والاسلامي بمبادرات الإفطار الجماعي وبمطاعم الرحمة وموائد عابري السبيل، حيث تقدّم الجمعيات آلاف الوجبات في مختلف الأماكن، بما في ذلك الطرق السريعة على مداخل المدن وداخلها، وفي محطات النقل بالمطاعم ومحطات المسافرين والخدمات وحتّى في المطارات، حيث أصبح هناك جمعيات وهيئات مختلفة تدير موائد الإفطار، وتحرص على تقديم آلاف الوجبات طوال أيام الشهر الفضيل.
وشدّد المتحدّث على أهمية ورقي هذه القيم الخيّرة الموجودة والمترسّخة في المجتمع الجزائري، والتي تتجسّد في مظاهر متعدّدة خلال الشهر الفضيل ومناسبات أخرى، هو ما يثلج الصدر ويعطي أبهى الصور في التضامن بين الجزائريّين. ومن جهة أخرى نوّه شعواتي بانخراط المؤسسات الاقتصادية في العمل التضامني والتي تعد مصدر تمويل نشاط الجمعيات والجهة الخلفية التي ترافقها في الميدان من خلال تقديم كل المساعدات والمعونات اللازمة، ما يؤكّد - حسبه - أنّ قيم التضامن لصيقة بالمجتمع الجزائري وليست بغريبة، مستشهدا بالتفاعل الكبير للعديد من المؤسسات خلال الأزمة الصّحية «كوفيد» للتخفيف من آثاره، ما يعني أنها كانت شريكا حقيقيا وسندا ميدانيا.
وحسب عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني نجحت المؤسسات الاقتصادية الجزائرية في ممارسة مواطنتها سواء كانت عمومية أو خاصة، حيث سجّلت حضورها في كل الأزمات والمواعيد الحسّاسة بما في ذلك رجال الأعمال والتجّار وحتّى الموظفين، طبعا بصور متفاوتة كل حسب قدرته، قائلا: «أنّه كلما كانت أزمة إلاّ وزاد عطاء الجزائري».
وأوضح شعواتي أنّ الأمر لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات، بل تعدّاه إلى التطوع بالجهد والوقت بالنسبة للأفراد، ليمتد حتّى إلى تقديم كل التسهيلات اللازمة من طرف الإدارة بمختلف السلطات في المستويات من رؤساء الدوائر، البلديات، الحماية المدنية، ما يؤكّد أنّ العمل الخيري متجذّر وموجود عند كل جزائري.
ونفس الدور يلعبه الاعلام من خلال تسليط الضوء على هكذا عمليات تضامنية وصور التكافل والتلاحم بين أفراد المجتمع الجزائري والتعاون، ما يؤكّد ـ حسب المتحدّث - أنّ سلسلة الخير طويلة وتضم العديد من الخيّرين الذين يحرصون على المساعدة كل حسب قدرته وإعطاء صورة مشرّفة عن التضامن الموجود بين الجزائريّين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19717

العدد 19717

الخميس 06 مارس 2025
العدد 19716

العدد 19716

الأربعاء 05 مارس 2025
العدد  19715

العدد 19715

الثلاثاء 04 مارس 2025
العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025