خبير الصّناعـة الصّيدلانية الدولي محنـد سيـدي السعيـد لـ “الشعـب”:

تطوير صناعـة الأدويـة يمر عـبر تكثيـف المؤسّسـات النّاشئة

فضيلة بودريش

 فرق بحـث صغيرة تتشكّل مـن 6 باحثين لتنمية القطاع 

الشباب سيقود التّحوّل التّاريخـي في الصّناعـة الصّيدلانيـة

 دعا الخبير في الصناعة الدوائية محند سيدي السعيد الجزائر، إلى التركيز على إنشاء المؤسسات الناشئة القائمة على الابتكار في مجال صناعة الدواء، على خلفية أنه قطاع حيوي وسريع التطور ويحتاج إلى تضافر جهود الطاقات البشرية المحلية، عن طريق تشكيل فرق بحث صغيرة تتشكل من 4 إلى 6 باحثين لمنح دفعة قوية للإنتاج الصيدلاني، ومواكبة التطور السريع والوثبة العالية المسجلة في سوق الدواء العالمي.

 تناول المستشار والخبير الدولي في مجال الصناعة الصيدلية البروفيسور محند سيدي السعيد، أهمية مواكبة آخر الابتكارات وأحدث الحلول التقنية في مجال البحث العلمي والذكاء الاصطناعي، وأكد أن التحكم في التقنيات المتطورة لا يتحقق إلا من خلال تطوير البحث المحلي واستغلال كامل لمختلف المواهب في هذا المجال سريع التطور، وراهن على تبادل الخبرات والتنسيق بين مختلف الباحثين والناشطين في المنظومة الصناعية، وكذلك عن طريق بناء الشراكات القادرة على تحويل التكنولوجيا من خلال تكوين المورد البشري، وتسطير أهداف كبرى ضمن ورقة طريق، يهدف من خلالها ترقية الابتكار وتوسيع التعاون بين المبتكرين والمختصين وكذا المستثمرين.

استغلال قوّة الذّكاء الاصطناعي

 باعتراف الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، فإن الطلب الكبير على العقار وعلى الاستثمار، يتدفق من مشاريع الإنتاج الصيدلاني والشبه الصيدلاني، وتشهد هذه الصناعة تطور غير مسبوق، بالنظر إلى قدرتها على خلق ثروة ضخمة في الجزائر.
ومن هذا المنطلق، اعتبر الخبير سيدي السعيد أن اقتحام مجال الذكاء الاصطناعي للمنظومة الإنتاجية الصيدلانية، بات رهانا ضروريا في الظرف الحالي، في وقت ترصد الدول المتطورة عشرات الملايير من الدولارات لتسريع وتيرة بحثها وتنويع ابتكارات منافسة في سوق ضخمة، ترتكز على طلب كبير لأن هذا الإنتاج يتعلق باستهلاك حساس وضروري يتمثل في الدواء للحفاظ على صحة المواطن.
وإذا كان البروفيسور سيدي السعيد، النائب السابق لرئيس مخابر “فايزر” العالمية، قد شدّد بشكل كبير على أهمية الاعتناء بالجانب الوقائي والكشف المبكر عن الأمراض، لكنه يملك رؤية خاصة وثاقبة ومستقبلية حول أهمية التهيؤ لاستغلال قوة الذكاء الاصطناعي، ومزاياه المبهرة في إنتاج ما تحتاجه الجزائر من دواء وأجهزة طبية حديثة، تسهل التقليل من الأمراض عن طريق تشخيصها عند بدايتها، وقبل انتشارها في جسم المصاب، وعلى خلفية أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، صار أولوية ويحمل ريادة عالمية بفضل قدرته على طرح حلول طبية دقيقة وسريعة تسمح بتحسين جودة التكفل بالمرضى.
وفي ردّه عن سؤال حول مفاتيح تحقيق المزيد من التطوير للقطاع، والرفع من تغطية الإنتاج المحلي إلى نسبة أعلى، تتحرر فيها الجزائر من الواردات بشكل شبه نهائي، قال الخبير سيدي السعيد إن جميع الشروط والأدوات وكذا المناخ متوفر، وينتظر العمل بثقة ومضاعفة الجهود، في ظل توفر الكفاءات العالية من الشباب الطموح على وجه الخصوص، القادر على قيادة هذا التحول التاريخي في الصناعة الصيدلانية، إلى جانب وجود طلب ضخم في السوق المحلية يجعل من الربحية مضمونة، ولأن جميع الشروط اجتمعت لتحقيق تطور كبير، رغم أن كل ما تحقق مهم وسمح بامتلاك الجزائر لبنية تحتية تلفت الانتباه، غير أن الذهاب إلى البحث كمفتاح يمثلا تحديا كبيرا، لكنه في المتناول في ظل تزايد الطلب على الأدوية، وهذا ما يحفظ مضاعفة العمل الجماعي، لأنه لا يمكن للبحث الفردي أن يحقق الكثير، وأوصى الخبير بضرورة الانطلاق من الجزائر، وعدم الاعتماد فقط على الخارج لبناء الشراكات.

تقوية قدرات الجامعيّين

 وأثار سيدي السعيد جملة من المقترحات، يرى أنها ستكون دعامة أساسية لتشجيع استغلال القدرات الكامنة في هذا المجال الاستراتيجي، على غرار دفاعه المستميت عن خيار إنشاء صندوق ابتكار للذكاء الاصطناعي بقيمة 5 ملايير دولار، ومنح لرواد الأعمال الناشئين والناشطين في المجال قروض قابلة للتسديد ومع رسم معالم خطة حسابية دقيقة، إلى جانب التوجه نحو تخصيص نحو 10 بالمائة من إيرادات القطاع الصيدلاني لفائدة البحث والتطوير، وطرح الحوافز الضريبية من أجل تسريع الإنتاج.
وبالموازاة مع ذلك، يرى المستشار الدولي في الإنتاج الصيدلاني، أن الثورة الرقمية الحالية تتطلب الاعتناء بعلماء الرياضيات والإحصاء الحيوي، واستغلال أبحاثهم في مجال صناعة الدواء، وإلى جانب ذلك اقترح محند سيدي السعيد إطلاق جائزة رئيس الجمهورية لتكريم أفضل الكفاءات في المجال.
ولتطوير نسيج صيدلاني واعد ومنفتح على التطور التكنولوجي والرقمي، أوضح الخبير أنه من الضروري إطلاق مخطط بحث سريري وإنشاء وحدات إنتاج المنتجات الحيوية المماثلة، وكذا إنشاء مراكز إدارة البيانات الرقمية ولجان مراقبة البيانات.
واعتبر الخبير أن لا حلول بديلة اليوم عن تطوير الاستثمار في قطاع صناعة الدواء، من أجل تبني أقوى الأفكار وأحدث البحوث، ومع ضرورة التجريب في مخابر البحث عدة مرات والتنسيق بين المختصين الجزائريين داخل وخارج الوطن لتطوير منظومة بلدهم الإنتاجية، لأنه حسب تقديره حان الوقت لتعكف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على تطوير أبحاثها في مخابرها من دون الاستدانة لاقتناء التكنولوجية الباهظة التكلفة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025
العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025
العدد 19712

العدد 19712

السبت 01 مارس 2025
العدد 19711

العدد 19711

الأربعاء 26 فيفري 2025