زيادة العرض العقاري السياحي لتعزيز الاستثمار والنشاط
وافقت وزارة السياحة والصناعة التقليدية، مؤخّرا، على مخطّطات تهيئة ستّ مناطق توسّع ومواقع سياحية، وهو ما يسمح بزيادة العرض العقاري السياحي لتعزيز الاستثمار والنشاط السياحي، وتحسين مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة فرص العمل وتنويع موارد الدولة من العملة الصعبة خارج المحروقات مع ضمان التنمية المستدامة للسياحة.
وفق قرارات صدرت في العدد الأول من الجريدة الرسمية لسنة 2025، تمّ الموافقة على مخطّطين تهيئة لمنطقتين في الشرق الجزائري، ويتعلّق الأمر ببلدية تيمقاد بولاية باتنة، حيث تمّت المصادقة على منطقة التوسّع السياحي والموقع السياحي “تيمقاد”، على مساحة قابلة للتهيئة قدرها 20 هكتار و50 آرا و87 سنتيارا من أصل مساحة قدرها 852 هكتارا لمنطقة التوسّع والموقع السياحي، والثانية بنفس الولاية ولكن ببلدية غسيرة يخصّ منطقة التوسّع والموقع السياحي “غوفي” بمساحة قابلة للتهيئة قدرها 26 هكتار و35 آرا و64 سنتيارا من أصل مساحة قدرها 393 هكتارا و40 آرا لمنطقة التوسّع والموقع السياحي.
أما في منطقة الغرب الجزائري، فتمّت الموافقة على أربع مخطّطات للتهيئة السياحية بولاية مستغانم، ويتعلّق الأمر بكلّ من منطقة التوسّع والموسع السياحي “سيدي عبد القادر” ببلديتي عشعاشة وأولاد بوغالم، بمساحة قابلة للتهيئة قدرها 40 هكتارا و17 آرا و91 سنتيارا، من أصل مساحة قدرها 317 هكتارا لمنطقة التوسّع والموقع السياحي، ومنطقة “الأصفر” ببلدية سيدي الأخضر بمساحة قدرها 66 هكتارا و71 آرا و5 سنتيارا، من أصل مساحة قدرها 564 هكتارا، ومنطقة “المقطع” ببلديتي فرناقة وستيدية بمساحة قابلة للتهيئة قدرها أكثر من هكتارين، من أصل مساحة تتجاوز 75 هكتار، ومنطقة “رميلة الوريعة” ببلديتي مزغران، وستيدية بمساحة قابلة للتهيئة قدرها أكثر من 64 هكتارا من أصل مساحة قدرها 265 هكتار لمنطقة التوسّع والموقع السياحي.
المصادقة على بعض مخطّطات التهيئة السياحية لمناطق التوسّع السياحي، في انتظار الإفراج على بقية المخطّطات، علما أنّ الجزائر تحوز 249 منطقة توسّع سياحي بعضها مصنّفة منذ 1988، بمساحة إجمالية تتجاوز 5 ملايين هكتار، ستسمح بالانطلاق في إنجاز عدد كبير من المشاريع السياحية، لاسيما المشاريع المهيكلة التي تساهم في تحسين الخدمات السياحية وتعزيز الحظيرة الفندقية على المستوى المحلي.
وكانت وزيرة السياحة قد سجّلت شهر ديسمبر الماضي، تأخرا في تهيئة مناطق التوسّع السياحي، وصفته بـ “غير المقبول”، وأمرت مصالحها باتخاذ كلّ التدابير والإجراءات اللازمة لاستدراك التأخر المسجّل وإيلاء العناية البالغة لإنجاز أشغال التهيئة ومختلف الشبكات لتوفير عقار سياحي مهيئ ووضعه على مستوى منصّة الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار لاستقطاب المستثمرين لإنجاز مشاريعهم السياحية.
وحسب معطيات الوزارة الوصية يبلغ عدد مناطق التوسّع السياحي المزوّدة بمخططات التهيئة 74 منطقة، منها 5 مناطق تمّ إنجاز بها أشغال فتح المسالك تسطيح الأرضية وإنجاز شبكة الصرف الصحّي، تتواجد بكلّ من بومرداس(سالين)، خنشلة (حمام الصالحين)، عين تموشنت (رشقون – ترقا) وجانت، في حين توجد 18 منطقة توسّع سياحي في طور التهيئة بغلاف مالي يقدّر بـ 10.7 مليار د ج، والأشغال بها جارية تتعلّق بفتح المسالك وإنجاز شبكة الصرف الصحّي والمتواجد بولايات الشلف، باتنة، تيزي وزو، الجلفة، جيجل، سعيدة، عنابة، البيض، بومرداس، الطارف، عين الدفلى وتقرت.
وفي تقريره السنوي لسنة 2024، سجّل مجلس المحاسبة بعد 34 سنة من تصنيف 174 منطقة من أصل 249 مصنّفة ومعلن عنها، أنّ الأهداف الكمية والنوعية من ناحية الاستثمار السياحي لم تتحقّق، فإلى غاية 31 ديسمبر سنة 2022، دخلت 09 مشاريع سياحية منجزة داخل هذه المناطق حيّز الاستغلال، منها 07 بالمناطق الساحلية و02 بالمناطق الحرارية الحموية.
وفسّر ضعف هذه الحصيلة بشكل خاصّ بالمستوى المنخفض والتأخّر في إعداد مخطّطات التهيئة السياحية، حيث تمّ إعداد والمصادقة على 71 مخطّطا فقط من أصل 249 منطقة تستوجب إعداد مخطّطاتها، مشيرا إلى أنّ مناطق التوسّع والمواقع السياحية أتاحت توفير 1322 حصّة حتى الآن، منها 376 حصّة فقط تمّ منحها للمستثمرين وهي موزّعة على 21 ولاية ضمن 52 منطقة.
هذه الوضعية دفعت الوزارة الوصية إلى تحديد الثلاثي الأول لسنة 2025، لتسريع إنجاز أشغال تهيئة مناطق التوسّع السياحي وتسليمها في آجالها، على اعتبار أنّ العقار السياحي يعتبر بمثابة المحرّك الأساسي للنهوض بالتنمية السياحية إذ يساهم في تجسيد المشاريع الاستثمارية التي بدورها تخلق الثروة ومناصب الشغل وتساهم في ترقية وتنشيط الخدمات السياحية.
ويعدّ قطاع السياحة في الجزائر، أكثر القطاعات جذبا للاستثمارات، وسمحت سياسة الإصلاحات التي أقرّها رئيس الجمهورية في إطار تحسين مناخ الاستثمار بزرع الثقة مجدّدا لدى المتعاملين الاقتصاديين، حيث تمّ إحصاء العام الماضي 249 مشروع سياحي منها 103 مشروع فندقي، 54 مركز ترفيه ومركبات سياحية و29 قرية عطل وأخرى متعلّقة بالتنزّه في البحر.