دبلوماسية نشيطة وحصيفة عملت على إنهاء الإبادة والعدوان على غزّة
تشبّث بلد الشّهداء بتقاليده التّاريخية في دعم القضيّتين الفلسطينية والصّحراوية
أبدت الجزائر ارتياحها إثر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي طال أمد انتظاره للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، ورفع الظلم المسلّط عليه في ظل حرب إبادة تعرض لها من قبل الاحتلال الصهيوني منذ أزيد من خمسة عشر شهراً.
أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة، الدكتور سليمان نبار، أنّ الجزائر لعبت دوراً حاسماً في نصرة الشعب الفلسطيني، وقدّمت جهداً مضنياً ومتواصلاً بلا هوادة منذ شغلها مقعداً غير دائمٍ في مجلس الأمن الدولي من أجل المُرافعة على القضية الفلسطينية، وجعلها في طليعة أجنداتها وأولوياتها الأممية.
وقال الدكتور نبار في اتصال مع “الشعب”، أنّ الجزائر بدبلوماسيتها النشيطة والحصيفة عملت على إنهاء الإبادة والعدوان على قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، وحظر محاولات التهجير القسرية للأشقاء الفلسطينيين من أرضهم الطيبة، وكذا منع إدانة مقاومتهم وكفاحهم ضدّ الاحتلال والاستعمار منذ اندلاع الحرب الهمجية في الثامن من أكتوبر 2023.
وأبرز محدّثنا أنّ الجزائر استهلت عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي لسنة 2025، برئاسة اجتماع للمجلس بدعوة منها؛ كونها تترأّس ذات الهيئة الأممية لشهر جانفي الجاري، وخصّص لمناقشة الوضع في دولة فلسطين والهجمات الصهيونية التي استهدفت المستشفيات والهياكل الصحية بقطاع غزة.
كما اعتبر نبار تشبّث بلد الشهداء بتقاليده الدبلوماسية التاريخية في نصرة القضيتين الفلسطينية والصحراوية وكل القضايا العادلة في العالم، منذ توليه مقعده في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم للفترة 2024 - 2025، ناجم عن حرص وتوجيه خاص من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بهدف الرّمي بثقل الجزائر الدبلوماسي، والمساهمة الفعّالة في ترسيخ فضائل السلام والتضامن بين الدول، وتعزيز سبل التعاون الدولي بكل أبعاده الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية.ولم تثنِ آلية حق النقض بمجلس الأمن الدولي ضد وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرات عديدة، إثر الدفع بمشاريع وقرارات من قِبَل الجزائر ودول صديقة، من عزيمتها على الاستمرار في طرح المسألة بجدية أمام أعلى هيئة أممية وفق الأحداث والمستجدات الحربية الميدانية، وبإلحاح شديد منها على وقف العدوان والإجرام الصهيوني بجعل قوى العالم أمام مسؤوليتها القانونية في ذلك، وهو ما أفصح عنه ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، في تصريحه القاضي بأن الجزائر ستعود وتطرق أبواب مجلس الأمن، ولن تكلّ حتى يتحمّل هذا الأخير مسؤولياته الأخلاقية، بحسب قوله.
وعلى صعيد آخر، رافعت الجزائر بقوّة على تكثيف تدفق المساعدات الإنسانية والصحية إلى المدنيين في قطاع غزة، وحماية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا” من ضغوطات وتضليل الاحتلال، والحيلولة دون محاولة تجريمها وتفكيكها وإيقاف نشاطها، حيث سمحت جهودها بمواصلة عمل هذا المرفق الأممي الحيوي، بغية تقديم الإعانات والإمدادات الإغاثية الإنسانية بمختلف أنواعها للأشقاء الفلسطينيين.
الجزائر صارت صوتًا صادحاً بالحق تجاه القضايا العادلة في العالم، ومنبراً منيعاً مدافعاً عن الشعوب المضطهدة الرازحة تحت نير الاحتلال والاستعمار في حاضرنا، وستُواصل جهدها الحثيث وفق شرعية الأمم المتحدة نحو تحقيق آمال الشعبين الفلسطيني والصحراوي في تمكينهما من تقرير مصيرهما وإقامة دولتهما المستقلتين، يضيف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر في ولاية بسكرة، الدكتور سليمان نبار.
وأكّدت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، في بيان لها، أنّ وقف إطلاق النار في قطاع غزة بحاجة إلى أن يُكتمل بخطوات أخرى نحو إعادة الإعمار، وتوحيد الأراضي الفلسطينية، وفتح آفاق فعلية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي / الصهيوني، وكشرط لا غنى عنه لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمّتها.
وكما هو معلوم، فقد توصّل الوسطاء إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” والاحتلال الصهيوني، بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الإجرامي على قطاع غزة الذي تسبب في عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين ودمار فظيع في البينة التحتية لمدنه وأحيائه، إذ دخل العمل به حيز التنفيذ الأحد الماضي، على أن يتم تطبيقه وإنفاذه على ثلاث مراحل تتضمن عدة خطوات هامة لإنهاء الحرب، وإدخال المساعدات وغيرها من الإجراءات.
