الخبيرالإقتصادي مـراد كواشــي لـ “الشعب”:

الجزائــر منتـج محـوري مرشّح لاقتحـام أسواق جديدة

فضيلة بودريش

سوناطراك نجحت في بنـاء شراكـات هامّة مـع أضخـم الشّركـات العالميــة

 يتوقّع البروفيسور مراد كواشي الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، أن تقفز الجزائر إلى مستويات مهمة وتاريخية في تأمين طاقة الغاز النظيفة نحو السوق العالمية، استنادا إلى عدة مؤشرات قوية وثابتة، أجرى على ضوئها قراءة متأنية ومستفيضة، في صدارتها توجه سوناطراك نحو تعزيز الانتاج والاستكشاف وتوسيع البنى التحتية وبناء الخزانات، وإلى جانب تنويع بناء الشّراكات والانفتاح على استقطاب أضخم الشركات العالمية والرائدة في الاستثمار الطاقوي، خطوات حولت الجزائر إلى منتج محوري مرشح لأن يتربّع على مساحة أكبر في سوق الغاز العالمية.

وقف الخبير الاقتصادي مراد كواشي في البداية على موقع الجزائر في خارطة الغاز العالمية، وقال إنّها تمكّنت من تحقيق العديد من المزايا والنجاحات مكّنتها من كسب نقاط إضافية سواء من حيث ازدياد موثوقيتها كمصدر نجح في الوفاء بجميع التزاماته وخاصة الزبائن الأوروبيين، وبالإضافة إلى زيادة كميات الانتاج من صادرات الغاز الطبيعي عبر الأنابيب أو المسال، وهذا المسار المهم رافقته دبلوماسية جزائرية نشطة في مجال الغاز، ولعل أبرز مثال على ذلك احتضان الجزائر منذ سنة لقمة الغاز العالمية والتي انبثق عنها قرارات هامة ومصيرية.

لا بدائل جديدة للغاز

 ثمّن الخبير توجّه الجزائر لمضاعفة إنتاج هذه الطاقة الأحفورية النظيفة، وجاءت رؤيتها صائبة خاصة أنه عقب أزمة جائحة كورونا، روّجت شائعات مفادها أنّ العالم سوف يقلّص من استخدام الغاز الطبيعي، عبر إيجاد بدائل أخرى، وكل ما طرح فنّده الخبراء والمختصون، مؤكّدين أن الغاز الطبيعي يعد أنظف الطاقات التقليدية، لذا الاستمرار القوي في الاعتماد عليه متواصل إلى غاية آفاق 2050، في وقت يرتقب أن يكون هناك طلب عالمي معتبر على الغاز، لأنّ العالم لم يتمكن من تطوير بدائل حقيقية للغاز الطبيعي وخاصة الطاقات المتجددة التي كثر عليها الحديث، إلا أنّه لم يتم طرح اقتراحات حقيقية وبدائل موضوعية للغاز الطبيعي، ولذا سيتمر الاقتصاد العلمي في الاعتماد على الغاز الطبيعي.

مستقبل الجزائر كفاعل في سوق الطّاقة

 وبخصوص الدور المنتظر من الجزائر مستقبلا، وصف البروفيسور كواشي، خطوات الجزائر بالإيجابية خلال السنوات القليلة الماضية بعد محافظتها على مركزها العاشر عالميا والأول إفريقيا، ضمن قائمة البلدان المنتجة للغاز الطبيعي، وللعلم فإن حصة الجزائر الإنتاجية ارتفعت بنسبة 4 بالمائة لتبلغ 101.5 مليار متر مكعب خلال 2023، بعدما كانت 97 مليار متر مكعب خلال عام 2023، وعلما أنّ الجزائر تستهلك نصف الكمية والرئيس عبد المجيد تبون أعطى تعليمات برفع سوناطراك حجم إنتاجها بنحو 200 مليار متر مكعب، لرفع مستوى صادراتها، والجدير بالإشارة فإنّ حصة الجزائر من الإنتاج العالمي تقارب 2.5 بالمائة، وهذا حسب تقرير معهد الطاقة البريطاني لشهر أفريل 2024.
وحول قدرات إنتاج الغاز المسال، أوضح الخبير كواشي أنّ الجزائر تحتل المرتبة السابعة عالميا وإفريقيا تتنافس مع نيجيريا على المرتبة الأولى، وتعكف الجزائر على إنتاج ما قيمته 25.5 مليون طن سنويا من الغاز المسال، وارتفعت صادراتها في الغاز المسال لتصل إلى 13 مليون طن، بينما تمثل ما حصته 3 بالمائة من السوق العالمية. وكما أنّه لا يخفى أن الجزائر من الدول الأولى التي اعتمدت على تصدير الغاز بعد تسييله، وهذا من خلال إنشاء محطات سكيكدة ووهران في سبعينات القرن الماضي.

إيطاليا منصّة لضخ الغاز الجزائري

 وسلّط الأستاذ الجامعي كواشي الضوء على مستقبل الجزائر كفاعل في سوق الطاقة، مستفيدة بالإضافة إلى إمكانياتها الباطنية وامتلاكها للبنى التحتية وخبرة المورد البشري، مؤكّدا أنّه لديها سمعة كشريك موثوق به ومورد آمن للغاز للدول الأوروبية، في حين زادت أهميتها خلال الفترة الماضية بعد أن أصبحت العديد من الدول تعول على الجزائر بشكل كبير لتأمين مستقبلها الطاقوي، ومن أجل ذلك ضاعف مجمع سوناطراك من اكتشافاته الطاقوية، ونجح في تحقيق العديد من الاستكشافات في مناطق غير تقليدية.
ووقف الخبير على سلسلة من الاستكشافات المهمة في كل من بشار وعين صالح وجانت وإليزي، وما زال حرص سوناطراك قائما للوفاء بالتزاماته وزيادة المكانة الطاقوية وتحسينها، ولتنفيذ هذه الرؤية تبنّت استراتيجية تهدف إلى رفع حجم الإنتاج إلى 200 مليار متر مكعب في غضون خمس سنوات، وجاء القانون الجديد للاستثمارات ليصب في نفس الاتجاه، كونه يمنح امتيازات مهمة للمستثمرين الأجانب.
وأشار الخبير إلى الخيارات المتاحة سوناطراك للرفع من حجم إنتاجها، بناء شراكات هامة مع أضخم شركات الطاقة العالمية، على غرار كل من إيني توتال إنرجيك واكسون موبيل وما إلى غير ذلك، وترجمت في التوقيع على عقود شراكة للبحث والإنتاج والاستخراج للغاز الطبيعي. ويأتي إنشاء خزّان عملاق لتخزين الغاز ليضع إنتاج وصادرات الجزائر من الغاز المسال في موقع استراتيجي، في ظل توجهها لتوسيع قائمة زبائنها بمستهلكين جدد وبالتحديد نحو أسيا مثل كوريا واليابان، وإلى جانب امتلاكها لأنبوبين الأول يربطها بإيطاليا عبر تونس، والثاني يمر مباشرة نحو إسبانيا، وذكر الخبير أنّ الأنبوب الرابط مع إيطاليا وصل إلى ذروته، وهذا ما فتح الباب لإنجاز مشروع بناء أنبوب جديد للرفع من صادرات الغاز من الجزائر نحو إيطاليا من أجل جعل إيطاليا كمنصة لتوزيع الغاز الجزائري نحو الدول الأوروبية، ويعتقد كواشي استقرار أسعار الغاز على الأمد القصيرو وأما على المدى المتوسط أفاد أنّه سيرتفع بفضل تلاشي مرحلة الركود الاقتصادي، وترقب انتعاش في الاقتصاد العالمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19678

العدد 19678

الإثنين 20 جانفي 2025
العدد 19677

العدد 19677

الأحد 19 جانفي 2025
العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025