الخبير في مجال الطّاقة مهماه بوزيان لـ “الشعب”:

مكانةٌ جزائرية قوية وموثوقة في السوق الغاز العالمي

هيام لعيون

خطـط مستدامـة لتموين أوروبـا بالغاز على أمد بعيد

 قال الخبير في مجال الطاقة، مهماه بوزيان، إنّ مكانة الجزائر اليوم في السوق الغاز العالمي قوية، وإنها تسعى لتعزيز الأمن الطاقوي مع تثمين الموارد الطاقوية للبلد، في إطار من الشراكات البناءة والإفصاح من قبل الشركاء الأوروبيين عن خطط مستدامة لتموينهم بالغاز على أمد بعيد، بما يسمح بضخ استثمارات هامة على طول سلسلة صناعة الغاز الوطنية، وليس استجابة لحاجة ظرفية أفرزتها إرادات متصارعة على الساحة الدولية”.

  جدّد مهماه بوزيان تأكيداته، على “تبوّء الجزائر لمكانة الممون الأول لأوروبا بالغاز الطبيعي، من خارج منطقة الإتحاد الأوروبي (باستثناء النرويج)، حيث تصدّرت في شهر أكتوبر 2024 قائمة الموردين لأوروبا بالغاز، وكانت حصة الغاز الجزائري (21,6 %) من مجمل الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي في شهر أكتوبر، وهي دلالة هامة تُنبئ بأن الغاز الجزائري سيُشكل الخيار الضامن للأمن الطاقوي الجواري لأوروبا”.

واردات أوروبا تتحرّك ضمن نطاق مستقر

 وتطرّق الخبير إلى “حالة اللايقين” الجاثمة على المشهد الطاقوي المستقبلي، في أوروبا وفي العالم كذلك، بتأكيداته على “إفصاح الرئيس الأمريكي عن طموحاته تجاه “الموارد الطبيعية”، حتى تلك الكامنة خارج الحدود السياسية الشرعية لدولته بُغية تعزيز هيمنة أمريكا ومنحها عنصر الأفضلية، ودعوته لاستعادة إنتاج الطاقة في بحر الشمال، وأيضا دعوة أيلون ماسك لألمانيا للعودة للمفاعلات النووية لإنتاج الطاقة، ومع تمكّن الصين من تحويل مختلف الخطط الخضراء للانتقال الطاقوي (المطروحة عالميا) إلى عنصر أفضلية لها واستحواذها على أسواقها (صناعة معدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، السيارات الكهربائية، محلّلات الماء لإنتاج الهيدروجين،...)، خصوصا بدءا من سنة 2023”.
وضمن هذا الإطار، وبالأرقام أكّد ذات الخبير على “ تراجع واردات أوروبا من الغاز الطبيعي، فخلال أربع سنوات (2021-2024) انخفضت وارداتها بـ 78 مليار متر مكعب، مع تغيّر مضطرد لحصص المورّدين للغاز لها.
هذا الصعود والهبوط في حصص المموّنين لأوروبا بالغاز الطبيعي (عن طريق الأنابيب أو على شكل غاز مسال) هو عنصر مغذي لـ “حالة اللايقين”، لأن الانزياح في النسب كبير جدا، وفي فترة قصيرة جدا، فبالنسبة لروسيا، نجد الانزياح يقدّر بـ (26 %) خلال أربع سنوات فقط، وقرابة (10 %) للنرويج، وما يزيد عن ذلك للولايات المتحدة الأمريكية، وفق شروحات ذات الخبير.
بالمقابل، أوضح الخبير أنه وعلى الرغم من تراجع الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي، والتراجع الكبير الذي شهدته الإمدادات الروسية، وتراجع الإمدادات الأمريكية خلال هذه السنة 2024، نجد واردات أوروبا من الغاز الطبيعي الجزائري تتحرّك ضمن نطاق مستقر (12 % - 14 %)، ففي سنة 2021 كانت (13 %) وفي سنة 2022 (12,25 %) وفي سنة 2023 (14,25 %)، وفي سنة 2024 (14 %).

المشتريات الأوروبية من GNL عند مستويات أعلى

 وتطرّق الخبير مهماه إلى أول يوم تداول في بدايات هذه السنة الجديدة 2025، و«سجّلت الأسعار الأوروبية لشحنات الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية (أسعار مركز TTF الهولندي، وهو المعيار القياسي للغاز الطبيعي الأوروبي) ارتفاعًا بأكثر من (4 %) لتقفز فوق عتبة 15 دولارا أمريكيا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أعلى مستوى للأسعار الأوروبية للغاز الطبيعي منذ أكتوبر 2023، قبل أن تتراجع مع نهاية الأسبوع الماضي إلى مستوى (13,52 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية)”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19678

العدد 19678

الإثنين 20 جانفي 2025
العدد 19677

العدد 19677

الأحد 19 جانفي 2025
العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025