الخبير الدّولي في الإقتصاد عبد الرحمـان هـادف لـ “الشعب”:

قـدرة الجزائر تصـل إلى 55 مليار متر مكعـب سنويا

حياة ك.

أهميـة استراتيجية الدولة لتطويـــر هذا القطــاع الهـام في الاقتصاد الوطنـي

 تصل قدرة تصدير الجزائر للغاز الطبيعي إلى 55 مليار متر مكعب سنويا، 35 مليار متر مكعب عن طريق الأنابيب، والباقي عن طريق الغاز المسال، وبذلك تعد من أكبر المصدرين لهذا النوع من الطاقة باحتلالها المرتبة 7 عالميا حسب آخر التقارير للدول المصدرة للغاز، وهذا ما يجعلها تحتل مكانة استراتيجية على مستوى سوق الغاز العالمية، حسب الخبير الدولي في الاقتصاد عبد الرحمان هادف.

 يتوقّع الخبير هادف أن يعرف إنتاج الغاز الطبيعي ارتفاعا خلال السنوات القادمة، بالنظر الى المشاريع الاستكشافية التي تم الشروع فيها على مستوى العديد من مناطق الوطن، ما يؤدي الى الزيادة في الصادرات من هذه المادة الطاقوية التي يتزايد عليها الطلب، مبرزا أهمية الاستراتيجية التي سطرتها الدولة لتطوير هذا القطاع الهام في الاقتصاد الوطني.
أبرز الخبير هادف في تصريح لـ “الشعب”، أن للجزائر دور هام فيما يتعلق باستقرار الأسعار في الأسواق الدولية، حيث تعمل على سيرورة الامدادات بصفة منتظمة ومتواصلة من خلال مكانتها في مختلف التجمعات للدول المصدرة للبترول ومنتدى الدول المصدرة للغاز، كما تسعى في هذا المجال من خلال ثقلها الدبلوماسي، وكذا الجيواستراتيجي الى تقريب وجهات النظر بين المصدرين والمستهلكين، فيما يتعلق بالسوق العالمية للغاز التي أصبحت تخضع لضغوطات جيواستراتيجية كبيرة.
وفيما يتعلق بتصدير الغاز عن طريق الأنابيب، الذي يمثل 35 مليار متر مكعب، أي أزيد من 60 بالمائة من الحجم الكلي (55 مليار متر مكعب)، فإن أهم الزبائن إيطاليا واسبانيا إضافة الى دول أوروبية أخرى، أما الغاز المسال، فإنّ زبائنه كل من تركيا واليونان وحتى كوريا الجنوبية، ولفت المتحدث في هذا السياق الى أن كل هذه الشراكات والأرقام، تعطي مؤشرات إيجابية لقدرات الجزائر في التصدير بصفة آمنة ومنتظمة، وهذا ما يعزز مكانتها كمورد موثوق للغاز الطبيعي بالنسبة للدول المتواجدة في ثلاث قارات أوروبا، آسيا وأمريكا الجنوبية.
وبالنسبة للغاز المميع، أفاد هادف أن الجزائر بإمكانها تصدير أزيد من 18 مليار متر مكعب سنويا، متوقعا أن يرتفع الحجم أكثر في غضون السنوات القادمة بالنظر الى الاستكشافات التي باشرتها في العديد من الحقول، كما أنها ستستمر في الوفاء بالتزاماتها ليس مع شركائها التقليديين فحسب، وانما زبائن آخرين تتعامل معهم في إطار سياسة تنويع الشركاء والزبائن، كما تعمل كذلك على تطوير قدرتها فيما يتعلق بالنقل البحري للغاز، لإيصاله الى الزبائن البعيدين جغرافيا عنها على غرار تركيا والصين والهند وأمريكا الجنوبية، مضيفا أنها أصبحت من أهم الموردين الموثوقين والآمنين لزبائنها من خلال التزامها بالوفاء بكل العقود سواء كانت طويلة المدى وآنية “سبوت”، رغم الضغوط السياسية والجيوسياسية الموجودة في الأسواق العالمية.
وبنظرة استشرافية، قال هادف أنها تعمل على تعزيز قدرتها الإنتاجية للغاز، من خلال بعث استثمارات كبرى في مجال الاستكشاف والتنقيب، مشيرا الى أن أكبر مشروع تعمل عليه حاليا “بوستينغ” بحاسي رمل، الذي يعد أهم حوض لإنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر، إضافة الى تطوير أحواض أخرى على مستوى إيليزي، عين أميناس، أدرار من خلال حقل توات، وغيرها من الحقول التي ستلعب دورا كبيرا في تطوير الإنتاج الغازي.
فيما يتعلق بالغاز غير التقليدي، قال هادف إنه حتى على مستوى السواحل الجزائرية، ستواصل الجزائر في تثبيت مكانتها المحورية على مستوى الأسواق الدولية كمورد مهم على غرار السوق الأوروبية، وتعمل على تطوير قدرتها في مجال النقل عن طريق تقنيات الغاز الطبيعي المسال.
وأضاف هادف أن الجزائر ستواصل خلال السنوات القادمة كدولة محورية في سوق الغاز، في إمداد زبائنها في مختلف الدول والقارات بهذه المادة، كما تعمل على رفع تحدي هذا السوق، الذي لا تحكمه معايير اقتصادية، بل معايير سياسية وجيوسياسية، تحالفات وشراكات استراتيجية كبرى على المستوى الدولي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19678

العدد 19678

الإثنين 20 جانفي 2025
العدد 19677

العدد 19677

الأحد 19 جانفي 2025
العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025