وقف إطلاق النـار.. انتصـار استراتيجية الصمـود وفعاليــة المقاومـة
يعد بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية المتعلق بوقف إطلاق النار على غزة، الذي دخل حيز التنفيذ صباح اليوم، استمرارا للرؤية والمقاربة الجزائرية لتسوية القضية الفلسطينية ويمثل نجاحا للدبلوماسية الجزائرية، التي رافعت بقوة منذ بداية العدوان السافر على الفلسطينيين العزل هناك، بحسب ما تراه أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتورة نبيلة بن يحي.
أبرزت الأستاذة بن يحي في تصريح لـ “الشعب”، أن وقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة، اقترن بنائيا بالمرافعة القوية والصادحة للجزائر من على منبر مجلس الأمن الدولي منذ توليها العضوية غير الدائمة فيه، مؤكدة على أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والتي تأتي ضمن المقاربة الجزائرية الرامية لتسوية القضية الفلسطينية، خاصة بعد 7 أكتوبر 2023 الذي تعرض فيه الشعب الفلسطيني لإبادة وإجرام عنصري من المحتل الصهيوني أمام مرأى ومسمع العالم ككل.
أشارت المحللة السياسية بن يحي إلى أن بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، جاء مثمنا لوقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة، والذي اقترن بنائيا مع المرافعة القوية والصادحة للجزائر من على منبر مجلس الأمن منذ توليها العضوية فيه، مؤكدة على أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
كما اعتبرت بيان وقف إطلاق النار قفزة نوعية في حق المقاومة الفلسطينية، التي كشفت خيوط اللعبة الدولية في هيكلة جديدة للمنطقة العربية صفتها بـ “سايس بيكو” جديدة بمقاربة استعمارية احتلالية أخرى، تتأسس في المنطقة العربية.
في السياق، أضافت المتحدثة أن إعلان وقف إطلاق يقع بين استراتيجية الصمود وفعالية المقاومة، رغم العدد الكبير من الشهداء الذين سقطوا بآلة الدمار الشامل للكيان المحتل والإبادة غير المسبوقة التي مارسها ضد شعب أعزل، أمام قوة مرتبطة هيكليا بحلفاء لهم من القدرة والقوة في القضاء على مقاومة لا تحمل هذه الأرقام من عدد الأسلحة واللوجستيات والدعم الإعلامي والاستخباراتي.
وترى الأستاذة بن يحي، أن المقاومة رغم كل الأسلحة الفتاكة التي استعملت لقمعها، إلا أنها انتصرت في صمودها وانهزم الكيان أمام أنفاق، وأربكت كل المؤسسات داخله، وانقسم الصهاينة في تأييد حكومة الإجرام، واختلفوا في موضوع الرهائن، وتوسعت دائرة الهجرة العكسية من داخل الكيان إلى دول غربية، هذه الأخيرة التي شهدت تغييرا جذريا في اطلاعها على حقيقة الاستعمار الصهيوني لفلسطين وجرائمه الهمجية بحق الفلسطينيين التي تم إدانتها من محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، ومن الشعوب الأوروبية.
وذكرت المحللة السياسية بن يحي بالجهود المضنية التي بذلتها الجزائر لإسماع صوت الشعب الفلسطيني الأعزل وهو يباد أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي بمؤسساته التي تأسست من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين... ويبقى هذا الإعلان ـ بحسبها ـ هو مرحلة أخرى واستمرار لمقاربتين؛ مقاربة المقاومة في صمودها ومقاربة الاحتلال في تناقضاته وانقساماته رغم ما يملكه من قدرات وإمكانات، لم يستطع إسكات صوت الحق رغم حجم قوة الاحتلال.