صـوت الحـق ينتصـر على الآلة الهمجية

دور جزائري بـارز ومشـرّف في تحقيق العدالـة وإنهاء العدوان

علي مجالدي

من المنتظر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، ابتداءً من اليوم الأحد، ليطوي صفحة دامية من العدوان الصهيوني الذي استمر لقرابة عام ونصف، وأدى إلى استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وسط استهداف ممنهج للمستشفيات والمدارس ومرافق الإغاثة الإنسانية.

العدوان الذي كشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال كقوة إجرامية لا تعبأ بالقوانين الدولية، شهد موقفاً حازماً من الجزائر، التي لعبت دبلوماسيتها دورًا محورياً في كشف جرائم الاحتلال ودعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة.
وفي مواجهة صمت دولي شبه تام أمام الجرائم الصهيونية، كانت الجزائر سبّاقة إلى تقديم مشاريع قرارات دولية تطالب بوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب. ومن خلال تحركاتها داخل مجلس الأمن، ركزت الجزائر على عدة محاور رئيسية، أبرزها الدعوة إلى وقف فوري للعدوان على غزة، وتوثيق الجرائم المرتكبة ضد المدنيين، ولا سيما استهداف المستشفيات ومرافق الإغاثة الإنسانية.
علاوة على ذلك، دفعت الجزائر نحو تبني مواقف صريحة تدين العدوان، متجاوزة الدبلوماسية المواربة التي غالبًا ما تسود المشهد الدولي في مثل هذه الأزمات. كما دعمت بقوة المبادرات التي قادتها جنوب إفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية، والتي أثمرت إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، في سابقة تاريخية تعكس بداية نهاية الحصانة الدولية التي يتمتع بها الاحتلال.
هذا الموقف القوي ترافق مع دعم الجزائر للجهود الإنسانية والإغاثية، حيث أصدرت السلطات الجزائرية تعليمات واضحة بتقديم المساعدات الإنسانية لغزة ودعم المستشفيات والجمعيات النشطة في المجال الإغاثي. كما فتحت الجزائر أبواب مستشفياتها لاستقبال المصابين الفلسطينيين، تأكيدًا على التزامها العملي بالدفاع عن الشعب الفلسطيني.

خطوة نحـو العدالـة وانتصــار للمقاومــة

بينما يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يبقى الدور الجزائري حاضرًا بقوة في المشهد، حيث لم تقتصر جهودها على التحركات السياسية فقط، بل امتدت لتشمل التأثير في مسار الأحداث، من خلال تقديم الدعم السياسي والمعنوي لحركات المقاومة الفلسطينية. وقد عبّر ممثلون عن حركة المقاومة، بعد توقيع الاتفاق والإعلان عنه، عن شكرهم العميق للجزائر وبقية الدول الداعمة، مؤكدين أن موقفها الحاسم ساهم بشكل كبير في وضع حد للعدوان وفضح جرائم الاحتلال.
وفي ظل الانتصارات الدبلوماسية للقضية الفلسطينية، يبدو أن القضية سوف تدخل مرحلة جديدة من التعاطي الدولي. لاسيما وأن الجزائر قد أعادت بمواقفها الصريحة والداعمة، الزخم للقضية الفلسطينية كقضية إنسانية وحقوقية عالمية، وهو ما يظهر جليًّا في القرارات الأخيرة التي صدرت عن محكمة العدل الدولية وفي الدعم الشعبي الذي حظيت به فلسطين على مستوى العالم، لاسيما وأن العديد من الدول سعت نحو قبر القضية.
ومع ذلك، يبقى التحدي الحقيقي في ترجمة هذا الدعم إلى خطوات عملية تضمن محاسبة الاحتلال وتقديم قادته إلى العدالة، وهو ما دعت إليه الجزائر بشكل مباشر. كما أن نجاح اتفاق وقف إطلاق النار يمثل فرصة حقيقية لإعادة ترتيب الأوراق الدولية بشأن القضية الفلسطينية، خاصة مع بروز قوى جديدة مستعدة لتحدي الهيمنة الصهيونية وحالة الإفلات من العقاب على الساحة الدولية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025
العدد 19674

العدد 19674

الأربعاء 15 جانفي 2025
العدد 19673

العدد 19673

الثلاثاء 14 جانفي 2025