التحكّم في التوسّع العمراني..القضاء على السكن الهش بالأحياء الشعبية القديمة ومواجهة الكوارث الطبيعية
طـرق ومسـالك جديـدة تنهي مشكلة الازدحام المـروري
مدير الأشغال العمومية بولاية الجزائر: مشــروع “بحــري” ،عمــلاق لإنهـاء أزمة الاختنـاق المـروري
يجمع المخطط الاستراتيجي لتطوير ولاية الجزائر أبعاد أربعة، متمثلة في السياحة، الايكولوجيا، التجديد العمراني ومواصلات تجد طرقا واسعة خالية من الازدحام المروري، وفق إستراتيجية متكاملة وضعتها الدولة وتعمل على تجسيدها الحكومة بدراسات ومخططات وخبرة وكفاءة عالية، لتصبح عاصمة بجمالها ورونقها وتاريخها، تضاهي العواصم الكبرى ليس في البحر المتوسط وإنما في العالم ككل.
يكتسي المشروع الضخم المتعدد الأبعاد لتطوير العاصمة أهمية بالغة لدى السلطات العمومية، التي باشرت في تجسيد مخطط العصرنة وفق إستراتيجية واضحة المعالم، مدعّمة بأدوات التخطيط والتسيير متجانسة ومتكاملة لتحقيق تنمية حضارية مستدامة للعاصمة كأول مدينة باعتبارها واجهة البلد، وإنما ستشمل بقية المدن الكبرى للجزائر.
يرى خبراء في مجال العمران والأشغال العمومية والبيئة، أنه من الضروري التكفل بالإشكاليات التي تواجه العاصمة والولاية ككل، منها التحكم في التوسع العمراني، القضاء على السكن الهش في الأحياء الشعبية القديمة، ومواجهة الكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها (فيضانات باب الواد..)، ووضع مخططات للنقل الحضري، وتشييد مدينة ذكية بتكنولوجيا عالية، وكذا تحسين الظروف الأمنية والاستفادة من المرافق الأساسية بطريقة عادلة.
وفي السياق، أفادت حسينة حماش مهندسة معمارية معتمدة على مستوى المحاكم، أنّ أشغال تھیئة الواجهة البحرية للجزائر العاصمة مشروع یندرج ضمن الرؤية الإستراتيجية للتأھیل والتطوير للارتقاء بولاية الجزائر الى مصاف العواصم المتوسطية والعالمية الكبرى.
وقالت لـ “الشعب” إنّ ھذه الأشغال تجري بعد دراسات معمّقة، وتم وضع ورشات عمل مع الأخذ بعین الاعتبار خبرات بعض البلدان المتوسط مثل ملطا عام 2000 ولبنان عام 2002 التي استعملت برامج التھیئة الساحلية (PAC)، كما وضع برنامج خاص للمنطقة الساحلية بالجزائر العاصمة بأهداف محددة فيما يتعلق بالتنمية المستدامة وحمایة البيئة، واستغلال الموارد الساحلية بطريقة عقلانية.
وأضافت حماش أنّ إنجاز هذا المخطط الكبير ببعده الاستراتيجي، يتطلب نقل الخبرات من خلال توفير وتطبيق أساليب وأدوات التنمية المستدامة والإدارة المتكاملة للمنطقة الساحلية، للمساهمة في تعزيز القدرات الوطنية والمحلية، ويحتاج الى الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية وحمایة البيئة.
وأكّدت ضرورة تطویر مناهج التخطيط والإدارة والتنفيذ على مستويين المحلي والوطني، لافتة أنّها تستخدم في الإنجاز المشروع الأزرق مواد إیكولوجیة نظيفة من إنتاج وطني، مثل حجارة الرصف المتشابكة والرخام وكذا الغرانیت ونظام الانارة “LED” للطاقة المتجددة، وقد تم إعادة تأھیل العديد من المناطق لتتمكن العاصمة من استعادة أصولها، وخاصة واجھتھا البحرية.
ذكرت الخبيرة حماش أنّ المخطط الأبيض مرتبط بإعادة تأھیل المباني القدیمة لمدینة الجزائر بما فیھا القصبة القدیمة، بینما المخطط الأخضر یھدف إلى إعادة التوازنات البیئیة، والمخطط الأزرق لإعادة ربط سكان العاصمة بشاطئ البحر، مشيرة الى أن الجزائري ظل لعقود من الزمن يعطي ظهره للبحر، وكان يعتقد في شعوره أن كل المصائب كانت تأتي من هذا الأخير أي (الاحتلالات التي مرت علیھا الجزائر عبر العصور)، والمخطط الأصفر يتعلق بتحسين حركة المرور بشكل عام، وفق رؤية شاملة تتمحور حول أھداف ملموسة.
المهندسة حماش أوضحت أنّ هذا المشروع الممتد الى 2030 سيجعل من الجزائر مدینة رمز، منفتحة على العالم الذي یتحول، بینما تبقى ھي نفسها، مدینة تعزّز التنمية المتوازنة والموحدة لأراضیھا، مدینة ممتعة، مدینة الحدائق التي تسلط الضوء على كل مميزات التي ينفرد بها موقعها الاستراتيجي.
وترى الخبيرة أنّ ھذه التحولات تبشّر بفوائد كبیرة على الصعيد السياحي، ممّا یعزّز مكانة ولاية الجزائر كواجهة سياحية أساسية في منطقة البحر المتوسط، ما سيسمح لها بالتألق على الساحة الدولية مع الحفاظ على هويتها وقيمتها التاريخية.
طرق جديــدة
بالنسبة لمدير الأشغال العمومية على مستوى ولاية الجزائر محمد بوعزقي، فقد أبرز في تصريح لـ “الشعب” أهمية مخطط عصرنة الولاية ككل، مركزا على الطرق الجديدة التي هي في طور الإنجاز، والتي تهدف لفك الازدحام المروري الذي يعاني منه سكانها والوافدون عليها من الولايات الأخرى.وفيما يخص الطريق الساحلي الممتد من مصب واد الحراش إلى تامنفوست على مسافة 14 كيلومترا، قال بوعزقي إنّه سيساهم بشكل كبير في فك الاختناق المروري على الجهة الشرقية من العاصمة، وخاصة على الطريقين الوطنيين رقم 24 و05.
وأوضح بوعزقي أن هذا المشروع العملاق سينجز على مساحات كبيرة في البحر، أي يتم توسيع الأرضية التي تنجز عليها الطريق باستغلال عدة أمتار من البحر، حيث توجد حاليا 6 كيلومترات في طور الإنجاز، مقسمة إلى مقاطع، و5.5 كلم لم تنطلق بعد.
أما الواجهة البحرية للعاصمة التي يهدف المخطط لإعادة الاعتبار إليها، قال المتحدث إن الأشغال بها على وشك الانتهاء، وتمتد على طول 4.4 كلم، وقد تم بها إنجاز العديد من فضاءات التسلية والترفيه، بالإضافة إلى شواطئ اصطناعية ومارينا.