أبرز المهندس الفلاحي والمستشار السابق بوزارة الفلاحة أحمد مالحة، أهمية الاحصائيات الدقيقة في وضع استراتيجية محكمة في تطوير هذا القطاع الحساس والاستراتيجي، الذي يعد من بين أهم القطاعات التي يعول عليها في تزويد الخزينة العمومية بموارد مالية هامة خارج المحروقات، وأكّد ضرورة وضع خريطة وطنية تتضمن الأراضي ومختلف الشعب الفلاحية.
انطلق الخبير الفلاحي مالحة من قرار رئيس الجمهورية الذي أعلن عنه في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، للتأكيد على أهمية الاحصائيات والتدقيق في المعلومات المتعلقة بالفلاحة بإدخال الرقمنة في هذا القطاع الحساس والاستراتيجي، والتي تبنى على الأرقام الدقيقة، مشيرا الى الإحصائيات التي أجريت الفصل الأول من السنة الجارية، والتي ينتظر صدور نتائجها قريبا.
يعتقد الخبير مالحة أنه لا بد من بناء قطاع فلاحة وفق استراتيجية معروفة وأرقام حقيقية حول الأراضي الفلاحية، الفلاحين والمنتوجات التي تزرع حاليا، كما يرى ضرورة إعداد خريطة وطنية تتضمن الأراضي وتحتوي الفلاحين، وكذا الشعب الفلاحية المختلفة، حسبما صرح لـ “الشعب”. قال المتحدث إنّ الفلاحة حقّقت نتائج إيجابية ومردود وافر سواء في الخضر أو الفواكه خاصة السنوات الأخيرة، مبرزا أهمية تصدير الفائض من المنتوجات الفلاحية، والذي يعد قرارا مهما جدا أصدره رئيس الجمهورية، خاصة وأن الفلاحة الجزائرية بفضل الإجراءات والدعم والتوجيه، أصبحت تحقّق مردودا وافرا خاصة في شعبة الفواكه، حيث لم تعد الجزائر في حاجة إلى استيرادها.أضاف المتحدث في هذا الإطار، أنّ وقف استيراد الفواكه خاصة التفاح، شجّع الفلاحين الى مضاعفة مجهودهم في الإنتاج خاصة في ولايتي باتنة وخنشلة، كما أصبحت الأراضي الجزائرية تجود بكميات كبيرة من الحمضيات بعد توسيع المساحات المغروسة بهذا النوع من الاشجار، وبالتالي يرى أنه لا بد من بحث أسواق خارجية للتصدير، وبالنسبة للخضر قال إنّ الجزائر تمكنت من رفع كمية انتاج المنتوجات الفلاحية الواسعة الاستهلاك على غرار البصل الذي يعد من اجود الأنواع في المنطقة، والذي سمح الفائض منه بالتصدي الى ليبيا وموريتانيا.يرى الخبير أنّ الفلاحة يمكنها أن توفر جزءا كبيرا من الموارد المالية لصالح الخزينة العمومية خارج المحروقات، وأضاف أنه بالإمكان مواكبة قطاع الصناعات الغذائية هذا التطور الذي تعرفه الفلاحة من خلال تحويل بعض الفواكه والخضروات.
وذكر الخبير مالحة في هذا الصدد، أن الجزائر لها قطب فلاحي كبير في ولاية بسكرة لإنتاج الخضروات المبكرة، التي دخلت السوق الوطنية منذ أزيد من شهر، وغطت حاجيات المواطنين بشكل كبير، ويقترح انشاء قطب متجدد يحوي بيوتا بلاستيكية كبيرة متعددة القبب التي لها قدرة إنتاجية تمتد لـ 8 أشهر بدل المستعملة حاليا، والتي تنتج في مدة لا تزيد عن شهرين، ومضاعفة انتاج الخضر على غرار الفلفل الحلو والباذنجان في هذا الموسم الممطر، يمكن تصدير الفائض منه الى أوروبا التي تواجه البرد القارس والجليد الذي يتلف المنتوجات، كما ان هناك طلب على الخضروات الجزائرية لأنها طبيعية، تستعمل في انتاجها الأسمدة بشكل قليل.
فيما يخص المياه، وفي ظل شح الأمطار وتداخل الفصول فيما بينها، والتغيرات المناخية، أكّد الخبير في الفلاحة على ضرورة التفكير في فلاحية غير مطرية، لا تعتمد كليا على ما تجود به السماء، خاصة ما تعلق بالحبوب، والفلاحة المسقية، وهذا يتطلب البحث عن موارد مائية إضافية غير المياه الجوفية، منها مياه الصرف الصحي، مؤكدا على الأمن على الأمن المائي الذي بواسطته يتحقق الامن الغذائي.
ولفت مالحة في السياقو إلى ان الجزائر تتوفر على ازيد من 100 محطة تطهير هذه الأخيرة، التي يمكن ان تستعمل لإنتاج 600 مليون متر مكعب، يمكن مضاعفتها مستقبلا الى 1 مليار متر مكعب، التي يمكن ان تستعمل لسقي مئات الآلاف من الهكتارات، ويعتبر ذلك رهانا كبيرا تسعى الجزائر لكسبه، ويدخل هذا في المقاربة الشاملة لإعادة معالجة مياه الصرف الصحي.
المهندس الفلاحي أحمد مالحة لـ “الشعب”:
الإحصائيـــــات الدّقيقــــــة..دور هــــــام في وضـع إستراتيجيـة زراعيـــة محكمــة
حياة - ك
شوهد:45 مرة