عبر موقع الأمم المتحدة، تروي الأمّهات قصصا مؤلمة عن أطفالهنّ الذين يعانون في ظلّ عدم القدرة على الحصول على الغذاء المناسب، ننقلها لكم لتتعرّفوا عبر هذه الأسطر عن معاناة الأمّهات في غزّة بسبب سوء التغذية ومنع جيش الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إليهم.
تقول ميسون عقل، والدة الطفلة المريضة ملاك: “بدأت الأعراض تظهر على ابنتي بعد أن بلغت من العمر شهرا، وعندما بلغت 40 يوما تقريبا، تم إدخالها إلى المستشفى بسبب إصابتها بإسهال حادّ. في كلّ مرة كانت ترضع فيها، كانت تستفرغ أيّ شيء على الفور. على الرغم من أنّ الأطباء لم يشخّصوا حالتها، إلا أنّهم أخبروني أنّها قد تكون تعاني من حساسية تجاه الحليب، وأخبروني أنّها يجب أن تتناول حليبا خاصا، لكنّه غير متوفر في غزّة. لذلك أعطوني حليبا خاليا من البروتين”.
وبرغم أهمية الخضراوات والفاكهة إلا أنّها تظلّ بعيدة المنال بالنسبة للأمهات مثل ميسون عقل: من الضروري أن أتناول الفاكهة والخضروات لأنّها تحتوي على كلّ الفيتامينات وهي ضرورية للأم والطفل. ولكن للأسف الفاكهة والخضروات غير متوفرة في شمال غزّة. لا توجد غير المعلبات. اللحوم أيضا غير متوفرة”.
أما دينا الرواحي زيادة، والدة الطفل أحمد فتقول: “طفلي من مواليد 6 جانفي 2024، ووزنه الحالي خمسة كيلوغرامات. ذهبنا إلى قسم التغذية في مستشفى كمال عدوان؛ لأنّه كان يفقد وزنا بدلا من أن يكتسبه. كما تعلمون فالطفل يجب أن يبدأ في أكل الفواكه والخضروات، بعد أن يبلغ عمر 7 أشهر. وبالطبع لا يتوفر أيّ من هذا في شمال قطاع غزّة. أما بالنسبة لتغذية الأم فهي أيضا ضرورية، ولكن لا تتوفر حاليا أيّ أطعمة صحية، وحتى المياه ملوّثة بشكل شبه كامل”.
وأبدت دينا الرواحي قلقا على سلامة وصحة ابنها: “خوف الأم على طفلها أمر لا يمكن قياسه. أخاف على ابني من الحرب أكثر من أيّ شيء. أخاف عليه من الجوع وسوء الحالة الصحية والظروف السيئة التي نحن فيها، وبالطبع هذه تؤثر عليّ شخصيا ونفسيا”.
مـنـع المـعـونـات
استخدم الاحتلال التجويع سلاحا في الحرب على غزّة، فقد سارعت سلطات الكيان الصهيوني منذ بداية الحرب إلى فرض حصار شامل على القطاع، بهدف الضغط على المقاومة لإطلاق سراح الرهائن، فأغلقت جميع المعابر، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والطبية، كما عمدت إلى تدمير المصادر الحيوية المحلية للغذاء كالزراعة والصيد.
وأفاد تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) بأنّ ما بين 80 بالمائة و96 بالمائة من الأصول الزراعية في غزّة قد دُمّر بحلول أوائل عام 2024، بما في ذلك أنظمة الريّ ومزارع الماشية والبساتين والآلات ومرافق التخزين. وقد أدّى ذلك إلى عدم القدرة على إنتاج الغذاء وتفاقمت مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل.
وبحسب بيانات (أونكتاد)، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في غزّة بنسبة 81% في الربع الأخير من عام 2023، وبحلول منتصف عام 2024، انكمش اقتصاد غزّة إلى أقلّ من سدس مستواه في عام 2022.