ودّعت الإنسانية الزميلة الإعلامية خديجة طاهر عباس…أنزل الله عليها شآبيب رحماته وأكرم نزلها ودثر ترابها، وجعل قبرها روضة من رياض الجنة. كانت معرفتي بها في جريدة “الشعب” في عام 2000، كانت رحمها الله تمر على القسم الرياضي الذي بدأت فيه تجربتي الإعلامية الأولى..تلقي السّلام وتتفقّد الزّملاء.
كانت لا تنقطع عن السؤال عن أحوال الأم. بمرور الوقت، اكتشفت سرّ تعلّقها بأمّها التي توفيت رحمها الله قبلها بسنوات، وكانت إحدى الملمّات التي تركت في نفسها صدمة قاسية. الزّميلة الراحلة كانت دائمة التنقل بين مسقط رأسها في بوقادير بالشلف وبين العاصمة، فلا تفوّت أي فرصة لزيارة العائلة وتفقد أحوالها، دون كلل ولا ملل.
خديجة في قاعة التحرير بشارع باستور كانت تكتب دائما عن الواقع الذي يعيشه المواطن، وخاصة المتاعب كغلاء الأسعار والقدرة الشرائية. الراحلة كانت معروفة بالجرأة وقول كلمة الحق.
وقفت على ذلك بعد انتقالي إلى القسم السياسي في ربيع 2004، عملنا سويا في القسم الوطني، سنوات طويلة جعلتنا نقف على الوجه الآخر للراحلة التي كافحت من أجل العائلة والمهنة، خاصة في سنوات الجمر أين حاربت بقلمها، وساهمت في كشف القواعد الخلفية للإرهاب بأوروبا في عديد الربورتاجات التي ما زالت موثّقة على صفحات جريدة “الشعب”.
الأخت خديجة..كل من عرفها لا ينكر تأثّرها بأي قرح أو شيء يمس أحد الزملاء، فالقضايا الإنسانية والألم كان يؤثّر فيها بشكل رهيب.
بعد انتقالها للتلفزيون كان شارع الشهداء يجمعنا، والتقيت بها حتى في جامعة الجزائر 3 مؤخرا. كانت تنوي استكمال دراسة الماستر لتجسيد طموحاتها، لنتفأجا قبل أشهر بمرضها وسرعة التحاقها ببارئها..
خديجة رحمها الله خسارة للإنسانية قبل الإعلام في زمن النّسيان والزهايمر والنكران..
وداعا خديجة..رحمك الله
إنّا لله إنا إليه راجعون