شدّدت الطبيبة المختصة بمصلحة الوقاية للمؤسسة الاستشفائية للصحة الجوارية لبومرداس الدكتورة والي حنان في اتصال مع «الشعب»، «بضرورة الحفاظ على التدابير الوقائية المتخذة سابقا لمكافحة جائحة كورونا، وعدم التهاون أو الركون إلى الراحة بذريعة زوال الخطر، وتراجع عدد الإصابات المؤكدة المسجلة يوميا بالجزائر»، مشيرة في هذا الصدد إلى «أن العالم مهدد في كل لحظة بمتحورات جديدة قد تنتشر بسرعة مثل أوميكرون أو أشد».
أكّدت الدكتور والي حنان في تقييمها للوضع الصحي، ودرجة الاستعداد ومدى استمرار العمل بنفس الإجراءات الوقائية المعمول بها منذ بداية الجائحة، «أن كل التدابير المتخذة سابقا من قبل السلطات العمومية بالتنسيق مع اللجنة الصحية مستمرة، ومتواصل العمل على مستوى المؤسسات الاستشفائية ومصالح الوقاية بولاية بومرداس بالرغم من تراجع عدد الإصابات وزوال الضغط بمراكز كوفيد-19 ومصالح الإنعاش التي لم تعد تستقبل حالات خطيرة مثل السابق».
وأضافت الأخصائية الدكتور والي بالقول «إن خطر عودة الوباء مجددا لا تزال قائمة بعد تسجيل إصابات في عدد من الدول التي بدأت تتحدث عن بداية موجة خامسة من فيروس كورونا مجهولة الخصائص لكنها استمرار لسلسلة المتحورات السابقة التي تحاول التكيف مع الظروف الجديدة، وتحطيم دفاعات الوقاية في جسم الإنسان، وبالتالي لا بد أن نبقى مستعدين لكل الاحتمالات والمخاطر الواردة من خلال تحيين الإجراءات والتدابير المتخذة، وتعبئة كل الوسائل المادية والبشرية بالمؤسسات الصحية حتى لا تفاجئنا الموجة الخامسة المحتملة».
وفي تعليقها عن حالة التهاون من قبل المواطنين، الذين اقتنعوا بنهاية الفيروس، وبالتالي التخلي نهائيا عن التدابير الصحية كارتداء القناع الواقي، التجمعات في الأماكن العمومية، حذّرت الدكتور والي من استمرار حالة التراخي والشعور بزوال الخطر، لأن هذا الفيروس لا يزال يترصد بصحة المواطنين، ولا يعطي فرصة لتجميع القوى والاستعداد التام في ظرف قصير، خاصة إذا كانت الموجة الجديدة قوية وسريعة الانتشار مثل أوميكرون، وأيضا يجب الانتباه إلى شيء مهم وهو تنوع واختلاف طبيعة الفيروس من دولة إلى أخرى، حسب الخصائص البيئية الموجودة، وعليه يجب أخذ الحيطة والحذر لهذه النقطة، على حد تعبيرها.
وفي سؤال عن حملة التلقيح ضد كوفيد-19، ودرجة إقبال المواطنين على مصلحة التلقيح بمؤسسة الصحة الجوارية لبومرداس بعد انحصار الموجة الرابعة، أكدت الدكتورة والي حنان «أن عملية التلقيح متواصلة، وتجند الأطباء مستمر بذات العزيمة، لكنها ليست بنفس الزخم الذي عرفته الحملة في أوج الموجة الرابعة وما قبلها»، مشيرة في هذا الصدد «أن أغلب الحالات المقبلة على التلقيح تخص الجرعة الثالثة بالنسبة للأشخاص الذين استفادوا سابقا من الجرعتين الأولى والثانية».
ودعت الطبيبة المختصة في مجال الوقاية المواطنين «إلى اليقظة وعدم التخلي عن التدابير الوقائية البسيطة لحماية الصحة العامة، والاستعداد الدائم لاستقبال موجة جديدة من الفيروس المتحور، الذي لا يتوقف عن ابتكار طرق ووسائل أخرى لاختراع مناعة جسم الإنسان، وأيضا أهمية الاقتناع بأن هذا النوع من الفيروسات تتطلب وقتا طويلا حتى تندثر أو تقل خطورتها، وبالتالي يجب التكييف مع هذه المتحورات والتعايش معها مثل باقي الفيروسات كالأنفلوانزا الموسمية التي تنتشر سنويا مع بداية فصل الشتاء، سواء عن طريق الوقاية واتباع بعض الإجراءات الصحية البسيطة، أو عن طريق التلقيح بالنسبة للأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، الذين يعانون من هشاشة الجسم وضعف المناعة.