تمر بنا اليوم الذكرى السادسة والخمسون لتأسيس جريدة الشعب أول دورية جزائرية ناطقة باللغة العربية فى جمهورية الجزائر الحبيب، ولقد مثلت جريدة الشعب منذ انطلاقتها بمسيرتها المضيئة الصوت الحر للشعب الجزائرى والعربى أينما وجد، وعبر عقود من الزمن اكتسبت الجريدة مزيدا من القراء فى المحيط العربي المهتمين والمتابعين للشأن الجزائري؛ وذلك انطلاقا من موضوعية الجريدة ومساحة التنوع الفكرى في الموضوعات التى تغطيها الجريدة؛ والتى لاتقتصر على الجزائر بل تتعداها إلى تغطية الشؤون والقضايا العربية بموضوعية ودقة.
وقلما تجدها فى الكثير من الدوريات خاصة فيما يتعلق بقضية العرب الأولى قضيتنا الفلسطينية، ومن خلال دراستى وإقامتى بالجزائر ومتابعتى للإعلام الجزائري فلقد كانت جريدة الشعب وعبر العقود الخمس الماضية سباقة دوما لإفراد صفحاتها المضيئة لتغطية أحداث وتطورات الشأن الفلسطيني، ولاننسى فى هذا الصدد التغطية المتميزه لإعلان الاستقلال الفلسطيني من الجزائر العاصمة في 15 من نوفمبر 1988 وكذلك كافة الأحداث السياسية التى مرت وتمر بها قضيتنا الفلسطينية.
ولقد كان لجريدة الشعب الجزائرية على مر تاريخها دورا أساسيا مرموقا فى حركة التعريب فى الجزائر باعتبارها الجريدة الرائدة الأولى للنشر باللغة العربية فى الجزائر؛ وأدت جريدة الشعب فى هذا الصدد مهمة تاريخية حضارية تعدت دورها الاعلامي إلى آفاق لتلعب دورا ثقافيا حضاريا رائدا فى عودة الجزائر من حالة الاغتراب القسرى الذى فرضت عليه بفعل ما يزيد عن قرن وربع من الاحتلال الفرنسى من شعب فلسطين الشقيقة وغزة المحاصرة تحية لشعب الجزائر البطل ولجريدته الرائدة فى عيدها السادس والخمسين ومزيدا من الريادة والتقدم والازدهار.