أغلقت عديد المخابز أبوابها في الآونة الأخيرة لمشاكل وأسباب عدة مهنية وتجارية، ورغم ذلك فإنّ السوق مشبع ولا يوجد ندرة، كما أنّ إجراءات منع بيع الخبر على الأرصفة نجحت تقريبا في القضاء على هده الظاهرة السلبية، إلا في بعض الأحيان عند الندرة بسبب نهاية الأسبوع، أو عند المناسبات الدينية والوطنية، والأمر الجلي بسوق الخبز بسكيكدة، حيث تتنوّع أشكال الخبز وتختلف الأسعار كذلك، وفي كثير من الأحيان الخبز العادي لا أثر له بالمخابز إلا بكميات قليلة، مع طغيتن الأنواع الأخرى من المحسنة، والتي يستعمل فيها السميد، وغيرها من الأنواع التي على ما يبدو وجدت لتقنين الأسعار الملتهبة، وفرض الأمر الواقع على المواطن الذي يضطر إلى شراء الخبز مهما كان الثمن. كما أنّ العديد من المخابز لا تعمل إلا صباحا وفي الفترة المسائية تغلق أبوابها، وذلك لقيامها ببيع الخبز جملة وتفصيلا لأصحاب نقاط البيع المنتشرة في مختلف أنحاء المدينة، أو إلى العديد من محلات المواد الغذائية وبالتالي فالسعر يرتفع.
وتساءل أحد المواطنين عن دور مصالح مديرية التجارة في التلاعب الذي يمارسه بعض أصحاب المخابز في التحايل على المواطن، فأسعار مختلف أنواع الخبز ارتفعت لتصل السقف في بعض الأحيان الى 20 دج، وذلك على أساس أنّ هذه النوعية جد محسنة وجيدة، أو أنها من السميد، إلا أن الاحتيال واضح في هذا الشأن، وأضاف آخر لـ «الشعب» أنّه حتى «وزن قطع الخبز يتلاعب فيها، وما زاد الأمر كارثية غياب المصالح المعنية، أما السعر الرسمي فلم يعد سوى على الورق أو في أذهان مصالح الرقابة «، والكثير من المواطنين أكّدوا أنّ أغلب المخابز تقوم بإنتاج كميات قليلة من الخبز العادي وبسعر 10 دج وبنوعية رديئة، ومن ثم الشروع في بيع الخبز الذي يوصف بالمحسن أو خبز السميد، والذي يبتدئ سعره من 15 دج. ومن جانبه، نفى أحد الخبّازين بوسط المدينة القديمة، أن تكون مخبزته تنتج الخبز المحسن بكميات أكبر من الخبز العادي، وأوضح أنّ النوع الثاني يكثر عليه الطلب، ويتم بيع كل الكميات في أوقات قياسية، أما الخبز المحسن الطلب عليه أقل من العادي لسعره المرتفع، لهذا أجد الخبز المحسن، أو خبز السميد موجودا بالمخبزة، فيما يعتبر الأسعار في متناول الجميع».
