حركة غير عادية تعرفها هذه الأيام محلات الملابس بأكبر الشوارع بالعاصمة وكذا المراكز التجارية، وذلك منذ الـ18 جانفي الحالي بمناسبة فترة التخفيضات أي ما يعرف بـ»السولد» والتي تمس الملابس والأحذية بصفة خاصة، حيث تستمر العملية لمدة 5 أسابيع، الى غاية الـ 28 فيفري القادم.
حامد حمور
لمسنا أن «ثقافة التخفيضات» بدأت تترسخ لدى الجزائريين الذين ينتظرونها بشغف كبير للاستفادة من ميزاتها التي تسمح لهم باقتناء ما يحتاجونه بأسعار تشجيعية، خاصة وأن العملية أصبحت منظمة وفق معايير مدروسة و قانونية، أين يتم اشهار السعر السابق للمنتوج وسعره الجديد بعد أن يتم تطبيق «عملية التخفيض» التي تتراوح من 10٪ وإلى غاية 50٪ في الأسبوع الأول من فترة التخفيضات، والتي قد تصل إلى الـ 70٪ في الأيام الأخيرة بالنسبة للمنتوج الذي لم يلق الاقبال المنتظر، بحسب تقديرات أصحاب المحلات.
«خبرة الماركات العالمية»..
يمكن القول أن «الماركات العالمية» لديها خبرة أكبر لتطبيق العملية بجلب الزبون بطريقة تجعله يقتني «دون حسابات دقيقة» بحسب ما أكده لنا أحد الزبائن الذي تعوّد على ذلك في السنوات الأخيرة، أين أشار: «في الحقيقة أنتظر هذه الفترة بشغف سواء في الشتاء أو الصيف، حيث أقوم بعملية حسابية تجعلني أقتني ما أحتاجه، خاصة في ظل تواجد النوعية التي تكون باهظة الثمن في الأيام العادية.. في الماضي القريب كنت أتحول الى أوروبا لجلب الملابس، لكن أرى أن عملية التخفيضات في الجزائر أصبحت تنافسية بشكل كبير بالنسبة للملابس ذات الجودة العالية».
في حين أن أحد الزبائن الشباب الذين وجدناهم في أحد المراكز التجارية الكبرى بالعاصمة أوضح لنا: «أنتهز الفرصة في اليوم الأول وفي الساعات الأولى لانطلاق العملية لتجنب خيبة الأمل كون السلع المعروضة قد تنفذ في وقت وجيز ولا يمكننا الاختيار، لذا، فإنني أحرص على اختيار هذه التقنية لأكون في الموعد».
فالجزائري أصبح يعرف جيدا أن السلع التي تعرض في موسم التخفيضات لا تكون في معظم الأحيان بكثافة كبيرة، لا سيما بالنسبة للسلع التي تلقى «جاذبية كبيرة».
بحسب عديد التجار، فإن نسبة «الأعمال « في ارتفاع مطرد خلال اليومين الأولين للعملية وعطلة نهاية الأسبوع، أين تم استقبال زبائن من مختلف ولايات الوطن بفضل دور الاعلام الذي كان موفقا لتوضيح كل التفاصيل حول العملية التي يرتفع صداها في كل سنة.
الثقة .. نقطة مهمة في العملية
كما أن رب عائلة التقينا به حدثنا عن نقطة اضافية لرؤيته لهذه العملية قائلا: «فترة التخفيضات الحالية فرضت نفسها مقارنة مع «الموضة القديمة» التي كانت في رأيه خلال السنوات الماضية غير واضحة، أين لا يعرف الزبون نسبة التخفيض الذي طرأ على المنتوج أو يتم مساعدة الزبون بنسبة قليلة، لكن حاليا نسير في عملية مقننة ويقتني الزبون ما يحتاجه في محيط تسوده الثقة، كونه يعرف السعر الذي كان مرسوما على الملابس التي اقتناها قبل اجراء التخفيض، وهذا شيء أراه جد ايجابي ويكون في مقدمة الأشياء الحسنة التي تمثلها العملية».
لذلك، فإن الجزائري دخل في دائرة استهلاك جديدة سترتسم على تخطيطه في اقتناء الملابس من خلال عملية التخفيضات.