اتفاق مع الغرفة التونسية لإنجاز مدرسة للتكوين في السياحة الواحاتية
يراهن رئيس غرفة التجارة والنصاعة لولاية بسكرة على منتوج التّمور الجزائرية، ليكون قاطرة الصادرات خارج المحروقات خلال هذه السنة، منطلقا من النجاح الذي حقّقته تظاهرة بسكرة نهاية السنة الماضية.
وينطلق في رؤيته - تحسبا لتحديات سنة 2017 المتسمة بصعوبات مالية - من عناصر رصدها خلال صالون التمور الذي احتضنته عاصمة الزيبان من 17 إلى 20 ديسمبر الماضي، حيث حضر حوالي 500 رجل أعمال من مختلف جهات العالم من بينهم 150 من تونس لوحدها، فكانت الجزائر فعلا - على حّد تعبيره - قبلة لتجار العالم المهتمين بهذا المنتوج.
وسمح الموعد بإنجاز 10 اتفاقيات شراكة وتصدير للتّمور والفواكه والزيوت إلى جانب أنشطة التوظيب والتغليف بتأسيس ركائز تفتح المجال للعبور إلى السنة الجديدة بكثير من الثقة في قدرات الإنتاج الجزائري لينتزع حصصا مواتية في الأسواق الخارجية وتجاوز عوائق المنافسة من حيث الجودة والأسعار.
ويشير إلى عدد من المشاريع التي تعزز خيار بناء اقتصاد إنتاجي ومتنوع عن طريق الشراكة والتبادل من بينها مصنع جزائري ايطالي لإنتاج غذاء الأنعام بتحويل بقايا التمر، وإنتاج الفحم المنشط من نوى التمور مع متعامل من ايطاليا يوجه للاستعمال في مصافي تحلية المياه وهي مادة يتم استيرادها، كما أبرمت عقود لتصدير التمور إلى روسيا وموريتانيا.
واعتبر الحصيلة ايجابية خاصة من خلال سلسلة لقاءات نجحت الغرفة في تنظيمها بين رجال أعمال من السودان يرغبون في شراء تجهيزات لصناعة معجون التمر ينتج بالجزائر، كما اقترحوا مقايضة دقلة نور بالأغنام. كما أظهر رجال أعمال من مصر في لقاء حضره الملحق الاقتصادي لمصر بالجزائر رغبة في الاستثمار في الفلاحة ومن موريتانيا استيراد التمور والعجائن والمشروبات الغازية. وإلى جانب اتفاق مع الغرفة التونسية لانجاز مدرسة للتكوين في السياحة الواحاتية والرغبة في أن يتحرك متعاملو البلدين معا نحو إفريقيا، كان اليمن حاضرا بإبداء الرغبة في اقتناء التمور والمقايضة بالأسماك.
وكان لنشاط تكنولوجيات مكانا بارزا من خلال اهتمام متعاملين من ألمانيا وايطاليا فيما ينتظر أن يحضر وفد من رجال أعمال إيرانيين قريبا للتعرف عن كثب على فرص الاستثمار. وعلى المستوى الداخلي أشار خبزي إلى أن حوالي 30 ولاية حضرت التظاهرة بحيث حصل اتصال مباشر بين التجار ومنتجي التمر، مما يبعد الوسطاء والمضاربين لفائدة السوق والمستهلك من حيث الأسعار. ويرسم من خلال هذه المؤشرات ملامح التحديات التي تلوح في أفق السنة الجديدة مبرزات مدى التداعيات الايجابية لتواجد المسؤولين المعنيين في الميدان على غرار الأهمية التي أولاها وزير الفلاحة لهذا الموعد وكذا والي ولاية بسكرة الذي كان بمثابة رجل اقتصاد بحرصه على توفير كافة شروط النجاح الذي زاد منه تجاوب سكان مدينة بسكرة وضواحيها مع المناسبة بتنظيف المحيط وإيواء الضيوف بعد امتلاء غرف الفنادق التي حقّقت مداخيل غير مسبوقة.
وبالفعل يضيف رئيس الغرفة «كلما تظافرت الجهود تحقّقت النتائج للمصلحة المشتركة حيث تحول الصالون إلى موعد عالمي ومادة التمور إلى أحد موازين ثقل الاقتصاد الجزائري»، شريطة تعزيز التعاون والتنسيق من أجل ربح معركة التصدير وذلك بتجاوز ذهنيات سلبية مثل خلافات بين إدارتي الفلاحة والتجارة. غير أنه أكد أن الفلاح هو الحلقة الضعيفة ومن ثمة ينبغي السهر على تنمية علاقات تعاون شفافة تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني الذي تسقط أمامه الاعتبارات القطاعية. وتأسف لوجود ظاهرة انقسام المصدرين بين الفلاحة والتجارة مما يفرز مشاكل جانبية تعيق التكفل بالمسائل الجوهرية.