رغم القفزة النوعية التي حققها القطاع السياحي بولاية سكيكدة، يبقى الاستثمار في هذا القطاع يحتاج إلى تسهيل الإجراءات الإدارية والمرافقة المالية على اعتبار أن هذه الولاية ذات الوجهة السياحية المغرية، في إطار الاستثمار السياحي الخاص، استفادت من 11 مشروعا فندقيا يوجد في طور الإنجاز بسعة إجمالية تقدر بـ2848 سريرا وبتكلفة مالية إجمالية قدرها 12.5 مليار دج، أما الاستثمار العمومي، وحسب عبد الحق ديجي مديرية السياحة والصناعة التقليدية للولاية، فيتمثل في 09 عمليات رصد لها غلاف مالي إجمالي يناهز 208 ملايير دينار.
والجدير بالاشارة، فإن قطاع التكوين المهني والتمهين في ولاية سكيكدة بدوره تعزّز بمشروع لانجاز معهد وطني متخصص في السياحة بهدف تكوين الشباب في الاستقبال والسياحة والفندقة، وذكر مدير القطاع بالولاية بهذا الخصوص فيصل مغزي، أن هذا المشروع سيدعم قطاعي السياحة والصناعات التقليدية بالولاية، واختيرت له أرضية ببلدية فلفلة «شرق مدينة سكيكدة» من أجل تكوين الشباب ومواكبة احتياجات السوق المحلية والوطنية في المجال السياحي.
علما أن قطاع السياحة بولاية سكيكدة تعزّز مؤخرا بالعديد من الهياكل الفندقية التي ستساهم في رفع طاقة الاستقبال ومن ثم ترقية السياحة، من بينها فندق روايال توليب ذو 05 نجوم الذي يقع بشاطئ العربي بن مهيدي تابع لمجمع قوس قزح لأحد المستثمرين الخواص، ويتربع المشروع على مساحة إجمالية تقدر بـ 20 ألف متر مربع وبه 242 غرفة، إضافة إلى 05 أجنحة، منها جناح رئاسي موزعة على 14 طابقا، كما يحتوي على عدة مطاعم وغرف لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى حمامين للسباحة وقاعة للاسترخاء والتدليك وقاعة للمحاضرات جد متطورة.
قرية سياحية والرهان على الشراكة مع الإسبان
أما بالنسبة لتكلفة المشروع فبلغت حسب مالكه 8 ملايير دينار ولديه بالموازاة مع ذلك مشروع آخر يتعلق بـ «فندق روسيكادا» ذي 03 نجوم الذي يضم 178 غرفة بمرتفعات بني مالك بسكيكدة، وتعرف الأشغال به تقدما كبيرا، أما المشروع الثاني، وهو من بين أضخم المشاريع السياحية بسكيكدة، فيتمثل في فندق سياحي تابع لشركة «رانية لاند» لأحد المستثمرين الخواص والذي من المتوقع أن يكون جاهزا مع نهاية السنة الجارية، ويقع كذلك وسط المدينة، حيث تقدر تكلفة إنجازه بـ 212 مليار سنتيم ويتربع على مساحة أرضية تتجاوز الـ 3500 متر مربع، حيث تجري أشغال إنجازه بالشراكة مع سلسلة «بارصيلو» الإسبانية في إطار الشراكة الجزائرية الإسبانية.
أما المشروع الثالث فيتمثل في إنجاز قرية سياحية بالمنطقة السياحية، العربي بن مهيدي على مساحة تقدر بـ 130 مترا مربعا، تقوم بإنجازه الشركة الجزائرية - السعودية للاستثمار بتكلفة مالية إجمالية تقدر بـ 07.2 ملايير دج، حيث إن 70 بالمائة من المشروع تمويل بنكي و30 منه تمويل المساهمين، من بينهم شركة منشآت «أكوي» الفندقية الجزائرية، يضم سكنات فندقية تتسع لأكثر من 1800 سرير، إضافة إلى 252 شقة وفيلات وفنادق سياحية تضم 114 غرفة ومسرح يتسع لـ 1500 مقعد ومنتزه الألعاب المائية يتسع لـ 1000 شخص ومركز للمؤتمرات يتسع لـ320 سريرا وقاعة ألعاب وقاعة سينما ومسابح وقاعات للصلاة ومطاعم وفندق صحي وغيرها من المرافق السياحية.
وأبدى وزير السياحة في آخر زيارته الى سكيكدة، إعجابه للقفزة التي حقّقها القطاع السياحي في الولاية سكيكدة التي تزخر بمقومات سياحية هامة، فضلا عن حوالي 34 مشروعا استثماريا في مجال الفندقة والمجمعات السياحية من المنتظر أن توفر أزيد من 5 آلاف سرير جديد، يضاف إليها 2000 سرير قيد الخدمة بمجموع 7 آلاف سرير، غير أن هذه الأرقام حسب الوزير غير كافية لولاية ساحلية جذابة غنية بالأثار والمواقع التاريخية وبشريط ساحلي يمتد على 140 كلم، ولهذا أعطى توجيهات للعناية اللازمة للمستثمرين من حيث تسهيل الإجراءات الإدارية والمرافقة المالية للوصول إلى تحقيق 10 إلى 15 ألف سرير على المدى المتوسط.
استفادت 9 مناطق للتوسع السياحي بولاية سكيكدة، تتربّع على مساحة إجمالية تقدَّر بـ 2082 هكتار من بينها 570 هكتار قابلة للتهيئة، من مشاريع لإنجاز دراسات للتوسع السياحي وبناء الهياكل، تجسيدا للإجراءات المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي رقم 07 - 86 المؤرخ في 11 /03/ 2007، المحدد لمجموع القواعد العامة والخاصة بتهيئة واستعمال مناطق التوسع السياحي والمواصفات الخاصة بالتعمير والبناء، وكذا الإجراءات المطبّقة فيما يخص استعمال وحماية الأملاك والعقارات المبنية حسب الطابع السياحي للموقع.
تحفيز النوعية وامتصاص العجز
وحسب تقرير لمديرية السياحة للولاية، فإن الدراسة الجاري إعدادها، تهدف إلى تثمين وتنمية القدرات السياحية والطبيعية والثقافية لهذه المناطق الساحرة غير المستغلة، وتثمين القدرات السياحية العتبرة للولاية، كما ستمكّن هذه الدراسات الجاري إنجازها على مستوى الولاية، من إعداد برامج للاستثمار السياحي العقلاني، لتحفيز الاستثمار النوعي، والعمل على التكفل الناجع بالعجز الذي تواجهه الولاية حاليا فيما يخص طاقات الإيواء، ناهيك عن السعي لفك العزلة، وخلق حركة اقتصادية على مستوى بعض البلديات الساحلية المعزولة عن طريق تهيئة مناطق التوسع السياحي.
تشير المعطيات إلى أنه من أصل 9 مناطق للتوسع السياحي بولاية سكيكدة، هناك منطقة واحدة انتهت بها الدراسة، و3 مناطق أخرى في مرحلة إعداد ملف تنفيذ مختلف الشبكات، و4 مناطق توجد في مرحلة التشخيص وإعداد متغيرات التهيئة، ومنطقة أخرى في طور الانطلاق.
واستفادت الولاية من جهة أخرى، من منطقتين للتوسع السياحي، تتربعان على مساحة إجمالية تقدَّر بـ 918 هكتار، تقع الأولى بمنطقة بني سعيد، والثانية بحمام الصالحين، وبإمكان المنطقتين دخول حيّز الاستغلال مباشرة بعد صدور مشروع المرسوم التنفيذي، المتضمن تحديد وتصريح وتصنيف المنطقتين قيد الإعداد، وبإمكانهما توفير أسرّة إضافية للمساهمة في ترقية السياحة بالولاية، وتسعى ولاية سكيكدة من خلال المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، إلى تدارك النقص المسجل، من خلال رفع طاقة استيعاب الحظيرة الفندقية للولاية في حدود آفاق 2020، إلى 14748 سرير.
وحسب مديرية السياحة للولاية قال ممثلها ديجي عبد الحق أن طاقة استيعاب الحظيرة الفندقية الحالية تقدَّر بـ 2098 سرير، إضافة إلى عدد الأسرّة المنتظر استحداثها من خلال مشاريع الاستثمار الفندقي، التي توجد في طور الإنجاز، والمقدَّرة بــ 3562 سرير، زيادة على المشاريع التي تحصلت على موافقة لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمارات وضبط العقار، التي من شأنها استحداث 2130 سرير، بمجموع 7790 سرير.
وعلى هذا الأساس وجه الوالي خلال زيارته الأخيرة للمنطقة الغربية من الولاية، جملة من التعليمات تتضمن تشجيع الاستثمار السياحي وفتح المجال أمام المستثمرين، لإنشاء مرافق لاستقبال الوافدين مؤكدا أن الفندقة والقرى السياحية ستكون أهم الأعمال الاستثمارية التي تمكّن من استغلال الشواطئ للمساهمة في رفع الاقتصاد الوطني، كما أمر الوالي بتنظيم أيام دراسية حول السياحة وتحديد مناطق تابعة للدولة من أجل إقامة المشاريع في اقرب الآجال.