تبقى مسألة توفير الظروف المواتية للمواطن الجزائري لقضاء عطلته الصيفية خاصة حديث العام والخاص مع اقتراب هذه الفترة، أين تسعى العائلات إلى الاستفادة من موقع وإمكانيات تسمح لها بالاسترخاء والاستمتاع بقسط من الراحة بعد أشهر عديدة من الجهد سواء في العمل أو الدراسة..
لكن الأمور تصبح صعبة مع اقتراب الموعد من خلال العقبات التي يجدها “السائح المحلي” بالنظر لواقع المرافق المتوفرة عندنا التي تفتقد أغلبها للخدمات التي يحتاجها “الزبون” الذي عليه تجاوز العديد من العقبات للوصول إلى مبتغاه.
أولى هذه العقبات هي غياب المعلومات الضرورية عن الموقع أو الفندق الذي يريد التنقل إليه بسبب ضعف عملية الاتصال وعدم استخدام التكنولوجيات الحديثة لتقديم كل المعلومات للسياح الذين بإمكانهم معرفة الخدمات المقدمة والأسعار، إلى جانب كل المحيط الذي يتواجد فيه الفندق من مرافق ووسائل النقل التي من الممكن أن تكون مقياسا أساسيا بالنسبة للسائح في عطلته التي لا تقتصر على المبيت في الفندق.
فالاتصال له دور في التعريف بالخدمات المقدمة طوال السنة، وليس في الصيف فقط عندما نعرف أن الفنادق تعمل بشكل جيد في البلدان المتطورة في المجال السياحي حتى في الفصل الذي لا يكون فيه الضغط من خلال التركيز على الحملات الترويجية في مواقعها الخاصة عبر الانترنات بتقديم تخفيضات وخدمات مميّزة التي تجلب السواح بكثرة ولا تعتمد على عمل موسمي واحد في السنة.
وهنا استوقفتني “حادثة” في هذا المجال قبل سنوات قصدت أحد الفنادق في الساحل الجزائري في فصل الصيف لقضاء عطلة مع العائلة واندهشت للأسعار المنشورة في قاعة الاستقبال، ولما سألت المعني عن سبب السعر المرتفع الذي لا يشجع على توافد السائح المحلي .. فكان الرد “أنه الفصل الذي نعمل فيه بصفة حقيقية، وهي فرصة لكسب أرباح واستمرار هذا المرفق والفندق مملوء عن آخره في هذه الفترة، نعلم ذلك بالرغم من هذه الأسعار”.
بالفعل، فإن الفندق “يعمل” بوتيرة جيدة في فترة الصيف بالرغم من الأسعار المرتفعة والخدمات التي لا تتطابق مع السعر الذي يدفعه الزبون، لكن المشكل هو قضية “العرض والطلب” هي التي تفرض ذلك كون نقص المرافق وبالتالي الأماكن هو الذي يدفع الزبون التردد على هذه الفنادق بالرغم من عدم توفرها على كل المقاييس التي يريدها الزبون إلا أن ذلك لا يمكن أن يحرمه من قضاء فترة الراحة والاستمتاع بالبحر والشمس مع العائلة.
وبالتالي، فإن “السائح المحلي” شغوف بقضاء عطلته الصيفية في الجزائر إذا وفرت له أدنى الشروط التي تمكّنه من الراحة .. لذلك، فمن الضروري التفكير باعتماد الفنادق لخدمات متوسطة ومقبولة مع السهر على توفير الجو الملائم من نظافة واستقبال وخدمات مميّزة لجلب هذا الزبون الذي بالفعل بدأ يجد ضالته نوعا ما من حيث توفر بعض المعلومات عن الفنادق والمناطق السياحية في السنوات الأخيرة من خلال المعرض الذي يقام في كل سنة والذي فتح بعض الأبواب لتشجيع السياحة المحلية التي بإمكانها أن تمتص الملايين من الطلبات باقتراح خدمات نوعية وتخفيضات، لا سيما بالنسبة للعائلات التي أصبحت تنتظر الفترة الصيفية لتغيير الجو والابتعاد عن “روتين” سنة كاملة من العمل والجهد ..