تأخذ التنمية الملحية مسارا جديدا في ضوء التغييرات التي تمت على مستوى الجماعات المحلية بما في ذلك استحداث ولايات منتدبة وتتم وفقا لذلك ضمن مقاربة واقعية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية تندرج في سياق بناء اقتصاد متنوع يقوم على المبادرة المحلية بإشراك كافة الفاعلين حول مشاريع ذات جدوى. وفي هذا الإطار دعا والي ولاية تيزي وزو إبراهيم مراد المنتخبين المحليين لإعداد قوائم تضم أهم العمليات التنموية التي هم بحاجة إليها وجعلها علنية.
ولم ينتظر المسؤول الجديد طويلا ليشرع في منذ توليه المهام في 30 جويلية ليطلق معالم ورقة طريق تقود إلى بلوغ أهداف التنمية المحلية المتوازنة والمنسجمة بإقحام المنتخبين والمجتمع المدني ممثلا في لجان الأحياء وذلك على هامش مشاركته في عيد السباكة الذي أعطيت إشارة انطلاقه الخميس الماضي بقرية إحيتوسن (بلدية بوزقن الواقعة على بعد 70 كلم أقصى جنوب شرق ولاية تيزي وزو) حيث دعا إلى “إحصاء و بصورة شاملة كافة الاحتياجات المستعجلة في مجال التنمية المحلية بإشراك لجان القرى” قائلا “أطلب من المنتخبين إشراك لجان الأحياء لتحديد سويا أولويات العمليات التنموية و إعلام المواطنين بها”.
وطالب المجالس البلدية المنتخبة بالمناسبة مناقشة هذه المسألة ونشر قوائم العمليات التنموية المستعجلة لفائدة المواطنين قصد إعلامهم بها، مشيرا الى أنه على الإدارة دراسة كيفية تمويل هذه المشاريع (مساعدات دولة ميزانيات البلديات...) ذات الأولوية و التي ستسمح للمواطنين بتحسين إطارهم المعيشي.
وأوضح أن الهدف من هذه العملية هو “تسجيل أكبر عدد من العمليات التي يعد المواطنون بحاجة إليها”، موضحا بالقول أن التنمية المحلية تتم بصورة منظمة و عادلة بغية رفع مستوى مختلف بلديات الولاية، خاصة فيما يتعلق بالطرق و التزويد بالمياه الصالحة للشرب و الطاقة وتحسين المحيط. ويخص الأمر وضع برنامج للتنمية و إعادة التأهيل يسمح بتقاسم عادل للثروات و تجنب الاختلالات بين المناطق.
وبعد أن صرح بأنه لا طالما كان يحلم العمل بولاية تتوفر على منظومة اجتماعية كولاية تيزي وزو المشكلة من لجان قرى ناشطة ومجتمع مدني جد ديناميكي، ذكرالمسؤول التنفيذي أن الأولوية ستمنح للتنمية المحلية و الريفية من خلال عمليات فك العزلة وتحسين المحيط و تموين بالمياه الشروب و الربط بالغاز و الكهرباء و الألياف البصرية.
وتتطلع هذه الولاية كعينة محلية الى انعاش برامج زمشاريع من شانها ان تحسن من مؤشرات التنمية ومن بينها انجاز محور طريق سيار ساحلي يعزز من دور الفلاحة بالمنطقة الى جانب الرفع من وتيرة تنظيف غابة ايعكورن وفقا لقواعد حماية البيئة وتثمينه في الاطار السياحي الداخلي في 2016 تحقق المرتبة الأولى في الربط بالغاز الطبيعي الذي بلغ حاليا 60 بالمائة. وللعلم تكتنز المنطقة موارد سياحية ثمينة تتطلب المرافقة حتى تساهم في الجهد التنموي المحلي بما في ذلك الصناعة التقليدية بمختلف أنواعها التي تعتمد على مواد أولية محلية وتجسد جانب القيمة المضافة التي يعكسها جهد العنصر البشري بما يتوفر عليه من قدرة على الابتكار والإبداع.
وضمن هذا التوجه الجديد لم يعد القائمون على الجماعات المحلية مجرد أصحاب وظيفة تقليدية إنما تحولوا- وللظرف تأثيره بلا شك- إلى فاعلين في مجال الاستثمار خارج الموارد المالية التقليدية بتنشيط الاستثمار ومرافقة المبادرة الإنتاجية في مختلف الميادين التي تتميز بها كل منطقة من خلال الحرص على تذليل العقبات وتبسيط الإجراءات.