أهدت للجزائر أول ميدالية ذهبية أولمبية ووضعت بصمة بارزة لمسيرتها الرياضية التي كانت ناجحة لأبعد درجة، إنها العداءة حسيبة بوالمرقة التي تعدّ من بين أحسن الرياضيات في ألعاب القوى العالمية، لا سيما في السباقات نصف الطويلة (800م و 1500م).
وقد جمعت بوالمرقة العديد من الألقاب الدولية، كونها تعمل بجد وبعزيمة كبيرة التي تعطيها الإضافة إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها حيث تدخل السباقات بتركيز كبير، مما يجعلها توظف كل قدراتها في السباق.
وبلغت أكبر الألقاب في برشلونة خلال الألعاب الأولمبية 1992، حين تغلبت على منافساتها في سباق الـ 1500م الذي يبقى تاريخيا وتابعه الجمهور الجزائري بكل فخر واعتزاز بالعداءة التي كانت في الموعد وصعدت إلى أعلى منصة التتويج.
وبوالمرقة من مواليد 10 جويلية 1968 بقسنطينة، شدت إليها ألأنظار بشكل مركز في البطولة الافريقية لألعاب القوى التي احتضنتها مدينة عنابة، حيث تمكّنت من نيل ميداليتين ذهبيتين في سباقي الـ 800 و1500 م.. وأعادت الكرّة في العام الموالي بلاغوس (نيجيريا) بالتفوق في المسافتين وتؤكد طموحاتها الكبيرة .. حيث واصلت المجهودات في التدريبات والمشاركات الدولية، حيث نالت ميداليتين ذهبيتين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1991 بأثينا (800 و 1500م).. وكانت هذه السنة جد ناجحة لبطلتنا التي كسبت اللقب العالمي في طوكيو خلال بطولة العالم.. وكانت بحقّ إلى جانب نور الدين مرسلي في تلك الفترة قاطرة ألعاب القوى الجزائرية.
إلى أن وصلت في الألعاب الأولمبية ببرشلونة 1992 إلى أوجّ عطائها عندما توّجت باللقب الأولمبي في مسافة الـ1500م بعد أداء مميّز وعزيمة كبيرة وتوقيت تاريخي بـ 3د :55ث : 30ج.. والكل يتذكر تلك الصور التي صنعتها بوالمرقة آنذاك عند تجاوزها خطّ الوصول في المركز الأول. وبعد ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بلانغدوك روسيون بفرنسا عام 1993 في سباق الـ800 م، نالت بوالمرقة المركز الأول في كأس العالم للأمم عام 1994 في لندن.. لتعود إلى القمة في الدورات العالمية حين توّجت للمرة الثانية باللقب العالمي عام 1995 في غوتبورغ بالسويد.
وتحوز البطلة الأولمبية والعالمية العديد من الألقاب العربية والمغاربية منذ سنة 1981 حين نالت أول لقب عربي بالجزائر في سباق الـ800م.. كما توّجت بالميدالية الذهبية في الألعاب العربية باللاذقية في سباق الـ1500م.
ويمكن القول، إن بوالمرقة تعدّ بمثابة قدوة حقيقية للعديد من الرياضيات اللائي يردن السير على خطى هذه البطلة التي مازالت تقدم الكثير للرياضة الجزائرية، حيث أن حلم الكثير من العداءات العمل بكثافة لمحاولة الوصول إلى المستوى الذي بلغته بوالمرقة في مشوارها الرياضي.
وللإشارة، فإنه تمّ تعيين بوالمرقة رئيسة الوفد الرياضي الجزائري الذي سيشارك في الألعاب المتوسطية بتاراغونا الاسبانية في الصيف القادم.. وتقوم بعمل كبير من أجل وضع كل الترتيبات الضرورية من أجل راحة كل أعضاء الوفد الجزائري من خلال تجربتها الكبيرة كرياضية وحنكتها في التسيير.