قال المشاركون في ندوة “صحة الجزائريين آفاق 2030 “ المصاحبة لحفل إطلاق منظومة “اليقظة الصحية “ لمبادرة “صناعة الغد “، بأن الخارطة الصحية للجزائريين آفاق العام 2030 إلى 2050 تحمل إشارات جديدة يجب الانتباه إليها في سياق تطوير المنظومة بالجزائر أولها الزيادة الديموغرافية السريعة وعودة الأمراض ذات العلاقة بالتغذية والوراثة والعمل وعلى رأسها مرض السرطان.
وفي عرضه عن فرص تطبيق اليقظة الاستراتيجية والاستشراف على قطاع الصحة في الجزائر تناول كاتب الدولة الأسبق بشير مصيطفى مفهوم التخطيط الاستراتيجي الصحي الذي يعد أفضل وسيلة لتجنب مخاطر المستقبل فيما له علاقة بصحة الجزائريين آفاق 2030 و2050.
واستدل مصيطفى عن إشارات المستقبل في مجال الصحة بتطور الأمراض المرتبطة بالتغذية وعودة الأمراض القديمة من جديد والأمراض ذات العلاقة بالتحول البيئي ومنها أمراض السرطان التي قد تشكل آفاق 2030 المرض رقم واحد في الجزائر بزيادة سنوية تلامس 23 ألف حالة، وهو ما يرشح مرض السرطان في الجزائر على قيد الحياة إلى نصف مليون حالة ما يعني 1.5 بالمائة من عدد السكان مع العلم أن كلفة علاج مريض واحد بالسرطان يصل إلى 6 مليون دينار.
وقدمت الأمينة العامة لنقابة الأطباء الجزائريين الدكتورة سعاد براهيمي رؤية ميدانية عن أهم التحديات المستقبلية أمام قطاع الصحة والسكان في الجزائر وعلى رأسها تزويد الأطباء والممارسين بأدوات اليقظة الإستراتيجية حسب مجالات تدخل الوظيفة العلاجية ومتابعة المرضى بعد بواسطة آلية الوقاية.
كما عرضت الأخصائية حبيبة عويداد التطورات المتوقعة في مجال طب العمل والجوانب القانونية التي يجب تطويرها للتكفل بشريحة العمال المعرضين لحوادث العمل وعددهم يبلغ حاليا 4 مليون عامل مشيرة الى توسع رقعة الأمراض المزمنة ذات العلاقة بمحيط العمل بالجزائر ما زاد من كلفة التكفل على كاهل الموازنة العامة للدولة.
ومن جهتها أثارت المسيرة الاستشفائية قرومي نبيلة إشكالية الإدارة في القطاع الصحي وإشارات الوضع الحالي في تسيير الهياكل الاستشفائية وتكوين الموارد البشرية وهو وضع يتسم ببعض الخلل الذي قد يتفاقم في المستقبل إذا لم تسارع السلطات الصحية إلى تطوير المنظومتين القانونية والمالية للقطاع.
ق.و