واجب العسكريين ومختلف الأسلاك الأمنية حيال الاستحقاق الوطني واجب مزدوج
في إطار الزيارات الميدانية الدورية إلى مختلف النواحي العسكرية، وتكثيفا لجهود التواصل الدائم والمستمر مع الأفراد، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، يومي 19 و20 نوفمبر 2017 على التوالي، بزيارة عمل وتفتيش إلى الفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة، ومقر قيادة الناحية العسكرية الأولى بالبليدة.
الزيارة أُستهلت في يومها الأول بتفقد وتفتيش الفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة، حيث وبعد مراسم الاستقبال، ورفقة اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، التقى الفريق بإطارات وأفراد الفرقة، أين ألقى كلمة توجيهية بُثت إلى جميع وحدات الناحية، عبر تقنية التحاضر عن بعد، جدد فيها التذكير بالجهود التطويرية والتحديثية الكبرى التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي من أجل الرفع من قدراته، منوها بالأعمال الجليلة التي يقوم بها رفقة مختلف الأسلاك الأمنية حتى ينعم وطننا وشعبنا بنعمة الأمن والاستقرار:
النتائج الميدانية المحققة في مجال مكافحة الإرهاب مكاسب مهمة
«وفي هذا الصدد بالذات، فليعلم الجميع أن الجزائر المعتصمة دائما بحبل الله، والسائرة على هدى قيم ثورتها المجيدة، الساعية دوما نحو المزيد من توفير أسباب قوتها وعوامل منعتها، يحق لها ولشعبها الاعتزاز بما بلغه اليوم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني من قوة وتطور. الذي استطاع، وهو يدرك حجم مسؤوليته وحيوية مهامه، أن يمضي على هذا الدرب ويحقق على أرض الواقع، بالفعل وليس بالقول، مكاسب عديدة وهامة، هذا الجيش المبدئي والأصيل الذي ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه، سواء في الجانب التطويري والتحديثي المتعدد الأوجه، أو من ناحية النتائج الميدانية المحققة في مجال مكافحة الإرهاب، لولا تمسكه الشديد بإتباع نهج وخطى أسلافه الميامين وتمسكه بقيمهم ومبادئهم، ولولا حسن استقرائه العقلاني والرصين لخلفيات التحديات الكثيرة الراهنة، ولولا استشعاره الصائب والسليم لأبعاد وأهداف الرهانات المستقبلية، التي سيعمل، بحول الله وقوته، وفق رؤية وتوجيهات ودعم فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على مواجهتها والوقوف لها بالمرصاد وإفشال مساعيها، وتلكم مسؤولية تحتاج فعلا إلى تضافر جهود كافة الأوفياء من أبناء الجزائر».
تمكين الشعب الجزائري من أداء الواجب الوطني ومشاركة الأفراد العسكريين كغيرهم
الفريق ذكّر للمرة الثانية بالإجراءات المتخذة لتأمين الانتخابات المحلية البلدية والولائية، سواء تعلق الأمر بمشاركة الأفراد العسكريين في هذه الانتخابات كغيرهم من المواطنين، أو بخصوص التدابير الأمنية الكفيلة بتمكين الشعب الجزائري من أداء هذا الواجب الوطني في جو من الطمأنينة والأمان «الجزائر التي تستعد، كما تعلمون جميعا، لخوض غمار محطة أخرى من استحقاقاتها الوطنية الهامة والمتمثلة في انتخابات المجالس البلدية والولائية لـ23 من نوفمبر الجاري 2017، وفي هذا الإطار، وكما أشرت إلى ذلك قبل أيام قليلة بمناسبة زيارتي إلى الناحية العسكرية الثانية، فإنني أود التذكير، بل التأكيد، مرة أخرى، على أن واجب الأفراد العسكريين ومختلف الأسلاك الأمنية حيال هذا الاستحقاق الوطني الهام، هو واجب مزدوج، يتعلق الشق الأول منه بالمشاركة في التصويت، بمعية إخوانهم المواطنين، توافقا مع الإجراءات المعمول بها وتماشيا مع ما تفرضه على الأفراد العسكريين موجبات المواطنة، انطلاقا من أن المواطن الصالح والواعي والمخلص والصادق، هو من يسأل نفسه دوما، ماذا قدم للوطن؟ قبل أن يسأل ماذا قدم له الوطن. أما الشق الثاني فيتمثل في السهر عبر جميع مراحل العملية الانتخابية، على ضمان أجواء آمنة، ومحيط مستقر وتوفير كافة الظروف المناسبة التي تكفل لإخواننا المواطنين القيام بواجبهم الوطني بكل حرية وطمأنينة وراحة بال.
التقيد الصارم بما جاء في التعليمة المتعلقة بالاستحقاق الوطني
ومن أجل ذلك، وأعيد ذلك مرة أخرى أمامكم اليوم بهذه المناسبة الكريمة، فإنني أدعو الجميع، إلى التقيد الصارم بما جاء في التعليمة الخاصة المتعلقة بهذا الاستحقاق الوطني الهام التي أصدرتها بتاريخ 05 أكتوبر2017».
الفريق نوه من جديد بما ورد في رسالة فخامة رئيس الجمهورية الموجهة للأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، والتي حيّا فيها أفراد الجيش الوطني الشعبي على الجهود التي يبذلونها في سبيل حماية البلاد من كل الأخطار: «ويسعدني التأكيد هنا مرة أخرى، بأن الجيش الوطني ألشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي يمنح لحسن أداء مهامه أهمية قصوى، قد وجد كل عوامل التحفيز والتشجيع في مضمون التحية الخاصة التي وجهها له فخامة رئيس ألجمهورية التي تضمنتها الرسالة التي وجهها إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لإحياء ثورة أول نوفمبر الخالدة، والتي أكد فيها على أن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني الذي يتوجه إليه بالتحية باسم جميع أبناء الأمة، يتولى بكل حزم مهمته الدستورية في حماية حدود البلاد من خطر الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للأوطان، فلا بد من الإبقاء على هذه المؤسسة الجمهورية في منآى عن المزايدات والطموحات السياسوية».
الجاهزية وجودة الأداء العملياتي المتكيف مع طبيعة المهام المسندة
إثر ذلك، وفي نقل مباشر من ميدان الرمي والمناورات، تابع السيد الفريق تمرينا بيانيا بالرمايات الحقيقية نفذته وحدة من وحدات الفرقة، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2017-2018، وهو التمرين الذي يهدف إلى إكتساب الخبرة الكافية في مجال التخطيط والسيطرة على الوحدات وإدارة المعركة في جو قريب من الواقع، فضلا عن إظهار النموذج الناجح لاختبار الجاهزية القتالية لوحدات الفرقة، وتقييم مؤهلات القيادات والأركانات.
الفريق وبعد أن هنّأ الأفراد المشاركين في هذا التمرين، أسدى جملة من التوجيهات والتوصيات تتعلق بضرورة مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق التطور المرغوب والجاهزية العملياتية المطلوبة وجودة الأداء العملياتي المتكيف مع طبيعة المهام المسندة، ليستمع بعدها إلى عرض شامل قدمه قائد الفرقة حول هذه الوحدة الكبرى ضمن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي.