رئيس جمعية العلماء المسلمين لـ (الشعب):

ضرورة تفهم احتجاجات سكان الجنوب بإنصافهم في التنمية

حاوره :حكيم بوغرارة

كشف عبد  الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في هذا الحوار لـ «الشعب» عن ضرورة التحلي بروح المواطنة والوطنية للحفاظ على إستقرار الجزائر وأمنها والوعي بما يحاك ضدها من مؤامرات، وهذا دون إغفال الواقع الاجتماعي الصعب لسكان الجنوب الذين يستحقون تكفلا أحسن وهي الرسالة التي يجب أن يفهمها المسؤولون.

وعن دور الجمعية والحركة الجمعوية في التحسيس بالتحديات وأهمية الإعلام في نقل رسائل التهدئة والتوعية وما يحدث في مالي أمور سنكتشفها في هذا الحديث.
@ «الشعب» تعرف بعض ولايات الجنوب احتجاجات وانشغالات تنادي بضرورة تحسين التكفل الاجتماعي والتوزيع العادل للثروة، كيف تعاملت جمعية العلماء المسلمين مع هذه التطورات؟
@@ عبد الرزاق قسموم: إننا نتفهم ما يحدث في ولايات الجنوب من احتجاجات واعتصامات لكننا نشدد على الشباب أن يكون مسالما وحضريا في الاحتجاجات وتفويت كل فرصة على من يرغب في الفتنة وإثارة الشغب ويهدد وحدة البلد.
كما نطالب من المسؤولين أن يتفهموا الواقع المزري لشبابنا وخاصة بالمناطق الجنوبية التي بها كل خيرات الجزائر ويذكرني هنا المثل «كالبيد في البيداء يقتلها الضمأ والماء فوق ظهرها محمول».
ويبقى إقصاء أي منطقة من التنمية والتمتع بالخيرات أمرا مرفوضا وواقعا يجب تصحيحه.
ونحن كجمعية نقوم بالعديد من الأدوار للتهدئة ولكننا لا نرغب في الدعاية لأنفسنا على حساب دورنا فقد قمنا في إحدى الولايات الجنوبية بحل نزاع بين مجموعتين لكن هناك دائما من يفسد محاولات الصلح في البلاد وعلى الإعلام أن يكون أكثر إيجابية من خلال الترويج للتسامح والاعمال الخيرية لنشر ثقافة الصلح  .
وبالمناسبة ستشارك جمعية العلماء المسلمين في ملتقى حول الشباب الجزائري والتحديات بالمغير بولاية الوادي سنعمل من خلاله على التوعية والتحسيس في إطار برنامجنا الساعي لهذا الأمر .
@ كيف يمكن للإعلام والحركة الجمعوية أن يقوموا بأدوار إيجابية للحفاظ على مكاسب الأمة واستقرار البلاد في ظل التحولات الخطيرة التي يعرفها العالم؟
@@ إن للإعلام دور كبير في التعريف بالقضايا ونقل الآراء ولكن يجب أن يكون أكثر تفتحا على الملفات التي تخدم الوطن وتدافع عن حمايته وتحصين سيادته واستقراراه ،وتوضيح مواقف وتاريخ الجزائر الذي يبقى مجهولا لدى عديد شعوب العالم لقد كنت قبل يومين في الهند وقدمت محاضرة حول أعلام الجزائر ، واندهش الهنود لتاريخ وحضارة الجزائر وألقوا باللوم علينا لعدم العمل على التعريف بتراث وأعلام الجزائر.
ونفس الأمر وقفت عليه في أندونيسيا فنحن الجزائريون لا نعرف التعريف بأنفسنا وبقينا مجهولين وبالتالي لا نؤثر في مجريات الأحداث وقد قدمت مقترحات في الكثير من القضايا دون أن تؤخذ بعين الاعتبار.
@ لقد تراجع دور الدعوة الإسلامية في مختلف مناطق إفريقيا وأصبحنا نفقد الكثير من المناطق التي كانت موالية إلينا على غرار مالي، وبالمقابل يعرف الغرب توغلات كبيرة ستنعكس علينا سلبا مستقبلا؟
@@ لقد حذرت من هذا الأمر كثيرا خاصة في مالي، ومنذ انطلاق الأزمة حاولنا مسايرة الأوضاع من خلال تقديم حلول ولكن لأسف لم نجد أذانا صاغية.
ومن هذه المقترحات إرسال مساعدات مالية لفئة الطفولة والعمل على تأمين بعثات دينية خاصة في المناسبات لتقوية الروابط معهم والتضامن معهم الأمر الذي يجعلهم لا يتخلون في علاقاتهم معنا لكن تدخل الغرب بهذه الطريقة وباستعمال العنف سيجعل الأمور تنقلب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024