طالبت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية عائشة تقابو، خلال زيارة العمل والتفقد التي قادتها إلى ولاية تمنراست، بضرورة تطوير منتجات الصناعة التقليدية، انطلاقا من الموارد المحلية لكل منطقة وما تتوافر عليه من موارد طبيعية، حيث أكدت عند إشرافها على انطلاق فعاليات اليوم الدراسي، الذي احتضنته دار الصناعة التقليدية بعاصمة الأهقار، الذي يتناول موضوع «تطوير الصناعة التقليدية باستغلال الموارد المحلية»، على الاستغلال الأمثل والأحسن للموارد، كون الجزائر تتوافر على موارد طبيعية هائلة، مما يعطي دفعا كبيرا للقطاع وإخراجه من الفلكلور.
في هذا السياق، ولدى زيارتها مركز الصناعة التقليدية، حيث أشرفت على إطلاق دورة تكوينية في مادة الطين، شددت على ضرورة تكوين الشباب في هذا المجال، خاصة المناطق المتوفرة على أحسن أنواع الطين، كعين قزام الحدودية، ومرافقتهم للاستفادة من آليات دعم تشغيل الشباب وبالضرورة استحداث مناصب عمل وتطوير هذا الموروث، حيث وقفت على توقيع اتفاقية بين قطاع التشغيل ودار الصناعة التقليدية بعاصمة الأهقار، من أجل التكفل بهم من جانب التأمين، مع استفادتهم من منحة شهرية بقيمة 6 آلاف دينار لمدة عام، واتفاقية بين مخبر الحفاظ على الموروث العلمي والثقافي بالمركز الجامعي ودار الصناعة التقليدية للتحليل البيولوجي والجيولوجي للموارد الطبيعية المستعملة في الصناعة التقليدية.
ولكون المنطقة معروفة بثرواتها النفيسة، مما أوجب ضرورة استغلالها، قامت تقابو بوضع في الخدمة المقر الجديد المؤقت للمدرسة النموذجية للنحت على الأحجار الكريمة وصناعة الحلي التقليدية، الذي يندرج ضمن نقل المعارف في إطار التعاون الجزائري - البرازيلي، الذي يجمع بين تكوين الموارد البشرية المحلية واستغلال أنواع متعددة من الأحجار الكريمة التي تتوافر عليها المنطقة.
كما قامت الوزيرة بتسليم مقرر استفادة من قطعة أرضية مخصصة لبناء مصنع تقليدي للدباغة بقرية (إنزاون)، مما سيمكن أصحاب هذه الحرفة من مزاولة نشاطهم في أحسن الظروف في الأيام القادمة.
50 ألف حرفي استفادوا من تطوير المهارات
كشفت عائشة تقابو خلال كلمتها بالمناسبة، عن عمل الوزارة الوصية على تطوير مهارات الموارد البشرية المحلية وتمتين تقنيات الحرفيين في مهارات الإنتاج مثلما توارثوها عن أجدادهم، حفاظا على التراث الوطني من الاندثار. حيث شملت هذه الدورات التكوينية، 50 ألف حرفي عبر التراب الوطني في مجالات تقنية وفي التصميم والإبداع، مؤكدة أن العملية متواصلة من أجل رفع تنافسية الموارد البشرية الوطنية وتطويرها لأداء وتعزيز قيم العمل المهنية والاحتراف والقيادة والإدارة وتطوير روح المبادرة وتحقيق المشاركة الفاعلة بما يخدم مسيرة التنمية المحلية.
في ختام زيارتها، قامت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية، بتوزيع الشهادات على المكونين في تصميم الحلي من الجانب البرازيلي، والذي بلغ عددهم 10 متكونين من مختلف ولايات الوطن، مشددةً على ضرورة تطوير القدرات وتطبيق المهارات والبحث عن الاستثمار الرابح فرادى، أو من خلال شركات وعمل جماعي لتعزيز مسعى الحكومة الرامي إلى إعادة بعث الاقتصاد الوطني.