رئيس المعهد الوطني لأمراض الكلى

غياب ثقافة التبرع بالأعضاء زاد من صعوبة المرضى

جيهان يوسفي

أكد رئيس مشروع المعهد الوطني لأمراض الكلى، البروفيسور طاهر ريان، أمس، أن عدد المرضى بالقصور الكلوي  المزمن بالجزائر البالغ مليون و٥٠٠ شخص يزداد بحوالي ٧ بالمئة سنويا في ظل نقص المتبرعين بالأعضاء وغياب هذه الثقافة بالمجتمع الجزائري، رغم المجهودات المبذولة من طرف  الدولة والجهات المعنية منذ ١٩٨٠ من خلال تعميمها لمراكز تصفية الدم على مستوى التراب الوطني والوصول الى إنجاز ٣٠٠ مركز.
أبدى البروفيسور ريان ـ الذي نزل ضيفا على حصة «لقاء اليوم» بالقناة الإذاعية الأولى بمناسبة اليوم العالمي لأمراض الكلى ـ استياءه من نقص عدد المتبرعين بالأعضاء مازاد من تعقد الوضع خاصة وأن عدد المرضى الذين هم في قائمة الإنتظار لإجراء عمليات الزرع يتراوح بين ٧٠٠٠ و٨٠٠٠، الأمر الذي يستدعي القيام بـ١٠٠٠ عملية سنويا بدل العدد المسجل حاليا « ١٠٠ ـ ١٥٠ عملية فقط»، مرجعا الحل الوحيد الى اللجوء لزراعة كلى من أشخاص متوفين دماغيا.
وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور طاهر ريان، غياب ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الموت رغم الحملات التحسيسية الهادفة لشرح الموت الدماغي وكيفية التبرع خاصة وأن الأمر لا يتعارض مع الدين الإسلامي، مبرزا الدور الفعال الذي يستطيع أن يقدمه الأئمة داخل المساجد بالدرجة الأولى والأساتذة بالمدارس من خلال تقديم درس موحد في بداية الموسم الدراسي بخصوص التبرع مثلما هو معمول به بالدول الأجنبية لتكوين جيل صاعد ملم بهذه الثقافة مستقبلا، بالاضافة الى إبلاغ المتبرعين لعائلاتهم لإنقاص العراقيل التي تواجه الأطباء.
وقال رئيس مشروع المعهد الوطني لأمراض الكلى أنهم اقترحوا على وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتبرع بالأعضاء وضع سجلات رسمية تسجل فيها قبول الأشخاص الذي يريدون تقديم أعضائهم مقابل بطاقة كقاعدة بيانات تمنح لهم، موضحا أن زراعة أعضاء المتوفين دماغيا بالخارج لا تمنح إلا للمواطنين الأصليين، لذا فإن الحل بأيدي الجزائريين أنفسهم سيما وأن سعر زراعة الكلى بالوطن تكلف٢٠٠ مليون، حسب المتحدث.
وبخصوص الكفاءات الجزائرية التي تتكفل بالزراعة، أرجع البروفيسور المشكل الى نقص الأعضاء وليس الكفاءة، كون الجزائر تملك خيرة الأخصائيين بالإضافة الى الوعود التي قدمها المتواجدون بفرنسا للالتحاق بالوطن للعمل بالمعهد الوطني، مرافعا على ضرورة منح رخص فتح مراكز التصفية لأطباء أمراض الكلى للقضاء على عملية البزنسة التي اتعبت المرضى واثقلت كاهلهم خاصة وان التصفية تتطلب ١٢٠ مليون سنويا.
وطالب البروفيسور ريان، بضرورة جعل «التبرع بالأعضاء» قضية وطنية على مدار العام بمشاركة مشاهير ورياضيين وغيرهم لتوعية الناس وتحسيسهم بجميع الأماكن  المساعدة على إيصال الفكرة بمساعدة وسائل الإعلام والنشاط الجمعوي ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحصد أغلبية الشباب، وليس في فترات معينة لأنه عمل يتطلب الإستمرارية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024