لم يستسغ الفيلسوف الفرنسي المتصهين برنار هنري ليفي ومن يقفون ورائه في رسم ورعاية مشاريع تفكيك الدولة الوطنية، خروج الجزائر من عاصفة «الربيع العربي» بسلام في حين أتت الرياح الخبيثة لتلك العاصفة على الأخضر
واليابس في العديد من الدول العربية وتبرز ليبيا كأبرز مثال على تلك المؤامرة المحكمة التي كان الهدف من ورائها القضاء على منطق الدولة وفسح المجال أمام الفوضى والتسيّب لتنفيذ مخططات قديمة جديدة لم تعد تخفى على أحد بل حتى أولئك الذين انساقوا وراء الأوهام التي سوقها أمثال (بي.آش.آل) الذي لم ييأس من بث الفتنة وبذور الحرب والاقتتال كما لم ييأس إبليس تمام من تضليل الناس ودعوتهم إلى طريق الهلاك والنار.
إن الخرجة الجديدة التي أطل بها علينا المتصهين برنار هنري ليفي جاءت هذه المرة في مقال بعنوان: «القبائل: شعب دون اعتراف في الجزائر» الذي نشره على مجلة «قاعدة اللعبة» التي أسسها ويديرها وتصدر تحت غطاء الاهتمام بشؤون الأدب والفلسفة في حين يستعملها في أغراض لا أخلاقية ليبث من خلالها سموم حقده وكراهيته لكل ما يمت بصلة للمسلمين والعرب خدمة للكيان الصهيوني ولمخططاته المعروفة الأهداف والأبعاد.
برنار هنري ليفي دعا في مقاله إلى مساندة ودعم المسيرة التي نظمتها أمس ما تسمى بحركة استقلال منطقة القبائل (ماك) التي يرأسها فرحات مهني الذي حاولت أن تجعل منه وسائل الإعلام الفرنسية - ضمن حملتها المتواصلة ضد الجزائر - أحد رموز منطقة القبائل - التي تبرأت منه بمجرد افصاحه عن نواياه الانفصالية- بل أن قناة فرونس 24 استضافته في إحدى الحوارات وقدمته على أنه «رئيس الحكومة القبائلية المؤقتة» في اعتداء سافر على الجزائر برعاية الدوائر الرسمية الفرنسية باعتبار أن القناة تعتبر أحد أدوات الدبلوماسية الفرنسية وهي لا تدرك أنها لا تستطيع المساس بوحدتها لأن وحدة الشعب الجزائري أكبر من أن تهددها وسائل الإعلام الفرنسية ولا حتى الجهات الرسمية الواقفة ورائها التي لا تزال بكل أسف تراودها أحلام استعمارية قديمة لم تستطع تحقيقها أيام كانت الجزائر مستعمرة فرنسية وهذا ما يفسر التحامل الرسمي الفرنسي على الجزائر الذي أخذ أبعادا غير مقبولة لا تعكس الإرادة الرسمية المعلنة في العمل على بناء شراكة متميّزة وعلاقات صداقة، والتصرّف الأخير للوزير الأول الفرنسي مانويل فالس يثبت إزدواجية الخطاب الفرنسي حيث لاحظنا أن هذا الأخير مباشرة بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة صرح للصحافة الوطنية والدولية أنه ناقش مع رئيس الجمهورية مختلف القضايا الوطنية والدولية وبمجرد عودته إلى بلاده أطلق تغريدة في حسابه على «تويتر» جاءت مغايرة تماما لتصريحاته مع نشره صورة لرئيس الجمهورية يظهر خلالها منهكا وخائر القوى ظنا منه أنه بذلك أساء للجزائر ولرئيسها في حين أنه أساء لنفسه بالدرجة الأولى حيث بدا كأنه مصاب بمرض انفصام الشخصية فهل خفي على الوزير الأول الفرنسي أن وسائل الإعلام العالمية سجلت بالصوت والصورة ما قاله مباشرة بعد خروجه من اللقاء الذي خصه به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ؟