اختتمت، أمس الأول، بتونس العاصمة، أشغال اللجنة الموسعة الجزائرية - التونسية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بالتوقيع على محضر أشغال هذه اللجنة المشتركة.
ووقع المحضر، الذي يهدف إلى “تطوير وتعزيز” التعاون المشترك بين البلدين في مجال التعليم العالي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار ونظيره التونسي شهاب بودن.
وقد أكد المحضر في الجانب المتعلق بندوة رؤساء الجامعات، على ضرورة “الرفع من الأداء البيداغوجي والبحثي وتعميم التعاون العلمي”، ليشمل أغلب الجامعات والأنشطة القائمة فعليا، بما في ذلك التظاهرات العلمية والاتفاقيات القائمة.
كما أكد على تثمين العمل القائم بين جامعات الشريط الحدودي “وتوسيعه لأغلب الجامعات”، بما يحقق تقديم عروض في الماجستير - الماستر بتأطير مزدوج وتتويج ذلك بشهادة مزدوجة على مستوى الماجستير - الماستر أو الدكتوراه (دكتوراه إمتياز).
وحثت الوثيقة على سعي اللجنة للعمل على تحديد مجال التعاون العلمي في تخصصات ذات الاهتمام المشترك في شكل “مشروع مدرسة دكتوراه متخصصة، مع التركيز على حركية الطلبة والأساتذة واعتماد أطر للتبادل الطلابي”.
وبخصوص ندوة مديري مراكز البحث العلمي، فقد أوضح المحضر أنه تم الاتفاق على تحديد أربعة محاور تكون مجالا للتعاون المشترك بين البلدين، تتمثل في” الأمن الغذائي والصحة والبيئة وعلوم وتكنولوجيات الاتصال والطاقة وعلوم المواد، بالإضافة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية في مواجهة التحديات الراهنة”.
أما بشأن اجتماع اللجنة المشتركة المكلفة بحركية الطلبة والطلبة الباحثين والأساتذة الباحثين والطاقم الإداري والتقني، فقد أوضح المحضر أنه تم إحداث “برنامج مؤسساتي” يرتكز على تمويل الحركية الخاصة ببرامج في إطار شهادات مشتركة أو ببرامج غير إشهادية أو مدارس الدكتوراه المشتركة أو الإشراف المشترك على الدكتوراه، مشيرا إلى أن الأولوية تعطى للميادين ذات الاهتمام المشترك للطرفين، خاصة فيما يخص “تطوير البرامج والمناهج البيداغوجية المشتركة والمشاركة في ورش العمل” وغيرها.
وعن التبادل الطلابي بين الجزائر وتونس، فقد اتفق الطرفان على “تبادل 100 منحة دراسية في جميع المراحل الدراسية و100 مقعد دراسي” في جميع المراحل الدراسية خلال السنة الجامعية 2016 - 2017.
وبهذه المناسبة، أكد حجار على أن النتائج التي تم التوصل إليها ستنقل مستوى التعاون بين الجزائر وتونس إلى مرحلة “نوعية أرقى”، معتبرا ذلك دليلا على “عزم البلدين في المضي قدما نحو مستقبل زاهر لعلاقات التعاون بينهما”.
وأوضح الوزير، أن التعاون الثنائي بين البلدين له “آفاق واعدة”، خاصة في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والتبادل ما بين الجامعات، بالإضافة إلى عنصر الموارد البشرية المؤهلة التي يمكن توظيفها في تعميق الروابط بيننا على الصعيد الإنساني.
وجدد حجار تأكيده على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في هذا المحضر بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويجسد توجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
من جانبه قال الوزير التونسي، إن التوقيع على هذا المحضر جاء “للارتقاء بمستوى التعاون إلى رؤية مستقبلية” في مجال التعليم العالي وربط الصداقات بين الطلبة في البلدين، لاسيما وأنهم سيكونون إطارات المستقبل لنتمكن، على حد تعبيره، من “بناء مغرب عربي مزدهر”.