ليالي وهران في رمضان

عبادة، زيارات عائلية وبرامج ترفيهية بالجملة

حبيبة غريب

الإفطار والسهر على شاطئ البحر أو بالمساحات الخضراء

 تتسم السهرات الرمضانية بعاصمة غرب البلاد بالحياوية والطابع العائلي الحميمي، حيث تخرج سكانها أفرادا أو جماعات، بعد الإفطار سواء لقضاء صلاة التراويح أو التمتع بالنسمات الليلية الصيفية بالمنتزهات أو على شواطئ المدينة، أو زيارة الأهل والأقارب، أو اقتناء مشتريات العيد من المحلات والمراكز المتعددة أنها وهران الباهية ليلا بكل أضوائها، وأماكن العبادة والترفيه وبرامجها الثقافية الخاصة بشهر رمضان الكريم وبالعطلة الصيفية 2015.
 وقبل سهرات الباهية اعتمدت الكثير من العائلات هذه السنة، تقليدا جميلا، يمزج بين العادة الدينية والحاجة إلى الراحة والاستجمام، حيث أصبحت تأخذ مؤكولاتها وما أعدته من أطباق لمائدة الإفطار، وتقصد شواطئ المدينة كشاطئ الكثبان وبوسفر والأندلسات وكنستال وأرزيو، للإفطار بالقرب من البحر، مستفيدة من توفر الأمن وتهيئة أماكن الاستجمام لاستقبال المصطافين من قبل الجماعات المحلية.
وهي فرصة يقول أحمد رب عائلة، للاستجمام وقضاء السهرة في التمتع بأمواج البحر والتلطيف من حرارة الصيف.
ومن العادات الحسنة التي تشهدها وهران وضواحيها قبيل أداء الإفطار، استقبال الضيوف من الأهل والأقارب وكذا إخراج صينيات المؤكولات للمحتاجين، ولعمال ورشات البناء، وكذا للناس بدون مؤوى، وهي تقليد تتوارثه العائلات الوهرانية مند عقود، إكراما للشهر الفضيل الذي يقتضي الإكثار من عمل الخير وصلة الرحم والاهتمام باليتامى والمساكين وأبن السبيل، العادة التي تقول خالتي فاطمة من الحي الشعبي”الحمري”، أنها تبارك للجميع في صيامه وقيامه وتقربه من المولى عز وجل وتدخل أيضا الفرحة والبهجة في قلوب إخواننا المحتاجين.  
وتنطلق السهرة الرمضانية مباشرة مع انتهاء وجبة الإفطار، ليكون أول من يخرج إلى الشوارع بحثا عن اللعب والمتعة وشراء المرطبات والحلويات، الأطفال، في حين يقصد الكبار وحتى الصغار المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، وأصبح هذه السنة مسجد الإمام ابن باديس، بحي الصديقية، الذي تم فتحه أمام المصلين في الأسابيع الماضية قبلة للكثير من الوهرانيين والوهرانيات، قد سهل توفر وسائل النقل من حافلات عمومية وخاصة والترامواي وسيارات الأجرة مساعيهم.

توفير وسائل النقل والأمن حافز لخروج الوهرانين ليلا
 
والجدير بالذكر أن كل خطوط النقل الحضري وشبه الحضري، تشتغل ليلا في رمضان مند الليلة الأولى الأمر الذي يساعد الجميع على الخروج بعد الإفطار وقضاء حاجياتهم بالمحلات والمراكز التجارية بكبريات الشوارع والأحياء، كوسط المدينة، “شوبو”، حي العقيد، الميلينوم، الصديقية وغيرها.
 وفي سياق آخر، تقصد العديد من العائلات المساحات الخضراء كمنتزه “الجولق” المحاذي لشارع أحمد زبانة والذي يعتبر امتدادا طبيعيا لواجهة البحر، والذي يشكل فضاء بامتياز للراحة خاصة بعد التهيئات الكبيرة التي أدخلت عليه، مع توفير فضاءات لعب الأطفال إلى جانب توفير الأمن وبعد الخدمات العمومية.
ولهواة الترفيه والنشاطات الثقافية، برمجت العديد من العروض المسرحية، والموسيقية والفنية بكل من المسرح الجهوي عبد القادر علولة، والسينماتاك ودور العرض بالنوادي الثقافية، بمعظم بلديات الولاية. وما استحسنته الكثير من الأمهات هو العروض الخاصة بالأطفال التي تحتضنها بعد دور السينما بوسط المدينة.
يفضل البعض الآخر قضاء سهراته الرمضانية في قاعات الشاي بالأحياء الراقية  أو داخل الفنادق الفخمة كالميرديان أو الشيراتون، كما يفضل البعد الآخر التوجه إلى النوادي بالكورنيش الوهراني.
أما في الأحياء الشعبية، فتبقى الزيارات والقعدات العائلية، أمام صينية الشاي والقهوة المعطرة بماء الزهر والتي تزينها أطباق”الزلابية” و«الشامية” ( قلب اللوز) و«أصابع القاضي”، ميزة لشهر رمضان الفضيل، في حين يفضل الشباب السهر خارجا والإقبال على باعة الشواء والمثلجات وبعد المؤكولات الشعبية الأخرى.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19529

العدد 19529

الأحد 28 جويلية 2024
العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024