أصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مساء أمس الأول، إثر اختتام اجتماع الأحزاب السياسية الليبية والنشطاء السياسيين بالجزائر العاصمة، بياناً تلقت «واج» نسخة منه، فيما يلي نصه الكامل:
«اختتم الاجتماع الثاني للأحزاب السياسية الليبية والنشطاء السياسيين الذي تيسّره بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مداولاته في العاصمة الجزائرية، مؤكدا على الالتزام بدعم الحوار السياسي كخيار وحيد لحل الأزمة في ليبيا ودعم كافة الجهود المبذولة في هذا الخصوص.
وفي الجلسة الافتتاحية التي عقدت يوم 13 أفريل والتي شارك في رئاستها عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، قام الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، بإطلاع المشاركين على آخر التطورات المتعلقة بالمسارات المختلفة لعملية الحوار السياسي الليبي.
وقد رحّب ليون باتساع نطاق الاجتماعات في الجزائر وأشار إلى أن انخراط مشاركين جدد من الشخصيات والأطياف السياسية المختلفة، يساهم في إثراء النقاش الجاري وعملية الحوار برمتها. وأثنى على الشجاعة والتصميم والروح الإيجابية لكافة المشاركين نساء ورجالا للعمل معاً على الوصول إلى اتفاق حول حلول شاملة للتحديات الجسيمة التي تواجه ليبيا.
وتأكيدا منهم على التزامهم بالمبادئ التي أقرّوها في بيانهم الختامي في نهاية الجولة السابقة من المحادثات التي عقدت في الجزائر يوم 11 مارس، فقد عبّر المشاركون عن استيائهم البالغ جراء استمرار القتال وأعمال العنف في مناطق مختلفة من ليبيا.
وفي هذا الصدد، أعاد المشاركون تأكيد دعوتهم لكافة الأطراف للوقف الفوري للاقتتال المسلح وإيجاد بيئة مواتية تساهم في الحوار الليبي، وذلك تأكيدا منهم على أن الحل الشامل للأزمة في ليبيا يكون فقط من خلال الحوار.
وقد أعاد المشاركون تأكيدهم على قلقهم البالغ من تزايد وتيرة الأعمال الإرهابية والتي باتت تهدد الأمن الوطني والسلم الاجتماعي. وأكدوا على ضرورة تضافر كافة الجهود لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، بغض النظر عن دوافعه، والمتمثل في «أنصار الشريعة» و»داعش» و»القاعدة»، ووضع حد له قبل أن يتمدد ويتوطّن بشكل يصعب القضاء عليه. كما أكدوا على ضرورة اتخاذ كافة الخطوات الضرورية لمكافحة التهديدات الإرهابية في ليبيا بشكل يتمشى مع التشريعات الليبية والقانون الدولي. كما أدان المشاركون الاعتداءات المتكررة على البعثات الدبلوماسية والمنشآت المدنية في ليبيا.
وقد عبّر المشاركون عن ضرورة تضافر جهود كافة المسارات الأخرى التي تعبّر عن آراء وتوجهات قطاعات واسعة ومتنوعة من الشعب الليبي لدعم المسار السياسي الأساسي الهادف إلى التوصل إلى حلّ شامل للأزمة في ليبيا من كافة نواحيها السياسية والأمنية.
وتعبيراً منهم عن دعمهم الواسع للإطار العام المحدد في «مسودة اتفاقية الانتقال السياسي في ليبيا»، طرح المشاركون عددا من الأفكار البناءة والإيجابية لتعزيز مسودة الاتفاقية. وأكدوا على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل لجميع مظاهر الأزمة في ليبيا السياسية والأمنية منها. كما أكدوا على ضرورة الإسراع بالاتفاق على تشكيل حكومة التوافق الوطني ببرنامج عمل متفق عليه وترتيبات أمنية مؤقتة تتضمن ترتيبات وقف إطلاق النار وانسحاب التشكيلات المسلحة من المدن والتجمعات السكنية والمنشآت الحيوية وترتيبات لمراقبة نزع وجمع الأسلحة والذخيرة مع آليات مراقبة وتحقق واضحة وحل كافة الجماعات المسلحة وفقا لخطة وطنية لنزع السلاح والتسريح ودمجهم في المؤسسات المدنية والأمنية. وفي هذا الصدد أكد المشاركون على المسؤولية الأساسية للدولة في تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في مسودة الاتفاق السياسي وضرورة وجود ضمانات واضحة لتنفيذ الاتفاق.
وتأكيدا منهم على أهمية مبدإ المشاركة، أشار المجتمعون إلى الحاجة لآليات مناسبة لإدماج كافة قطاعات ومكونات الشعب الليبي كشركاء، على قدم المساواة، في جهود إعادة بناء ليبيا الجديدة. وقد أكد المشاركون الحاجة إلى تعزيز السياسات الرامية إلى احترام التنوع ونبذ كافة أنواع التمييز والإقصاء.
ودعا المشاركون كافة الأطراف لمضاعفة جهودهم للتحرك بسرعة لرفع المعاناة الإنسانية التي يواجهها قطاع كبير من الشعب الليبي، خاصة النازحين واللاجئين منهم، ولاتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة المشكلات المتعلقة بتقديم الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.
كما أدان المشاركون كافة انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وأشاروا بالتحديد إلى الحاجة إلى إيجاد حل عاجل لمسألة المحتجزين خارج إطار القانون والمختطفين.
وقد شدد المشاركون على الدور المحوري للإعلام في إيجاد بيئة داعمة للحوار. ودعوا وسائل الإعلام الليبية إلى الامتناع عن بث تقارير تحرّض على العنف والقتال ودعوها إلى لعب دور إيجابي يدعم وحدة ليبيا وشعبها وإعلاء قيم التوافق واحترام حقوق الإنسان ودولة القانون والمؤسسات.
كما أكد المشاركون على الدور المهم الذي تلعبه المنظمات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى دول الجوار، في دعم الحوار وتوفير الضمانات اللازمة لتنفيذه والالتزام به.
وقد عبّر المشاركون عن امتنانهم لاستضافة الجزائر الكريمة للاجتماع، الذي امتد ليومين، في إشارة منهم إلى جهود الجزائر لدعم عملية الحوار السياسي التي تيسّرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ولدعم الجزائر المتواصل لإحلال السلام في ليبيا.
ويتطلع المشاركون إلى عقد جولة جديدة في الجزائر في القريب العاجل لاستكمال مداولاتهم وأعمالهم».
بيان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عقب الاجتماع الثاني بالجزائر
أهمية التوصل إلى اتفاق شامل وتشكيل حكومة التوافق الوطني
شوهد:464 مرة