الجمعيـــــات كـان لها دور كبـير خــلال الأزمة الأمنيـة وإعـادة بنـاء مؤسسـات الدولــة

سهام بوعموشة

الديمقراطيـة التشاركية خيار استراتيجي أقره رئيس الجمهورية

ارتكز نقاش المشاركين في منتدى “الشعب”، الذي استضاف وزير الشباب عبد القادر خمري، على أهمية العمل التطوعي والديمقراطية التشاركية وتلقينها للناشئة قصد تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتنظيم ملتقيات حول آفة المخدرات وحماية الأطفال والشباب، بالتنسيق مع مديرية الأمن الوطني، داعين إلى تشجيع المواهب الشابة وتقديم المساعدة لها.
نوهت كنزة نيشار، طالبة بجامعة العلوم والتكنولوجية بباب الزوار، وممثلة عن جمعية الحفاظ على البيئة، بالمجهودات التي تبذلها الدولة في تشجيع الشباب الموهوب، عبر ترسيخ العمل التطوعي.
من جهته تساءل توفيق الأمير، صحفي بجريدة الحياة العربية، عن مدى فعالية الجمعيات في تأطير الفئة الشبانية.
وفي هذا الصدد، أكد خمري أن أبواب الوزارة مفتوحة لكل الجمعيات الشبانية التي يتجاوز عددها 62 ناشطة في مختلف المجالات، مؤكدا أن نشأة الحركة الجمعوية كان في بداية الأزمة الأمنية بمشاركة فعالة بحيث كانت الجدار الأول لمكافحة الإرهاب، والعمل من أجل تماسك المجتمع، بالتنسيق مع قوات الأمن والجيش، مضيفا أن دور الجمعيات في العشرية الدموية كان رائدا ومهمّا في إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل جدي، واصفا إياهم بالمسبّلين الذين حافظوا على وحدة الوطن، وشاركوا في المجلسين الاستشاري والانتقالي بشكل فعال، مشيرا إلى أن البعض حين يتحدث عن المجتمع المدني، يذكر فقط الجانب المادي قائلا: “الجمعيات هي جزء من حراك المجتمع”، مشيرا إلى أن بعض الجمعيات ينقصها التأطير كي تنشط بشكل فعال في المجتمع، وعلى الجمعيات الفاعلة أن تكون قاطرة لبقية الجمعيات لدعمها.
بالمقابل، ثمّن ضيف منتدى “الشعب”، في معرض تدخله، المشاركة المتميزة لشبابنا في منتدى تونس الذي انعقد مؤخرا. وبحسبه، فإن هؤلاء أبلوا بلاء حسنا في الدفاع عن الجزائر وقضايا التحرر وعلى رأسها قضية الشعب الصحراوي.
وفي ردّه على سؤال مسعود بن حليمة، طبيب نفساني، حول دُورِ الشباب التي أضحت حكرا على بعض الأشخاص، في حين بقية الشباب الموهوب مهمش، قال وزير الشباب إنه توجد دور شباب نموذجية تشتغل بذكاء وبإمكانات متواضعة، مضيفا أن الدولة أنشأت العديد من دور الشباب ومعاهد لتأطير المؤطرين، داعيا إلى التفكير في اعتماد تكوين قصير المدى وذي نجاعة.
ويرى خمري ضرورة التوجه نحو إعادة الهيكلة من خلال تطوير السكك الحديدية، التي تساهم في حلّ مشكلة التهيئة العمرانية.
وبالموازاة مع ذلك، كشف وزير الشباب عن التحضير لثلاث ندوات كبرى، الأولى حول تكنولوجيات الإعلام والاتصال والشباب، والثانية حول حماية الشباب، في حين الندوة الثالثة خصصت للشباب المعاقين، بهدف دعوة المجتمع لتسهيل تنقل هذه الشريحة، مبرزا أهمية الديمقراطية التشاركية التي تعد خيارا استيراتيجيا أقره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على حد قوله.
في السياق ذاته، أعرب خمري عن استعداد الوزارة الوصية لتشجيع الشباب الطموح في كل الميادين، مؤكدا أن دائرته الوزارية أعطت تعليمات صارمة لكل مديريات الشباب لمرافقة أي مبادرة أو اقتراح يكون له أثر على كل الفئة الشبانية، وهذا في ردّه على تدخل نصرالدين كحال، ناشط في جمعية “الكلمة”، الذي دعا إلى احتواء المواهب الشبانية داخل الجامعات.
كما التزم ضيف منتدى”الشعب” بزيارة الشباب الموجودين بمنطقة البحارة بمستغانم، الذين بعثوا برسالة عن طريق الطالب صديق بحري لإيصالها إلى وزير الشباب.
بالمقابل، إقترح أحمد بومالحة، مهندس زراعي وإعلامي بالتلفزيون الجزائري في تدخله، مرافقة ودعم الشباب في الاستثمار في ميدان الزراعة، كونه قطاعا حيويا لما بعد البترول، مطالبا بتنظيم ملتقيات جهوية لفائدة هؤلاء الشباب.
وفي هذا الإطار، استحسن خمري اقتراح بومالحة قائلا، إن قطاع الفلاحة لم يأخذ حظه، بالرغم من وجود إمكانات كبيرة يمكن استغلالها، مضيفا أن هناك لجنة متابعة لتجسيد فكرة قطب فلاحي وعرضها على الحكومة، كما تعتزم الوزارة الوصية تنظيم معرض لمهن الفلاحة، وبحسبه يجب تنظيم ندوات ونشاطات على كل المستويات.
ودعت نادية دريدي، رئيسة الجمعية الجزائرية لترقية الشباب والمرأة، إلى إنشاء لقاءات حول المخدرات، حماية الطفل والشباب، بالتنسيق مع الأمن الوطني.
وفي الختام، دعا ضيف منتدى “الشعب” الشباب إلى تحصين وطنه واليقظة في ظل الرهانات السياسية الدولية الحالية، قائلا إن رهان الشباب كبير جدا، وأن القضية هي مسألة أمة بتجنيد كل طاقاتها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19528

العدد 19528

السبت 27 جويلية 2024
العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024