خمري خلال حفل توديع أطفال الجنوب:

ليس هناك حل للقضاء على البطالة سوى الإنعاش الاقتصادي

نورا لدين لعراجي

كرم وزير الشباب عبد القادر خمري، أول امس بخيمة الرياضي بسيدي فرج أطفال الجنوب الذين يقومون بجولة استجمامية ترفيهية إلى ولايات الشمال خلال عطلتهم الربيعية، حيث استمتع الأطفال القادمون من ولايات الجنوب الجزائري منها الأغواط، ورقلة، تمنراست، أدرار، تندوف لما تزخر به هذه المناطق من مواقع أثرية وأماكن ترفيهية، ذات الطابع الاستجمامي طيلة أيام الأسبوع، حيث مكنتهم  الزيارة التقرب من عادات وتقاليد الشمال الجزائري. العملية تدخل في إطار التبادل السياحي بين شباب الشمال والجنوب، حيث خصصت الوزارة حوالي 3500 شاب نحو الشمال و1200 شاب نحو الجنوب. العملية  التي بادرت بها وزارة الشباب هي استراتيجية من شأنها أن تضفي الطابع السياحي والترفيهي واستثمار هذه الطاقات البشرية في منحها كل المتطلبات والظروف المناسبة لتخطي كل العقبات التي تعيق إبداعاتهم وتحد من أفكارهم، وتجعلهم يتواصلون مع أبناء وطنهم الواحد.
أكد خمري بأنه ليس هناك أي حل للقضاء على البطالة سوى الاستثمار في الشباب من خلال البحث لهم عن مناصب عمل وخلق ثروة بشرية وتحويل الثروات الطبيعية إلى عامل اقتصادي متنوع مفتوح ومتطور واستراتيجي بالنسبة للعمل التربوي والسياحي، مضيفا في نفس السياق، أن أية سياسة تبنى في إطار الشباب فعاليتها تكون محدودة، إذا كانت لا تتماشى مع متطلبات ما ينتظره هؤلاء الشباب في هذه المرحلة من أعمارهم ومن خلال ما ها هو محبب لديهم، هناك جزء مهم من الأشياء التي يحبها الشباب كالسفر، التجول، السياحة، هذا المطلب هو مبدأ عالمي مهم جدا، فيما يخص سياسة الجزائر لنكون فاعلين في إيصال هذه الفكرة، من خلال نشاطنا التعليمي التربوي الذي هو  جزء أساسي في مرافقة شبابنا، وخلق محيط جميل من خلال علاقة مبنية على التفاعل.
في هذا الصدد أوضح خمري، بأن الكثير من الشباب لا يعرف جمال الجزائر، ولا يعرف تاريخها ولهذا: حان الوقت أن نجعل من اكتشاف بلدنا وجماله وخصال شعبنا، محاور أساسية. المختصون يتحدثون عن السياحة الداخلية والسياحة المحلية هذا مهم أن الجزائري يكتشف بلده بقدر ما يزيده حبا فيها والتمسك بها والفخر بتاريخها، هذا الاستثمار ـ يعتقد الوزير ـ بأنه استثمار يجب تثمينه، لأنه  أحسن استثمار في الثروة البشرية. إذا أجرينا مقارنة بالاستثمارات الأخرى، نجد أنه  الاستثمار الأساسي والمركزي والرئيسي، فتستثمره أمة في ثروتها البشرية وشبابها لأنه جزء من تحضير المستقبل، فكل هذه المعطيات والقواعد أساسية لخلق سياسة صالحة للشباب.
هذا لا يعني أن الوزارة بعيدة عن الانشغالات الأخرى، ولا يعني أن نحصر عمل الوزارة في عمل واحد، بل مساراتها مفتوحة، تريد أن تجعل من وجودها وجودا ذكيا مفيدا للبلد والشباب، أكيد هناك  مواضيع أخرى مهمة كذلك، كالإدماج الاجتماعي، الشغل من المحاور الاستراتيجية والأساسية التي يعمل قطاع الشباب على تحريكها مع القطاعات الأخرى. وزارة الشباب ووزارة الشغل ليست مهامهما خلق الوظائف بل تعملان لتحريك الأوضاع نحو الأحسن وتحريك الوضع الاقتصادي.
وفي الأخير، أكد خمري بأنه ليس هناك حل للقضاء على البطالة سوى الإنعاش الاقتصادي وبناء اقتصاد متطور، يسمح  بآفاق استيعاب الشباب الراغبين في مناصب عمل، هذه قاعدة في كل البلدان حيث لا يمكن أن نحسن أو نقلل من ضغط البطالة دون الاقتصاد. تمكين سياسة صالحة  للشباب يجعل القطاع يعمل في محور التبادل والتجوال والتعرف على طاقاته السياحية والثقافية، جزء أساسي من نشاط الوزارة، بالتأكيد ستكون له انعكاسات ايجابية على حب الاكتشاف لما تزخر به الجزائر من مؤهلات هامة، هذه السياسة ليست على المستوى المركزي فقط، بل لها حركية على مستوى الولايات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024